التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:25 م , بتوقيت القاهرة

ما بين السيكا والبياتي والنهاوند.. هل دراسة المؤذن للمقامات حرام..؟

"حي على الصلاة حى على الفلاح"، هكذا ينطلق صوت المؤذن تطرب له أذنك بصوته الرقيق، يوجه لك دعوة حنونة قادرة على هز كيانك بآداء فريضة الصلاة، مهارة لا يمكن لأي مؤذن أن يقطع مساحتها في قلبك، وهو يفتقد المقام المغنى في الآذان، 


فبين مقام "الراست" و"البياتى"، و"الحجاز"، أبحر كبار المؤذنين بوعي كامل، ليقدموا أصواتهم على طبق من ذهب وهم يحملون رسالة الإله على الأرض لتخلق من حناجرهم طرب سماوى، في الوقت الذي تصاعدت فيه أصوات متطرفة ترفض تدريس المقامات الموسيقية، وهى ترفع شعار"الموسيقى حرام" لتجهض الأصوات الجميلة، وتجعل من الأذان صوت نشاز يؤرق الروح والسمع.


الشيخ محمد رفعت


الأمر حسمته تونس مؤخرا، إذ أعلنت رفضها اعتماد أي مؤذنين إلا بدراسة المقامات الموسيقية، فهل تدريسها حرام..؟


يقول الشيخ والقارئ محمود الطوخى، إن الجاهل هو فقط من يرفض تدريس المقامات الموسيقية للمؤذن، لأن علم المقامات الموسيقية واسع وكبير، ودراسته تضيف كثيرا إلى المؤذن.


ويضيف الشيخ محمد الطوخي  في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" أن الموسيقى ليست كلها حرام، إذا تم توظيفها بشكل نافع مثل قراءة القرآن، فالطرب ضرورة لخلق صوت جميل قادر على هز وجدان البشر.



وأشار"الطوخى" إلى أنه على كل مؤذن أن يدرس علم المقامات، والرافض لها يكون جاهلا، فليس كل من يقوم بدراسة المقامات الموسيقية يمسك عودا وعليه الغناء، لكن الصوت الندى الجميل ضرورى لحث الناس على التوجه إلى الصلاة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن كبار القراء من أمثال محمد رفعت كان يعشق الآذان على مقام السيكا، مقابل الشيخ نصر الدين طوبار الذي كان ينطلق بصوته في الآذان من مقام البياتى. 



ويعبر مصطلح مقام موسيقى عن  تركيز الجمل الموسيقية التي تحدث تأثيرا معينا على مؤديها ثم سامعيها، وتتنوع المقامات الموسيقية التي يلجأ إليها المؤذن وقارئ القرآن بين الصبا والنهاوند والعجم والبياتى، والسيكاه والحجاز والراست والكرد.


كما تنقسم تلك المقامات إلى شرقية مثل: الراست والبياتي والسيكاه والصبا، ومقامات غربية مثل: العجم والنهاوند والكرد، ومن الممكن استخدام المقامات الغربية في الألحان العربية وليس العكس.


وكان الشيخ محمد رفعت من أشهر القراء الذين أتقنوا الآذان وترتيل القرآن طبقا للمقامات الموسيقة بين الراست والحجاز.



 


وتعكس المقامات الموسيقية تباينا كبيرا واختلافا بينها كالتالى، فمقام البياتى هو مقام سهل ممتنع هادئ كالبحر ويمتاز بالخشوع والرهبانية.




أما مقام الراست، فهو يعود أصله لكلمه فارسية تعنى الاستقامة، حيث يمتاز بالفخامة والاستقامة، ويتبع هذا المقام عددا من شيوخ المدينة المنور أمثال الحذيفي والسديس و المحيسني، حيث يقرأون على مقام الراست.


فيما يمتاز مقما "النهاوند" بالعاطفة والحنان والرقة ويبدأ من أول السلم الموسيقي ويصل إلى أعلاه ، أما مقام السيكا، فهو يمتاز بالبطء والترسب و يدخل في عمق القلب ليفتح آفاقه للنظر في أحكام الآيات القرآنية، وكان من أشهر شيوخ هذا المقام محمد صديق المنشاوى وخالد القطحانى.


فيما يعكس مقام "الصبا" الروحانية الجياشة والعاطفة والحنان و هو أفضل مقام صوتي يستطيع المقرئ أن يعبر من خلاله عن تفاعله مع الآيات عن طريق إستخدام الجواب والقرار.


أما مقام الحجاز، فهو مقام من أصل عربي نسب إلى بلاد الحجاز العربية الاصيلة ، و هو من أكثر المقامات روحانية و خشوعا في القرآن. 


إقرا ايضا 


تعرف إيه عن المنطق يامرسي؟.. "سقراط" وآخرون قتلتهم الحكمة