التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:56 م , بتوقيت القاهرة

العملية سيناء 2018.. حتى لا نكرر الوقوع في الفخ!

ما إن انطلقت العملية الشاملة سيناء 2018 إلا وبدأت وسائل إعلام غربية العزف على نغمة شاذة، والتشكيك في الهدف من وراء هذه العملية، وهل الهدف منها الحرب على الإرهاب، وتجفيف منابعه، أم لأهداف أخرى خفية؟


هذه النغمة النشاز عرفناها كثيرًا، وألفنا سماعها في أعقاب كل نجاح نحققه، سواء كان هذا النجاح على المستوى الاقتصادي، الصناعي أو الخدمي، أو البنية التحتية.. نغمة تتبناها وسائل إعلام دولية تدعي الحيادية والمهنية، وهي أبعد ما تكون عن الموضوعية ونقل الحقيقة.. نغمة يتبناها الإخوان الإرهابيون وأعوانهم من الذين يدعون المعارضة، ويزعمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، بينما عيونهم وقلوبهم لا ترى إلا السواد، وألسنتهم لا تمل من تشويه أي إنجاز والتقليل منه.


صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلت تصريحات لمن وصفتهم بـ«دبلوماسيين غربيين»، ادعوا فيها أن الهدف من العملية العسكرية الشاملة في سيناء هو «إعادة حصول الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعم شعبي جديد، بعد أن تقلصت شعبيته»، بحسب زعمهم.


هذه الأكذوبة، وتلك الفرية- التي لاقت رواجًا كبيرًا عند الذين يضمرون كل الشر لمصر والسيسي- تجعلني أحيلك إلى وقائع كثيرة اختلقتها وسائل إعلام غربية لها شهرتها؛  للنيل من مصر، ولأهداف أخرى لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالحقيقة، والموضوعية، والأمانة المهنية التي تتشدق بها.


خذ عندك، وكالة الأنباء الأشهر «رويترز» نشرت تقريرًا في أغسطس الماضي، على لسان مصادر «مُجَهّلة»، ووصفت فيه أداء البورصة المصرية بأنه الأسوأ في المنطقة، تزامنًا مع القرار الأمريكى بخفض المساعدات لمصر، بينما كان أداء البورصة مستقرًا، ولم تعلن عن تعرضها لخسائر.


أيضًا، وكالة «أسوشيتيد برس» نشرت خبرًا عن «توقيع مصر اتفاقا مع ألمانيا لمكافحة الهجرة غير الشرعية»، وهو ما نفته مصر رسميًا.. كما ادعت هذه الوكالة تعرض أوتوبيس- يقل سائحين- لحادث تصادم في بني سويف، وربطت بينه وبين تردي حالة الطرق في مصر، بحسب زعمها، ثم تبين- بعد ذلك- أن الأوتوبيس لا يقل أي سائح.. فما الذي كانت تهدف إليه الوكالة الأمريكية إلا تشويه صورة مصر؟


وعلى طريقة «دس السم في العسل»، مارست شبكة «سي إن إن» أكاذيبها، عندما نشرت تقريرًا ادعت فيه عدم وجود علاقة بين قطر وتنظيم الإخوان الإرهابي، كما ادعت أن الدول العربية الأربع تنفق الملايين لـ«تشويه قطر»، بحسب زعمها، واصفة المقاطعة العربية للدوحة بـ«الحصار».. فما الذي كانت تهدف إليه هذه الشبكة التي تدعي المهنية؟ وهل هي تحارب الإرهاب أم تدعمه وتروج له، وتتنبى وجهة نظر الدول الممولة للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها قطر؟


للأسف الشديد، أكاذيب الإعلام الغربي ضد مصر ونظامها، خاصة بعد 30 يونيو 2013 وحتى الآن، تجد مَنْ يروج لها على بعض فضائياتنا العربية، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ويتعاملون مع التقارير التي تشوه صورة مصر، وتقلل من أي إنجاز، باعتبارها قرآنًا لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!


والحقيقة التي لا مراء فيها أننا نعيش في مرحلة استثنائية، بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ، ونخوض أكبر حرب في تاريخ البشرية ضد الإرهاب. والذين يسخرون من العملية الشاملة «سيناء 2018»، عليهم أن يراجعوا ماذا حدث في فرنسا، ففي أكتوبر 2015، شهدت باريس حادثًا إرهابيًا، فُرِضتْ- على إثره- الطوارئ لعامين متتالين، ثم سُنَّ قانون للإرهاب ضم كل القوانين الاستثنائية التي صدرت قبل ذلك لمواجهة هذه الظاهرة.


فإذا كانت فرنسا- بجلالة قدرها- اتخذت كل هذه الإجراءات من أجل حادث واحد، فلماذا يعيبون على مصر، التي دفعت من أرواح ودماء أبنائها من العسكريين والمدنيين، ما لم تدفعه أي دولة أخرى؟!


لكن كيف نقضي على الإرهاب وهناك دول مثل قطر وإيران وتركيا، تدعمه وتموله؟ كيف نستأصل شأفة الإرهابيين وهناك دول توفر لهم ملاذات آمنة، وتسبغ عليهم الحماية، وتوفر لهم إقامة «7 نجوم»؟


ما أود التأكيد عليه- الآن- أننا في أشد الحاجة إلى الاصطفاف خلف قيادتنا السياسية، ونثق- كل الثقة- في قدرة قواتنا المسلحة والتضحيات التي يقدمونها لاقتلاع الإرهاب من جذوره، وتطهير تراب الوطن من الإرهابيين، وألا ننساق وراء الشائعات والأكاذيب التي تنشرها وسائل إعلام غربية أو حتى عربية لا تريد لمصر خيرًا؛ حتى لا نكرر الوقوع في الفخ مرة أخرى.. وإذا ما أردنا الحصول على المعلومة من مصدرها الصحيح، فعلينا الالتزام ببيانات المتحدث العسكري، ففيها الشفاء والمعلومة الصحيحة الموثوق في صدقيتها.


حفظ الله مصر من كل سوء.