الصحة في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث: "لا يزال ينفذ في سرية تامة"
قالت الدكتورة، مايسة شوقي، أستاذ الصحة العامة بكلية طب جامعة القاهرة، إن العالم يقف في اليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، اليوم الثلاثء، موقف المحاسب من قضية شائكة تخص الفتيات قليلي الحيلة اللاتي يتعرضن لجريمة الختان؛ هي بالفعل أبشع اعتداء لبتر الأعضاء التناسلية الخارجية لفتيات بدون سند علمي أو ديني، ولا يترتب عليها أي نفع، بل بالعكس فهذه العادة القميئة سبب للانهيار الأسري والطلاق في أغلب الأحيان.
وأكدت شوقي، بمناسبة الاحتفالات باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، أنه في الوقت الذي يحسب لمصر أنها غلظت عقوبة الختان لأنثي من جنحة إلى جناية في عام 2016، إلا أن الجريمة لاتزال تحاط بمزيد من السرية والتعتيم، ولا يرفع حقيقة انتشارها إلا البحث الديموجرافي المصري الذي سيتم تنفيذه في 2018.
وتابعت: "من أهم إنجازات مصر أيضا توقيع الوثيقة الوطنية لإنهاء العنف ضد الأطفال في 8 مايو 2016؛ والتي وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف؛ وتؤكد الوثيقة بمرجعيتها الدينية على ضرورة إنهاء العنف ضد الأطفال في كافة أشكاله.
وفي سياق نشر الوعي لمناهضة الختان من خلال القنوات التقليدية سواء عن طريق الرائدات الريفيات أو كأحد مواضيع التثقيف الصحي في مراكز الرعاية الصحية الأساسية فعلينا أن نتوقع نتائج لا تختلف كثيرا عما وصلنا إليه في 2014.
وأضافت "شوقي" أن البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث يعمل من خلال محاور مختلفة، منها إنفاذ القانون والتوعية ودراسة الحالات للفتيات المختنات ومتابعة القضايا، وله شراكات عديدة مع وزارات الصحة والسكان والأوقاف والعدل والطب الشرعي .
وتتباين آراء المتخصصين في شأن هذه الكارثة المجتمعية؛ فمنهم من يرى البدء بالتوعية حال استخراج شهادة الميلاد لأنثى، ودعم ذلك بتوعية مكثفة تواكب التطعيمات الأساسية ثم الانتقال إلى التوعية في المدارس الإبتدائية علي الأخص، ودمج مفهوم مناهضة ختان الإناث في المناهج الدراسية والأنشطة اللاصفية ومنها الأناشيد والمسابقات والرسم والفنون .
وقالت: "كما تتعاظم هذه التدخلات بتوعية الأطفال بمناهضة كافة أشكال العنف وتعريفهم بخط نجدة الطفل 16000 المجاني، وكذلك خط المشورة الأسرية للأمهات 16021 للتوعية بالتربية الإيجابية وهي بالفعل خدمة قائمة يقدمها المجلس القومي للطفولة والأمومة".
وواصلت: "اللوم كل اللوم علي وسائل الاعلام التي تتعامل مع هذه القضية بموسمية، ماذا لو تم تسليط الضوء علي 8 قضايا لختان الإناث تنظر أمام الجنايات الآن؟ ماذا لو استمرت المناقشات الإعلامية مفتوحة ليس فقط في الفضائيات و لكن في الإذاعة والصحف؟ ماذا لو ناقشنا هذه القضية مجتمعيا في نوادي الشباب وقصور الثقافة؟".
وقالت: "أثق أن مصر في ثوبها الجديد قادرة علي إعداد استراتيجية إعلام سكاني معدة بصورة علمية يؤسس لاستمراريتها فتتناول إعداد وتنفيذ وتقييم كافة الرسائل السكانية في اتصال يشجع علي التعبئة المجتمعية لكافة قضايا السكان، فشراكة المواطنين عن اقتناع هي العنصر الأساسي لنجاح أي برنامج يهدف إلى تنمية السكان".