التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 01:37 ص , بتوقيت القاهرة

داعش والمافيا.. قصة تحالف "نفّع واستنفع"

في 2015 نشرت وسائل الإعلام الإيطالية أن المافيا الإيطالية تتوعد داعش بأنها لن تسمح له بالدخول لإيطاليا أو القيام بأي عمليات إرهابية، وهددت صراحة بقتل أي داعشي يقترب من منطقة نفوذها.. ولكن في الحقيقة وبعد مرور 3 سنوات على هذا الإعلان اتضح أن داعش والمافيا حليفان لم يتخيل أحد أن يكونا صديقين.


البترول وغسيل الأموال


بحسب موقع "بيزنس انسيدر" فإن داعش والمافيا عقدا أول الصفقات السرية بينهما في فترة صعود التنظيم الإرهابي، وإستيلاءه على مصافي النفط في سوريا العراق، وكانت تعمل على تهريب النفط الذي سرقه داعش لأوروبا مقابل حصة من المال بينما يستخدم التنظيم الإرهابي باقي الأرباح لتمويل عملياته التوسعية وبناء دولته المزعومة.


وكانت وسيلة تهريب المافيا للبترول هي إنشاء شركات وهمية هي عبارة عن واجهة تعطي إيحاء أنها تستورد البترول من دول الشرق الأوسط من أجل السوق الإيطالي والأوروبي ثم يتم بيع البترول مباشرة لمحطات الوقود بأسعار أقل من السعر القانوني، وبذلك تضرب المافيا عصفورين بحجر واحد، وهي أنها تهرب البترول وفي نفس الوقت تعمل على غسيل الأموال التي لديها من أموال من عمليات إجرامية أخرى.


السلاح مقابل الأثار


أما البضاعة الثانية التي قربت بين داعش والمافيا فكانت تجارة السلاح حيث عمل التنظيم الإرهابي على الحصول على السلاح من مصادر متعددة، بينها بحسب صحيفة التليجراف "شراء السلاح"  من جماعات معارضة كانت تحصل على دعم أمريكي، ولكن كانت هناك وسيلة أخرى وهي الحصول على السلاح من المافيا الإيطالية.


ووسيلة الدفع كانت القطع الأثرية المهربة من سوريا العراق، فعلى الرغم من أن التنظيم الإرهابي كان يحطم المعابد الأثرية والتماثيل الضخمة في العراق وسوريا إلا أنه في الحقيقة كان يستغل هذا الدمار في إخفاء ما يحدث وهو تهريب القطع الأثرية الأصغر حجما والتي سيفترض الكثيرون أنها دمرت مع القطع الكبيرة والمباني الضخمة.


المخدرات وبالأخص الترامادول


الصفقة الثالثة بحسب موقع "ديلي بيست" كانت تجارة المخدرات، حيث تبيع المافيا الحبوب والعقاقير المخدرة لداعش مقابل المال.


وأشار الموقع إلى أن العقار المفضل لدى التنظيم الإرهابي كان الترامادول والسبب هو أن الدواعش يعتبرونه منشط يجعلهم يستمرون في القتال لفترات طويلة.


ونفس الشئ يتم مع "بوكو حرام" في نيجيريا الذي أعلن الولاء لداعش.. وكانت الشرطة الإيطالية أعلنت أنها صادرت العام الماضي فقط نحو 100 مليون شريط ترامادول كانت في طريقها لداعش في ليبيا.. وكانت الخطة أنه بمجرد وصول الشحنات لليبيا فإن عملاء داعش سيقومون بتوزيعها للمقاتلين في عدد من المدن والدول وحتى تصل لفرع التنظيم في نيجيريا.


وهناك زبون آخر لترامادول المافيا وهي مصانع تركيا التي تشغل اللاجئين السوريين من الأطفال، حيث يتم منح الأطفال السوريين هناك المخدر ليستمروا في العمل لفترات طويلة، وتقول مارتا سارفيني الصحفية الإيطالية التي كشفت هذه المعلومات في صحيفة "كوريرا ديلا سيرا" إن هذا المخدر هو وسيلة لكل من يريد التخلص من معاناته.


ولإبعاد الشبهة عن المافيا في إيطاليا نفسها فإن مصدر المخدر لا يكون من أوروبا بل من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي حيث تكون المصانع هناك تحت سيطرة عملاء المافيا الذين ينقلونها لداعش.


من جهة أخرى ترى صحيفة الجارديان إن تحالف داعش والمافيا، ربما كان السبب في عدم تعرض إيطاليا لأي هجمات إرهابية كبيرة بعكس ما حدث في باريس ولندن ومانشستر وبرشلونة، ولكن تقول السلطات الإيطالية إنها ناجحة في مواجهة المافيا وأن أسلوبها في التعامل مع العصابات المحلية هو ما مكنها من الوقوف ضد داعش.


اقرأ أيضا..


قبل Avengers.. لماذا ذهب كابتن أمريكا إلى سوريا؟


مسؤول بريطاني: داعش يسعى لضرب البنية التحتية إلكترونيا بمساعدة من الداخل