صور.. سرقة القبور.. "حرامية" المنوفية يعتدون على حرمة الموتى
حُرمة القبور واحدة من الثوابت التي لا يختلف اثنين عليها، فمع اختلاف الأديان السماوية، اتفق معتنقيها بالإجماع أن للميت وقبره حُرمة يجب مراعتها، ولكن مع شروق شمس أول أمس "الإثنين"، تفاجأ أهالي قرية "تيتا وغمرين" بمحافظة المنوفية، بسرقة محتويات المقابر ليلًا، الأمر الذي أصاب أهالي القرية بالغضب والاستياء.
طرق غير ممهدة تتعثر فيها الخطى من كثرة الحفر، وغيوم يضرب المكان، داخل مقابر قرية تيتا وغمرين ألقينا السلام على ساكنيها، وبدأنا بقراءة الفاتحة للراحلين عن دنيانا. لفت انتبهانا علامات "التكسير" الواضحة وعدم وجود بوابات للمقابر، توقعنا أن أصحابها تقوم بعمليات إصلاح وتجديد، ولكن سرعان ما تغيرت رؤيتنا بعد معرفتنا أن البوابات قد سرقت ليلًا!!.
تجولنا حول المنازل المحيطة للمقابر، للاستماع إلى روايات الأهالي وتفاصيل أدق عن السرقة.
"صحينا ملقناش البوابات" يشير محمد عبد الله، أحد أهالي القرية، إلى أن الجناه مازالوا مجهولين، مؤكدًا أن أهالي المنطقة توجهوا إلى الحي للتوصل إلى حل يمكن من خلاله حماية الموتى وقبورهم.
وأضاف "عبد الله" "بلغنا قسم الشرطة بما حدث، فيما يقوم الأهالي الآن بتفقد المقابر من الداخل للاطمئنان على جثث الموتى، لأنها تعد لدينا أكبر من كلمة كنز"، لافتًا النظر إلى أن الأهالي قاموا بتوفير بعض الأموال مع بعضهم البعض لعمل بوابات حديدية جديدة.
وأوضحت سيدة عبد الرحمن، إحدى ساكنات القرية، أن هذا العمل يعد الأول من نوعه في "تيتا وغمرين، فسكان القرية يعدون أسرة واحدة، ما يجعل القيام بهذه الأفعال أمر مستحيل".
واقعة متكررة
الغريب أن الواقعة السابقة لم تكن الأولى من نوعها في المحافظة نفسها، ففي 17 نوفمبر الماضي سادت حالة من الغضب العارم بين أهالي مدينة أشمون بمحافظة المنوفية، حينما تفاجأ أهالي المنطقة سرقة أبواب المقابر الداخلية، أثناء دفنهم لأحد الموتى الأمر.
وتداول الأهالي صورًا لأبواب المقابر التي تم سرقتها، مطالبين بتوفير أساليب الأمان للمقابر حتى لا يكون هناك أي سرقات من هذا النوع.
محاسبة السارقين
وأكد مصدر مسئول بديوان عام محافظة المنوفية، أنه تم تشكيل لجنة من مجلس المدن التابع لها هذه السرقات؛ لمعاينة ما تم من سرقته، مشيرًا إلى قيام رؤساء المدن بالتنسيق الكامل مع مراكز الشرطة التابعين لها، لمعرفة المتورطين ومحاسبتهم.
اقرأ أيضًا
في ذكرى وفاة رأفت الهجان.. كيف كانت الإسكندرية بوابة الدخول لقلب إسرائيل؟