وقف ليتدفأ بـ"البليلة" فسقط عليه عمود النور.. ورئيس المدينة: "قضاء وقدر"
كتبت - آية فرج
يأتي فصل الشتاء لتزداد معه حالة الرعب داخل نفوس أهل قرى محافظة الشرقية، ليس من برودة الطقس التي يواجهنها بالهرب داخل البيوت البسيطة وتحديدًا في مدينة منيا القمح، وإنما من خوف تعرضهم لأسلاك الكهرباء العارية وأعمدة الإناره الملاصقة للمنازل، الأمر الذي يهدد حيواتهم بالموت صعقًا بالكهرباء.
وكان قد شهد الخميس الماضي، آخر هذه الوقائع، إذ تسببت الرياح القوية التي شهدتها المحافظة في هذه الليلة، عن سقوط عمود كهربائي فوق 4 شباب من مدينة منيا القمح.
تفاصيل الواقعة
في مدنية منيا القمح، ومع صقيع ليلة الخميس الماضي، وهبوب الرياح الشديدة، التف بعض الشباب والمارة للاحتماء من برودة الجو ناحية كوبري البحر، حول عربة صغيرة تيع المشروبات الساخنة، لتناول "البليلة" محاولة منهم للتدفئة، وإذ بعمود إنارة يسقط فجأة فوق رؤوسهم، لتتحول العربة التي احتمى بها هؤلاء الشباب إلى أنقاض، وما إن رأى أهالي القرية البسيطة هذا المشهد، هرعوا لإنقاذ المصابين من الشباب الذين كانوا حولها، إذ أصيب 3 بكسور وجروح وآخر تهشمت رأسه.
داخل العناية المركزة في أحد المستشفيات يرقد "أدهم مقداد" (17 سنة - طالب بالصف الثانوي الصناعي)، يصارع الموت إثر إصابته الخطيرة، ويجلس إلى جانبه والده "محمد إبراهيم مقداد" في حالة نفسية صعبة، لما لحق بنجله، الذي يكرس حياته من أجله هو وشقيقه الأكبر الطالب الجامعي.
ويقول صابر إبراهيم مقداد، المدرس وعم المجني عليه، إن ما حدث لأدهم نتيجة إهمال من شركة الكهرباء ومجلس المدينة في صيانة أعمدة الإنارة، متسائلًا "ما ذنب طفل يتعرض لهذه الإصابات بسبب إهمال الموظفين؟ وكذلك ما ذنب صاحب العربة الذي فقد مصدر رزقه هو وأسرته؟ والمصابين الآخرين أيضًا؟".
العمود غير مثبت جيدًا
وأكد العم "صابر" أن "عمود الإنارة يجب أن يكون مزروع في الأرض ومثبت بخرسانة، إلا أن العمود المتسبب في الحادث غير مثبت جيدًا، مما أدى إلى سقوطه مع هبوب الرياح، ما يعد إهمالًا واستهتارًا بأرواح المواطنين".
مضيفًا أن "أدهم" يوم الحادث كان قد أنهى امتحانات النصف الدراسي الأولى، وخرج من المنزل، وأثناء توقفه بجوار عربة البليلة تعرض للحادث المشؤوم، مشيرًا إلى أن فور وصوله للمستشفى منيا القمح المركزي كان شبة ميت، وهرعنا به إلى أحد المستشفيات الخاصة، قائلًا "لسنا أغنياء للعلاج في الخاص، لكننا لا نستطع أن نترك نجلنا في مستشفى يعاني الإهمال واللامبالاة"، لافتًا إلى أنه خضع لجراحة دقيقة في المخ، وهو الآن يرقد في غرفة العناية المركزة تحت إشراف طبي كامل.
الإهمال سيد الموقف
واتهم والد "أدهم" "محمد إبراهيم مقداد" وشقيقه "صابر مقداد"، شركة الكهرباء ومجلس المدينة بالإهمال، مطالبين اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، بضرورة إحالة المسؤولين عن الواقعة للنيابة العامة للتحقيق معهم حافظًا على أرواح المواطنين.
وفي سياق متصل، قال اللواء عصام جاد الله رئيس المدينة، إنه تابع حادث سقوط عمود الكهرباء على طالب وإصابته هو وآخرين، لافتًا إلى أن المعاينة المبدئية للعمود أظهرت أنه "مقصوم" من القاعدة بفعل شدة الرياح، وليس إهمال صيانة، وأن الحادث "قضاء وقدر".
اقرأ أيضًا
حبس عقيد شرطة 15 يومًا لإتجاره في الهيروين