المؤسسات الدينية تعلن: الإلحاد فكر قاتل فلا تقربوه
بعد أن دق أعداد الملحدين في مصر ناقوس الخطر، استشعر البرلمان الخطر، وقام من خلال اللجنة الدينية بمناقشة تفشي الإلحاد وزيادة عدد الملحدين، والذي وصل إلى مالا يقل عن 5 ملايين ملحد أعمارهم ما بين 20 إلى 30 عام، بحسب إحصائيات بعض المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان ورصد حالات الإلحاد كمركز تحالف الإلحاد الدولي، ومعهد جالوب الدولي.
الأمر الذي دفع أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب عمرو حمروش، إلى التقدم بمشروع قانون لمواجهة تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد شباب مصر بعد الإرهاب.
ويتكون مشروع القانون من 4 مواد، المادة الأولى تشمل تعريف الإلحاد والمقصود به، والثانية تختص بفرض العقوبات على الملحدين وتجريم الظاهرة، والمادة الثالثة تتحدث عن إلغاء العقوبات حال استتابة الملحد والتراجع عن أفكاره، وستكون العقوبة التي يتضمنها القانون الجديد مشددة ورادعة.
في المقابل، ماذا أعدت المؤسسات الدينية لمحاربة الإلحاد بعد وصول مصر للمرتبة الأولى عربيا في زيادة نسبة الإلحاد؟ سؤال توجهنا به على قيادات المؤسسات الدينية.
الأزهر الشريف
يقول الدكتور محمد مهنا مستشار شيخ الأزهر، إن الأزهر الشريف استشعر بخطورة الإلحاد وتفشيه، خاصة في ظل الإنفتاح التكنولوجي الحديث وتعدد ظهور وسائل تواصل اجتماعية، عبر شبكة الإنترنت، وقام الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بالتحذير مبكرا من انتشار ظاهرة الإلحاد في مصر، مؤكدا أن الإلحاد من التحديات الكثيرة التي تواجه البلاد.
وأشار مستشار شيخ الأزهر، إلى أن الإلحاد جاء منقولا من الغرب واتخذه الشباب كتقليد عن الغرب، كاشفا عن أن الإلحاد كان قديما يوجد في حالات فردية، أما الآن وبعد ظهور قنوات جديدة تروج له وظهور الجماعات الإرهابية والتكفيرية والمتطرفة نشأ معها ما يسمى بالإلحاد الفكري المنظم الممنهج.
وحصرح بأن الإمام الأكبر منذ سنوات قام بتدشين عدد من المبادرات، وإنشاء مؤسسات معنية بمواجهة الإلحاد أبرزها مرصد الأزهر الشريف الذي يقوم بدحض افتراءات ومزاعم الملحدين والتكفيريين والمتطرفين، بالإضافة إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الذي يستقبل أسئلة الجمهور من أي مكان في العالم من خلال تواجده طوال 24 ساعة على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وأضاف مهنا بأن المعاهد الأزهرية بدأت في تدريس كتب بمعاهدها تجيب على كافة الأسئلة التي تدور في أذهان الشباب خاصة في المرحلة الثانوية، أما في مرحلة الجامعة فقد راعى الأزهر هذه السن الحرجة، وقام بوضع عدد من الكتب والمقررات الدراسية التي تتحدث عن الفكر الإسلامي المعاصر، لحماية الشباب من الانجراف إلى الفكر المتطرف بأشكاله المختلفة.
دار الإفتاء
الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أكد أن دار الإفتاء المصرية، تعمل جنبا إلى جنب مع الأزهر الشريف، في مواجهة مشكلة الإلحاد، وذلك من خلال شبكة مرصد الفتاوى المتشددة والتكفيرية، ومرصد الإسلاموفوبيا، كما نقوم بتنظيم عدد من الدورات الخاصة في كيفية الرد على الملحدين لعدد من علماء الدين العاملين بلجان الإفتاء بالدار.
وأشار نجم إلى "أننا بدأنا استراتيجية جديدة منذ 4 سنوات تقريبا تعتمد على جيل جديد من الباحثين لمعالجة المشكلة، لديهم معرفة بالفسلسفة والثقافة الغربية، ولديه دراية بالمنطق القديم والحديث، ومطلع على الأفكار التي يستند عليها بعض الملحدين في تأسيس أفكارهم الإلحادية، يقومون بإعداد مجموعة أبحاث وأفكار ومبادرات تعالج مشكلة الإلحاد.
وتابع نجم بأن هذه المجموعة من الباحثين بالدار تستطيع أن تتعامل مع أفكار المتطرفين والملحدين، وقمنا بتنظيم عدد من اللقاءات بعد أن استقبلت الدار لعدد من الحالات الملحدة، ووجدنا أن الكثير منهم قابل للعودة مجددا عن الإلحاد، وأغلب تلك الحالات ناتج عن قصور في فهم جوهر الدين الإسلامي الوسطي، أو بسبب الجماعات الإرهابية المتطرفة.
المساجد
وبينما يعمل الازهر الشريف مع دار الإفتاء في ملف مواجهة الإلحاد، تسعى وزارة الأوقاف المسؤولة عن الدعوة بالمساجد للحاق بهم، حيث يؤكد الشيخ جابر طايع وكيل أول وزارة الأوقاف ورئيس القطاع الديني بالوزارة، بأن الوزارة لديها خطة جدية للدعوة من أجل تحصين الدولة ضد خطر الإلحاد والانحراف ومنع انتشاره.
وتابع طايع، أن الوزارة بدأت فعليا في تنفيذها وذلك من خلال المساجد بدورها الكبير باعتبارها مركز الاشعاع الديني والثقافي، فقمنا بتدريب الوعاظ والأئمة وتقويتهم خطابيا وإعطائهم دورات في كيفية مواجهة التشدد والتطرف والإلحاد، بالإضافة لتدريبهم على كيفية مواجهة اسئلة الملحدين والإجابة عليها، كما قمنا بتخصيص عدد من خطب الجمعة للحديث عن حقيقة الإلحاد، والحديث عن مبادئ الإسلام وجوهره الصحيح.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف، بأن البند الثاني يعتمد على المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية من خلال علماءه المستنيرين، وذلك بنشر عدد من الكتب الخاصة بالرد على أسئلة الملحدين، وتنقيح العديد من الكتب والمناهج التي تتحدث عن الدين والدولة، وتصدينا للأفكار الإلحادية المتطرفة، الممزوجة بالدين، لندفع في المقابل بالخطاب العقلاني الرشيد بديلا عنها.
ولفت طايع إلى قيام الوزارة بتدشين عدد من المبادرات منها مبادرة مدارس الجامع، حيث تم افتتاح أكثر من 589 مدرسة تستهدف 11 ألف دارس ومحفظ قرآني يعلمون 3 نوبات، فيما تستهدف الوزارة الوصول إلى ألف مدرسة قرآنية أخرى لا تقوم بتحفيظ القرآن الكريم فقط، وإنما تقدم وجبة فكرية كاملة، كما تم التنسيق مع التضامن على افتتاح عدد من الكتاتيب من أجل حماية النشء من التطرف والإلحاد.
مبادرة جديدة
فيما طرح الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية الوافدين الإسلامية بجامعة الأزهر، وممثل الأزهر في جلسات البرلمان، خلال انعقاد اللجنة الدينية لمناقشة ملف الإلحاد، مبادرة جديدة تقوم على تكاتف مؤسسات الدولة الإعلامية والاجتماعية والثقافية مع المؤسسات الدينية وتتشارك في معالجة الأمر، والوصول إلى منتديات الشباب والأندية والمقاهي والملاعب وغيرها، للمناقشة والتحاور، في القضايا الفكرية والدينية.
اقرأ أيضا
لبحث التعاون في قطاع الكهرباء.. "شاكر" يلتقي وفد شركة "CDC" البريطانية