"أطفال طهران الأثرياء".. سبب آخر للمظاهرات في إيران
في الوقت الذي تشتعل فيه مظاهرات إيران ضد الغلاء والفساد، ذكرت وسائل إعلام غربية أن هناك سبب آخر يدفع الشباب الإيراني للتظاهر، وهو "أطفال طهران الأثرياء" على السوشيال ميديا والذين تنتشر صورهم وهم يعيشون حياة الترف والبذخ بعيدًا عن رجل الشارع الإيراني.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، يكفي النظر يكفي النظر لحسابات "أطفال طهران الأثرياء" على تويتر وانستجرام، لرؤية صور ومقاطع فيديو للشباب الثري في إيران وهم في حفلات خاصة وبلا أي اهتمام بالقوانين الصارمة التي تفرضها الحكومة الإيرانية على الملابس والسلوك العام.
ويقول الصحفي الإيراني أمير أحمدي أريان في مقاله بالصحيفة "الشباب الإيراني الثري يتصرفون وكأنهم طبقة جديدة من الأرستقراطيين لا يعرفون مصدر ثروتهم.. يقودون سيارات البورش والمازراتي في شوارع طهران أمام عيون الفقراء وينشرون صور ثرائهم على انستجرام".
صفحة "أطفال طهران الأثرياء"
الحساب الذي يحمل اسم The Rich Kids of Tehran يمتلئ على السوشيال ميديا بالصور التي لا يمكن أن تصدق إنها من داخل إيران، ولكن بحسب صحيفة "الصن" فإن الحساب يديره مجموعة من النشطاء الذين يريدون تغيير وجهة النظر الغربية تجاه بلادهم.
ويقول القائمون على الحساب "نحن شعب ودود وليس عدواني على الرغم من أن وسائل الإعلام الغربية تسمينا محور الشر من أجل تطبيق أجندة سياسية معينة".
ولكن أتى هذا بنتيجة عكسية، فبدلًا من إظهار إيران بصورة البلد الحديث الذي تقام فيه حفلات بملابس السباحة "البكيني" على الشواطئ، ويشربون كؤوس الشامبانيا أو يدخنون الشيشة، أو أن يكون هذا دليلًا على حياة المرح في إيران، فإن هذه الحسابات يتم تداول صورها على أنها من مظاهر الفساد في البلاد، وليس فقط من جانب المتشددين دينيًا أو التيار المحافظ الإيراني بل أيضًا من الشباب الليبرالي الذي يشارك في الاحتجاجات على الأوضاع المعيشية في البلاد.
وتشهد إيران حاليًا مظاهرات هي الأضخم منذ 2009، وطوال هذا العقد كانت الفجوة الاقتصادية تتسع لتخلق طبقة شديدة الثراء وطبقة تعاني البطالة والفقر وانعدام الفرص، ناهيك عن انتشار صور الشباب الثري التي تقول بوضوح إنه لا يهمهم ما يحدث في طهران من تظاهرات، لأنهم سوف يسافرون للندن ويقضون وقتهم في دولًا أوروبية.
اقرأ أيضًا
إذا تحققت هذه الشروط.. ترامب سيوافق على الاتفاق النووي الإيراني