على الرغم من تمجيده هو وعائلته إلا أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون لا يحتفل بعيد ميلاده بطريقة مميزة، بل إن عيد ميلاده يتم التعامل معه كأي يوم عادي في البلاد التي تتعامل مع عيد ميلاد والده كعيد رسمي.

أعياد ميلاد صامتة

بحسب مجلة "نيوزويك" فإن الزعيم الكوري سيحل عيد ميلاده الـ34، غدا الإثنين 8 يناير، ولن تكون هناك احتفالات ومواكب مثلما يحدث في أعياد ميلاد والده وجده وحتى الاحتفالات التي تقام مع كل تجربة إطلاق صاروخ باليستي أو كل تجربة نووية.

فمنذ أن تولى كيم جونج أون الحكم في 2011 لم يعد أحد يذكر شيئًا عن عيد ميلاد زعيم البلاد الجديد وحتى وسائل الإعلام الرسمية في البلاد لا تذكر حتى خبرًا عنها.

وظل الأمر غامضًا إلى أن أدلت "كو يونج سوك" عمة الزعيم الكوري التي تعيش في أمريكا بتصريحات لوسائل إعلام أمريكية عن ابن شقيقها.

وقالت "كو يونج سوك" التي هربت لأمريكا في 1988، في حوار مع "واشنطن بوست"، إن تاريخ ميلاد زعيم كوريا الشمالية هو 8 يناير 1984 وهو نفس العام الذي ولد فيه طفلها وكانت تشرف على تربيتهما معًا لدرجة تغيير الحفاضات بدون تدخل مربيات، وقبل هذا الحوار لم يكن هناك أي شخص يعلم يقينًا متى وُلد الزعيم الكوري.

وأضافت "كو"، في الحوار، إنه بلغتها أخبار عن عيد ميلاد كيم جونج أون الثامن في 1992 والذي وصفته بأنه كان حفلا ضخمًا حضره نخبة رجال الدولة وكان هذا اليوم الذي تم اختياره فيها كوريث لوالده، لدرجة أن قادة الجيش كانوا ينحنون له فيه تعبيرًا عن ولائهم واحترامهم.

أما في 8 يناير 2010 قبل توليه الحكم، فكان اليوم إجازة رسمية حيث تم إعلان كيم وريثًا رسميًا للحكم.

وبعدما تم تولى الحكم لم يتم التركيز على عيد ميلاده سوى مرة واحدة عام 2014، وذلك لأن لاعب كرة السلة الأمريكي دينيس رودمان زاره وقتها وغنى له أغنية Happy Birthday وانعقدت بينهما صداقة قوية حتى اليوم، ولكن وسائل الإعلام الكورية الشمالية قالت إن رودمان "غنى أغنية يعبر فيها عن احترامه للزعيم" بدون الإشارة تحديدًا إلى الأغنية.

لماذا يتجاهل كيم جونج أون الاحتفال بعيد  ميلاده؟

بحسب تحليل مايكل مادن، مؤسس ومدير مركز NK Leadership Watch والباحث في العلاقات الكورية الأمريكية بمعهد جون هوبكنز، فإن السبب في عدم تنظيم احتفالات ضخمة لعيد ميلاد الزعيم الكوري هو رفض الزعيم الكوري للبهرجة التي تحيط بالثقافة السياسية الكورية الشمالية، ولذا يريد تخفيف حالة "العبادة" التي تحظى بها عائلته.

ويقول مادن "كيم جونج أون يريد الظهور بمظهر القائد الحديث وليس نصف الإله" في إشارة لقلة البورتريهات الضخمة التي تصور الزعيم الكوري على عكس والده وجده.

وحتى المؤسسات الكورية الشمالية الرسمية لا تضع صورته على حوائطها.

صحيفة "التليجراف" تؤيد هذا التحليل أيضًا، حيث نشرت صورة لجندي يقفز على ظهر زعيم كوريا الشمالية وسط احتفال وتصفيق بنجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي.

وحينها قال المراقبون إن الزعيم الكوري يريد الظهور بشكل الزعيم القريب من الناس، وهي صورة من المستحيل أن يلجأ والده أو جده لها عندما كانا على قيد الحياة.

اقرأ أيضًا

"ألو أنا الجنوبية".. كوريا الشمالية ترد على مكالمة جارتها بعد "طناش" عامين

صدمة "تويتر" بعد تغريدة ترامب.. "مجنون سيدمر العالم في 4 دقائق"