"حمام دماء" في المكسيك.. العصابات تقتل الجميع والحكومة "عاملة من بنها"
تاريخ الجرائم العنيفة وتجارة المخدرات أمر معتاد في المكسيك، ولكن في 2017 وأوائل 2018 اتخذت الظاهرة منحنى أكثر خطورة، كان آخرها العثور على جماجم 5 أشخاص الأسبوع الماضي وفي نفس الأسبوع يتم شنق 5 آخرين من فوق جسر ويتم ترك جثامين القتلى معلقة.
العصابات تتفتت
بحسب موقع "فايس" فإن العصابات الكبرى التي كانت تسيطر على تجارة المخدرات وأغلب الجرائم العنيفة، تواجه الآن حربًا فيما بينها، وهذه الحرب هي السبب في تصاعد معدلات القتل والاغتيالات التي تستهدف أفراد العصابات الأخرى والمدنيين وحتى الصحفيين.
والسبب في ذلك هو أن العصابات الكبرى تعاني من التفكك حاليًا وتنقسم الكثير منها لعصابات أصغر حجمًا.. ولا يجب أن تظن أن انقسام العصابات سيجعلها أقل عنفًا، فبحسب الموقع، هذا سبب كاف لجعلها أشد قسوة في أرض الواقع.
والسبب أن كل عصابة تنقسم عن العصابة الأم، تجد نفسها تقاتل للحصول على منطقة نفوذ من العصابة الكبيرة والعصابات الصغيرة المنافسة، ولذا أصبح من المعتاد لدى سكان ولاية سينالوا أن يقع حادث إطلاق نار على متجر أو مخزن ثم يفر المسلحون ولا يعثر عليهم أحد.
الحرب على المخدرات كانت السبب في ذلك، فالحكومة المكسيكية أعلنت الحرب على تجار المخدرات في 2006، وألقت القبض بالفعل على عدد من المجرمين الكبار أشهرهم "إل تشابو"، ولكن بدلًا من أن يساهم هذا في تقليل العنف زاد بمعدلات غير مسبوقة، وبدلًا من أن يكون هناك زعيم عصابة واحد أصبح هناك 5 منشقين عن العصابة الأصلية وكلهم يحاربون بعضهم ويحاربون الحكومة والإعلام.
الصحفيون القتلى
في عام 2017 فقط لقي 16 صحفيًا بالمكسيك مصرعهم في حوادث اغتيال، كلًا منهم مات في حادث منفرد سواء في الشارع أو تم اختطافهم ولم يعثر حتى على جثمانه والبعض تمت مهاجمة منازلهم وقتلهم فيها.
ولا تقف حصيلة ضحايا حرب العصابات على الصحفيين الذين يكتبون التقارير عن العصابات الجديدة، بل تم أيضًا استهداف السياسيين في عمليات اغتيالات متعددة، ففي 2016 لقي 8 سياسيين مصرعهم وفي 2017 بلغ العدد 3 بينهم حكام مدن صغيرة أو برلمانيين أطلقوا تصريحات ضد حرب العصابات وتجارة المخدرات.
وكانت منظمة مراسلون بلا حدود، أعلنت أن المكسيك هي الدولة الأخطر في العالم على الصحفيين بعد مقتل 9 صحفيين في 2016، كلهم كانوا يعملون في كشف أنشطة تجارة المخدرات في البلاد.
مع كل هذا، الحكومة المكسيكية لا تتصرف، بل أن الرئيس المكسيكي نفسه قوبل بهتافات من الصحفيين تطالب بتحقيق العدالة.
المكسيك خسرت الحرب
كان هذا تعليق عدة صحف غربية على الأوضاع في المكسيك، والتي ترى أن حرب العصابات أصبحت خارج نطاق سيطرة الحكومة والدليل على ذلك ما نشره مجلة "نيوزويك" التي قالت في تقرير لها منذ 3 أيام، إن اقتراحات السياسيين لم تعد تتحدث عن اعتقال تجار المخدرات بل التفاوض معهم.
وحتى المرشح لرئاسة البلاد، أندريس مانويل لوبيز أوباردور، البالغ من العمر 64 عامًا قال إنه سيقضي على حرب عصابات المخدرات في البلاد عبر منح العصابات عفوًا رئاسيًا حتى ينهي الحرب التي شنتها الحكومة في 2006 وتسببت في انقسام العصابات الكبيرة لعصابات صغيرة عنيفة.
وقالت المجلة، إن المكسيك حاليًا تشهد معدلات وفاة بمتوسط 69 قتيلًا يوميًا بسبب الحرب على المخدرات وحرب العصابات فيما بينها.
اقرأ أيضا
فيديو| اغتيال صحفي المخدرات في المكسيك على يد مجهولين