لم يكن إحباط قوات الأمن، لهجوم كنيسة "مارمينا" في حلوان، اليوم الجمعة، مجرد تصدي لعملية إرهابية سعى المتطرفون إلى تنفيذها، بل كان إحباطًا لمذكرة الكونجرس الأمريكي، التي تمت مناقشتها بمزاعم حماية الأقباط، إلا أن الواقع كان صادمًا لهم، بعدما أثبتت الشرطة المصرية قدرتها على حماية الوطن أجمع، وليس المسيحيين فقط، ما أحبط الرغبة الأمريكية في الضغط على القاهرة، بسبب عدم تأييدها لقرار دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وكان الكونجرس الأمريكي، ناقش مذكرة لحماية المسيحيين في مصر، وذلك في أول رد فعل على مشروع مصر بشأن القدس، واعتراض القاهرة على نقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس.

رجال الأمن أثبتوا يقظتهم في التصدي للإرهاب، كما أكد على وجود تطور نوعي في مواجهة العناصر التكفيرية، وهو ما أجمع عليه عدد كبير من الخبراء في مجال الإرهاب، الذين أكدوا أن هناك أسبابًا كثيرة تدفع الإرهابيين إلى اللجوء لهذا التوقيت، في مقدمتها استغلال الاحتفال بأعياد الميلاد، لتنفيذ عمليات إرهابية، وبعث رسالة سياسية إلى العالم أن مصر ليست قادرة على حماية الأقباط بالتزامن مع مذكرة الكونجرس الأمريكي بشأن حماية المسيحيين، والرد على عدم تأييد القاهرة لقرار ترامب.

ولكن الخبراء أجمعوا في الوقت ذاته، أن تلك المزاعم سقطت أمام إحباط الهجوم الإرهابي، والذي أكد أن القيادة السياسية لا تفرق في حماية أبناء الوطن الواحد.

محاولة فاشلة للي ذراع الدولة

أدانت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة، معربة عن توقعها بزيادة العمليات الإرهابية بالتزامن مع قرب حلول أعياد الميلاد.

وأشارت" الشيخ" إلى أن الإرهابيين دائمًا يعتمدون في الهجوم على اختيار توقيت المناسبات الدينية للهجوم على المسيحيين، وأن هذا الهجوم يهدف في الأساس إلى اللعب على وتر المشروع المقدم إلى الكونجرس الأمريكي، والذي يزعم حماية الأقباط من التمييز العنصري، لمحاولة ليٌ ذراع الدولة المصرية، بسبب عدم تأييدها لقرار ترامب بشأن القدس.

وتوقعت" الشيخ" زيادة الهجمات الإرهابية في الفترة المقبلة بالتزامن مع تسلل العناصر الإرهابية من سوريا إلى مصر، ومحاولتها التغلغل في أكثر من منطقة بالمحافظات، وهو ما يشكل عبئًا كبيرًا على وزارة الداخلية التي تكثف من عملياتها الأمنية في التصدي لهجوم تلك العناصر.

كما طالبت" الشيخ" الداخلية بتطهير مؤسسات الدولة من العناصر الإرهابية لاجتثاث جذور الإرهاب.

تطور في المواجهة

علي بكر، الخبير في الحركات الإسلامية، أعرب عن حزنه العميق على شهداء الحادث الإرهابي، ولكنه أثنى في الوقت ذاته على تصدى رجال الأمن له، والذي عكس تطورا كبيرا في المواجهة وقلل من أعداد الضحايا.

وأضاف "بكر" في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر" أن تلك المواجهة السريعة والحاسمة للإرهابيين من قبل الداخلية تعكس يقظة كبيرة جدًا.

خطط مواجهة الإرهاب ضرورة للتصدي

أما طارق أبو السعد، أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، فأكد أن اختيار منطقة حلوان لتنفيذ عملية إرهابية يتزامن دائمًا مع استهداف الإرهابيين للمناطق الآمنة التي تمكنهم من الاختباء السريع، ولكنه شدد على أن تلك العمليات الإرهابية تهدف في الأساس إلى تشتيت الجهود الأمنية، التي أثبتت نجاحها الكبير في التصدي لهجوم الإرهابيين في الفترة الآخيرة، ما يحبط أي محاولة للضغط على مصر بشأن قرار ترامب.

ودعا" أبو السعد" إلى ضرورة تحديد خطة مكتملة لمواجهة الإرهاب في عام 2018، لا تعتمد فقط على المواجهة الأمنية رغم أهميتها، ولكن إعداد برامج جادة أيضًا لمواجهة الإرهاب في المحافظات

يذكر، أن وزارة الداخلية أحبطت هجومًا إرهابيًا اليوم الجمعة، لاستهداف كنيسة مارمينا في حلوان، أسفر عن استشهاد 10 مواطنين، وإصابة 5 آخرين.

اقرأ أيضًا

"أبوالسعد" يدين هجوم كنيسة حلوان: الأمن أثبت نجاحه في التصدي للإرهاب

علي بكر: تصدي الداخلية لهجوم "كنيسة حلوان" يعكس تطور أداء الوزارة