قبل زيارة "بوتين".. تعرف على حجم التبادل التجاري والثقافي والعلمي بين مصر وروسيا
ألقت الهيئة العامة للإستعلامات الضوء على مكاسب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر غدا الإثنين، والتي تعد الزيارة الرسمية الثانية له منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، حيث تزامنت زيارته الأولى مع عام 2014.
وأكد التقرير أن تلك الزيارة ستخدم تغير الظروف الإقليمية الدقيقة التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والقضايا الملتهبة والمؤثرة على الامن القومى المصرى وكذلك المصالح الروسية، وعلى رأسها قرار "ترامب" تهويد القدس، بالإضافة إلى عددا من الملفات بينها مكافحة الإرهاب وما يجرى من تطورات خطيةر فى كلا من لايمن وسوريا.
مشروع الضبعة
كما تتربع على رأس قائمة الملفات الهامة قضية مشروع الضبعة لإنتاج الطاقة النووية الذى يعد أكبر مشروع مشترك بين موسكو والقاهرة منذ السد العالى، والإستثمارات الروسية فى مجال البترول والغاز، وكذلك موضوعات التعاون الاقتصادى والسياحى، إضافة إلى التعاون العسكرى خاصة أن آخر المسئولين الروس الذين زار مصر كان سيرغي شويجو وزير الدفاع الذى التقاه الرئيس السيسى قبل أسبوعين فى القاهرة".
كما سلط تقريرالهيئة العامة للإستعلامات الضوء كذلك على العلاقات التاريخية التى جمعت بين كلا من مصر وروسيا، والتى كانت أوج إزدهارها فى فترة الخمسينيات والستينيات
والتى برزت أكثر خلال افتتاح قناة السويس الأول عام 1869، وكذلك فى 26 أغسطس 1943 ، والتى شهدت بداية العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي ومصر وتمت الخطوة الأولى للتعاون بين الطرفين في أغسطس عام 1948، حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية حول مقايضة القطن المصري بحبوب وأخشاب من الاتحاد السوفيتي.
بالإضافة الى تطور العلاقة بين البلدين بعد ثورة يوليو عام 1952، حيث ساند الاتحاد السوفيتى مصر بقوة فى مواجهة العدوان الثلاثى عام 1956، ثم تقاربت سياسات الدولتين عالمياً فى مساندة حركات التحرر فى أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية للتخلص من الإستعمار الغربى، وكذلك فى دعم تجمعات العالم الثالث كحركة عدم الانحياز وغيرها.
أما على صعيد التنمية، فدعم الاتحاد السوفيتى جهود مصر التنموية فى فترة الخمسينيات – الستينيات من القرن العشرين، وقدم لمصر المساعدة فى تشييد السد العالي الذى كان أكبر رمز للتعاون المصرى السوفيتى، خاصة وأن معركة بنائه كانت ذات أبعاد سياسية تتعلق بالكرامة الوطنية بعد رفض الغرب تمويل السد من المؤسسات الدولية، فضلا عن حاجة مصر إلى مساعدات فنية وهندسية فى عملية البناء.
كما ساعد آلاف الخبراء السوفيت مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية الكبرى مثل مصانع الحديد والصلب، ومجمع الألومنيوم، وتحويل خطوط الكهرباء من أسوان إلى الإسكندرية، وعمل نواة لمفاعلات نووية سلمية في انشاص، وتعاون في مجال صناعة السيارات ومحطة كهرباء أسوان، وتم في مصر إنجاز 97 مشروعاً صناعياً بمساهمة الإتحاد السوفيتي.
4 مليارات دولار حجم التبادل التجاري
أما ما يتعلق بحجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا، فقد أكدت الهيئة أنها وصلت إلى نحو 4 مليارات دولار سنوياً، منها نحو 3.6 مليار دولار واردات مصر من روسيا الاتحادية، مقابل نحو 400 مليون دولار صادرات مصرية إلى روسيا سنويا، وقد زاد هذا الحجم مؤخراً خاصة بالنسبة للصادرات المصرية، فطبقا لما أعلنه بيان صادر عن وزير التجارة والصناعة فى أغسطس 2017، فإن صادرات مصر لروسيا ارتفعت لأول مرة منذ ثلاث سنوات، بنحو 26% خلال النصف الأول من العام الجاري (2017 )، لتصل إلى 360 مليون دولار، مقابل 286 مليون دولار، لتتنوع الصادرات الزراعية من خضروات وفاكهة ونباتات طبية وعطرية ومنتجات مجمدة ومنتجات غذائية ومفروشات منزلية، بالإضافة إلى المنتجات الصناعية من أجهزة منزلية وصناعات دوائية ومستحضرات تجميل، أما الواردات فشملت القمح والزيوت النباتية والحيوانية والفحم والخشب والحديد والصلب.
وزادت واردات مصر من روسيا بنحو 12% خلال النصف الأول من العام الجاري ( 2017)، لتصل إلى نحو مليار و 978 مليون دولار مقابل نحو مليار و763 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2016.
وبحسب البيانات الرسمية للهيئة العامة للإستثمار والمناطق الحرة فى مصر، يبلغ عدد الشركات المؤسسة لدى الهيئة لدولة روسيا الاتحادية 428 شركة ويبلغ التدفق فى رأس المال المصدر نحو 128 مليون دولار. وترتيب روسيا 47 بين الدول المستثمرة فى مصر.
وأضافت البيانات أنه وفقا للتوزيع القطاعى تعمل 39 شركة فى القطاع الصناعى و151 شركة فى القطاع الخدمى و79 شركة فى القطاع الإنشائى و33 شركة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات و17 شركة فى القطاع الزراعى و105 شركات بقطاع السياحة، وعدد 4 شركات بالقطاع التمويلى توفر 4421 فرصة عمل.
وأشارت البيانات إلى أن عدد الشركات المؤسسة فى محافظة البحر الأحمر يبلغ 247 شركة، و100 شركة فى محافظة القاهرة، و42 شركة فى محافظة الجيزة.
إقامة منطقة صناعية
كما تم مؤخرا الاتفاق بين الجانبين المصري والروسي بشأن إنشاء منطقة صناعية روسية في شرق بورسعيد التابعة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ستقام هذه المنطقة الصناعية على مساحة 5 كيلو مترات مربعة باستثمارات تبلغ 7 مليارات دولار في شرق بورسعيد للصناعات اللوجستية، وسيبدأ العمل في مرحلتها الاولي مع بداية 2018 وستوفر ما يقرب من 35 الف فرصة عمل. ووفقاً لتصريحات وزير التجارة والصناعة الروسية فقد أبدت أكثر من 130 شركة روسية رغبتها في افتتاح خطوط إنتاج لها في هذه المنطقة.
ترجمة الأدب الروسى والمصرى
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافى بين البلدين تأثر المصريون فى مجال القصة والرواية والشعر بالتجربة الروسية فى الأدب مثل أعمال تولستوى وتشيخوف ودوستويفيسكى وبوشكين.
ومنذ بدء التعاون الثقافي بين مصر وروسيا بدأت حركة الترجمة للأعمال الأدبية الروسية حيث ترجمت أعمال توليستوي و بوشكين وعدد كبير من الكتاب الكبار إلى اللغة العربية، مما ساعد المثقف المصري في اكتشاف التقارب الكبير بين الثقافة المصرية والروسية، واكتشاف التشابه بين الثقافتين والحضارتين، كما يظهر التشابه بين الموسيقى الروسية والشرقية وخاصىة في موسيقي "شهرزاد" والتى يرجع تأليفها إلى الموسيقار الروسي ريمسكى كورساكوف.
ويدرس في روسيا اليوم نحو 1400 طالب مصرى بما في ذلك 400 مبعوث رسمي في مراحل الماجستير والدكتوراه ، وهذه الأدوات وغيرها ساهمت في مد الجسر الثقافي بين مصر وروسيا.
التعاون العلمي
كما بدأت الجامعة المصرية الروسية العمل في عام 2006 في مدينة بدر ومن أهم أهدافها إرساء دعائم التعاون العلمى مع الجانب الروسى، حيث تم إنشاء الجامعة بالتعاون مع 7 من أفضل الجامعات الروسية، بما يضمن تقديم برامج أكاديمية متميزة، وفى عام 2011 احتفلت الجامعة بتخريج أول دفعة من كليتي الهندسة والصيدلة.
وعلى الصعيد الثقافى أيضاً، قام الإمام الاكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بزيارة جمهورية الشيشان الروسية في 25 أغسطس من عام 2016 وهي الزيارة التى حظيت باهتمام ضخم ليس فقط في روسيا بل في العالم أجمع، حيث حرصت القيادة الشيشانية على تنظيم استقبال تاريخي لشيخ الأزهر بما يعكس مدى التقدير الرفيع الذي توليه روسيا على كافة المستويات لمؤسسة الأزهر المصرية.
كما قام البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارتين إلى روسيا خلال الفترة من 28 أكتوبر حتى 4 نوفمبر 2014 ثم في الفترة من22 -24 مايو 2017 لزيارة الكنيسة الروسية، وحظيت الزيارتان بنجاح كبير وساهمتا في تعزيز العلاقات بين الكنيستين القبطية والأرثوذكسية الشرقية، كما حظيتا بترحيب كبير على المستويين الرسمي والشعبي فى روسيا.
اقرأ أيضا..
وزير الخارجية يكشف عن سبب زيارة "بوتين" لمصر
بوتين يروج للغاز الروسي.. ويغازل السعودية بـ"ادخار النفط"