فنزويلا تقلد البيتكوين لإنقاذ اقتصادها.. وستفشل
في محاولة لحل أزمة فنزويلا الاقتصادية الطاحنة، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادور، عن ابتكار عملة إلكترونية جديدة على غرار عملة بيتكوين اسمها "بيترو"
وبحسب شبكة CNN فإن مادورو قال إن بيترو تعد طريقة لهزيمة ما وصفه بالحصار الاقتصادي على بلاده والذي يلقي اللوم فيه على العقوبات الأمريكية المفروضة على شخصيات من نظامه.
وبحسب خطة مادورو فإن العملة الإلكترونية الجديدة ستحظى بالدعم من قطاعات البترول والغاز والذهب والماس في البلاد، وذلك علما بأن فنزويلا تمتلك أحد أكبر احتياطات النفط الخام في العالم، ولكن انخفض إنتاجها على مدار 13 عاماً، بعد إيقاف عدة شركات العمل بسبب كمية من الفواتير غير المدفوعة من جانب الحكومة الفنزويلية.
هل يمكن إنقاذ فنزويلا عبر "بيترو"؟
من المعروف عن عملة بيتكوين، أنها أحرزت نجاحًا كبيرًا في الفترة الماضية، حتى وصل سعرها إلى 11 ألف دولار الأسبوع الماضي، ولكن بحسب موقع "كوارتز" فإن خبراء الاقتصاد يؤكدون أن البيتكوين ليست منجم الذهب الذي يحلم به الناس فهي محدودة العدد ولا يمكن خلقها من العدم.
وهذا يعني أنه سيأتي يوم يمتلك فيه أشخاص قلائل أكبر حصة من العملة الإلكترونية على الإنترنت بينما لا يملك آخرون منها شيئا، وهذا سيتكرر مع أي عملة إلكترونية أخرى وربما يأتي فشلها بشكل أكبر.
وأوضح الموقع إنه إذا كانت عملة البيتكوين تحظى بشعبية الآن فهذا لأنها متداولة وجديدة على الانترنت ويمكن أن تشتري بها أشياء حقيقية من أي مكان في العالم.
ولكن لا يوجد سبب يجعل أي شخص يدفع أموالا حقيقية لشراء عملة "بيترو" الفنزويلية علما بأنها ستكون عملة مقتصرة فقط على فنزويلا.
الخراب القادم
الأكثر من مجرد فشل العملة الجديدة هو ما قالته CNN عن أن الحكومة الفنزويلية التي تعاني أزمة اقتصادية حاة بالفعل قد تعاني المجاعة وتخسر احتياطي النفط والذهب والماس لديها من أجل دعم عملة لن يتداولها أحد.
ومن المعروف أن مخزون الدولة من الذهب والغاز والألماس يعد أقل بكثير من مخزون البترول، إذ يحتفظ البنك المركزي بكراكاس بقيمة 9.7 مليار دولار، وهو مبلغ زهيد لأي دولة في العالم.
وحتى عملات ناجحة حاليا مثل بيتكوين يتوقع كثير من الخبراء فشلها حيث يقول أستاذ الاقتصاد بجامعة كمبريدج روس أندرسون إن عملة بيتكوين وأي عملة إلكترونية أخرى تسبب المشاكل الاقتصادية على المدى البعيد فهي تركز على التعامل عبر الكومبيوتر والهاتف وكيف يمكن تعميم هذا والتوسع فيه إذا كانت هناك دول في العالم الثالث لا توجد بها شبكات هاتف وانترنت أصلا.. وقياسا على هذا كيف سيصرف الناس أموالهم في فنزويلا الفقيرة للحصول على عملة لن يرضى أي طرف أجنبي التعامل بها.
وأيضا فإن موقع Dollar vigilante يقول إن عمر العملات الإلكترونية في العالم سيكون قصيرا لأنه في النهاية العملة ترتفع وتنزل حسب قيمتها والمقياس هو الذهب لأنه لا يفقد قيمته بينما بيتكوين وأخواتها لا يمكن أن تكون لها نفس القيمة لأنها ليست ذهبا أو فضة أو ممتلكات مادية يمكن للناس قياسها أو حتى الوقوع في حبها.
اقرأ أيضا
فنزويلا تطلق عملة مشفرة لمواجهة الحصار المالي