بعد سحب روسيا قواتها من سوريا.. ما السيناريوهات والبدائل المطروحة؟
نقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" عن أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، قوله، إن موسكو تستعد بالفعل لسحب قواتها العسكرية من سوريا، وأن الاستعدادات جارية، وجاء ذلك بعد أسبوع من قوله، إنه من المرجح خفض القوة العسكرية الروسية في سوريا إلى حد كبير، وإن انسحابًا قد يبدأ قبل نهاية العام، وذلك بعد مرور عامين على دخول القوات الروسية الأراضى السورية، بعد أن كانت دخلتها في سبتمبر 2015.
وكان وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف قد فاجأ العالم بتصريحه بداية العام الجاري، أن دمشق كانت على بعد أسبوعين إلى ثلاثة من السقوط في أيدي الإرهابيين، وأن التدخل العسكري الروسي الذي جاء بطلب من السلطة الشرعية في دمشق منع هذا الانهيار، وأكد أن بلاده ساعدت الجيش السوري في صد الهجوم على العاصمة دمشق.
اللعبة انتهت..قمة سوتشى
في حال سحب روسيا قواتها، ظهرت عدة أسئلة هامة، مثل هل يسقط نظام الأسد، وهل أتممت روسيا مهمتها أم هناك عجز مادي، ما يدفعهم لهذا القرار غير المفهوم؟ أم هي اتفاقات غير معلنة مع الأطراف المتعددة للصراع، منها وجود قوات إيرانية في جميع أنحاء سوريا، ودخل قوات تركية إلى مناطق شمال سوريا؟
ولكن علي أرض الواقع عقدت قمة "سوتشي" بين اللاعبين الأساسيين في سوريا، وهم إيران وتركيا وروسيا في 22 نوفمبر الجاري، وقد أكدوا على وجود خطة سياسية جديدة للتعامل بعد انتهاء العمليات العسكرية، ويقول محمد البيرق، الكاتب السوري عن القمة إنها:"دعوة مكتملة الأركان من حيث الزمان والأطراف للإعلان عن ولادة مسار سياسي جديد تكون فيه مخرجات سوتشي الخطوط العريضة لمؤتمر جنيف، حيث الطاولة للسيادة السورية تجمع الأطراف السورية في حوار وطني يعتمد نجاحه على إدراك المنصات المعارضة أن اللعبة انتهت، والوقت قد حان لوقف العنف وإلقاء الأسلحة للانخراط في حوار وطني يؤدي لتسوية سورية شاملة وتحديد قدرة هذه المنصات على الرجوع إلى جادة الصواب بالانخراط في العملية السياسية الملتزمة بسيادة الدولة السورية".
تضارب حول سحب القوات الأمريكية قواتها
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالًا توضح فيه أنّ الولايات المتحدة الأمريكية "لا تنوي سحب قواتها العسكرية من سوريا"، حتى بعد القضاء على تنظيم "داعش" بالكامل، موضحة أن "الإدارة الأمريكية تخطط لإنشاء "إدارة محلية" في شمالي سوريا، وجاء هذا بعد يوم واحد من تأكيد رؤساء روسيا وتركيا وإيران في اجتماع سوتشي جنوب روسيا، على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
وأضافت الصحيفة، أن "الإدارة الأمريكية تخشى أن تقوم قوات الجيش السوري باستعادة المناطق التي يسيطر عليها تنظيم وحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا في حال انسحاب القوات الأمريكية، وبحسب مصادر رسمية أمريكية، فأن واشنطن تسعى لاستغلال وجود القوات الأمريكية في مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) للضغط على النظام السوري في مسار مباحثات السلام في جنيف.
من جهتها تذمرت روسيا من الموقف الأمريكي بعدم الانسحاب، واعتبر فلاديمير شامانوف رئيس لجنة مجلس "الدوما" (البرلمان الروسي) لشؤون الدفاع، أن نية واشنطن الاحتفاظ بقواتها في سوريا بعد القضاء على "داعش"، سوف يعرقل التسوية في سوريا لمرحلة ما بعد الحرب.
انسحاب 400 من القوات الأمريكية
ما سبق يأتى تزامنًا مع إعلان التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس الخميس، أن أكثر من 400 مقاتل من مشاة البحرية الأمريكية سيعودون قريبًا إلى بلادهم بعد دعمهم قوات سوريا الديموقراطية في طرد تنظيم داعش، من مدينة الرقة في شمال سوريا.
وكتب المتحدث باسم التحالف الدولي ريان ديلون على حسابه بموقع تويتر، أن "أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأمريكية يستعدون للعودة إلى بلادهم بعد توفيرهم دعمًا دقيقًا بالمدفعية لقوات سوريا الديموقراطية وهزيمة تنظيم داعش في عاصمته السابقة".
هل ستحل القوات الصينية كبديلا للروسية؟
أعلنت وزارة الدفاع الصينية، قبل يومين، عن نيتها إرسال وحدتين خاصتين من قواتها "نمور سيبيريا" و"نمور الليل"إلى سوريا، لمحاربة "الحزب الإسلامي التركستاني"، بحسب وكالة"سبوتنيك" الروسية، بعد أن وجه أمير الحزب المعروف باسم "الشيخ عبد الحق"، تهديدًا إلى الصين مطلع الشهر الجاري، وأجرى عرضًا عسكريًا لقواته في محافظة إدلب، هو الأول من نوعه منذ بداية نشاطه العسكري في سوريا.
ونقلت الوكالة عن المستشارة الإعلامية والسياسية للرئيس الأسد، بثينة شعبان، قولها، "ناقشت مع مسؤولين عسكريين صينيين مشاركة قوات خاصة صينية في محاربة الحزب التركستاني في سوريا، خلال زيارتها إلى الصين الأسبوع الماضي، فيما يعتبر الحزب من التشكيلات الجهادية العاملة على الساحة السورية، وعرف عنه قربه العقائدي من "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" سابقًا".
روسيا تستعد لبناء قواعد عسكرية جديدة
هناك رؤية مفداها أن روسيا تستعد لبناء قواعد عسكرية جديدة، مثل قاعدة على البحر الأحمر في دولة السودان وغيرها، لذا فهي بحاجة لتقليص قواتها في الخارج، خاصة وأن خطر داعش قد انتهى من سوريا، وفي تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية تحت عنوان "بعد نجاحها في سوريا.. روسيا تتلقى المزيد من العروض الدولية لإقامة قواعد عسكرية"، ذكرت فيه أن رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور بونداريف، أكد أن العامين الماضيين، شهدا زيادة في عروض الدول الأجنبية بشأن نشر قوات روسية على أراضيها.
وقال فيكتور، بحسب "سبوتنيك"، إن :"السبب في ذلك يعود إلى النجاحات التي حققتها القوات الجوية الفضائية الروسية في سوريا، وأثبتت للعالم كله ما يتميز به الجيش الروسي اليوم من قدرة قتالية عالية وكفاءة ممتازة بالإضافة إلى الإمكانيات التقنية لأسلحتنا ومعداتنا العسكرية"، مضيفًا "ومن هذا المنطلق سيزداد عدد العروض بشأن إنشاء قواعد عسكرية روسية بشكل كبير وكبير جدا".
اقرأ أيضًا