5 سيناريوهات تكشف اللغز.. لماذا استهدف الإرهابيون المدنيين في مسجد الروضة؟
اتجهت الجماعات الإرهابية، أمس الجمعة، إلى استهداف المدنيين في المساجد، لتعلن أنها ولت وجهها شطر المدنيين بدلا من رجال الجيش والشرطة، وتعد هذه المرة الأولى في مصر التي تستهدف فيها الجماعات الإرهابية مسجدا، على طريقة تفجيرهم للمساجد في العراق.
العملية الإرهابية التي استهدفت المدنيين، أمس بمسجد الروضة بالعريش، مما أسفر عن استشهاد 308 شخصًا، وإصابة أخرين، تعد تغيرا نوعيا في العمليات التي تشنها الجماعات الإرهابية، بعد أن سبقتها بعدد من الهجمات التي استهدفت كنائس مصر في سلسلة من التفجيرات والحوادث الإرهابية، إلى جانب هجمات أخرى على تمركزات أمنية بسيناء وغيرها.
الوقيعة بين المواطنين والدولة
وقال النائب خالد خلف الله، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، إن الهجوم على المدنيين في مسجد الروضة يعد تطورًا في الهجمات الإرهابية خلال المرحلة الراهنة خاصة أنه تضمن انتهاكًا واضحًا لدور العبادة والاعتداء على المدنيين، مؤكدا أن الإرهاب أصبح لا يستطيع الهجوم على الشرطة والجيش في سيناء ما دفعهم إلى الانتقام من المواطنين.
وأكد خلف الله، أن الرسالة التي أراد الإرهابيين نشرها من خلال تفجيرهم مسجد الروضة هي أن كل من يتعاون مع الأمن سيكون مصيره القتل، إلى جانب النيل من دور مصر في محاربة الإرهاب نيابةً عن العالم كله خاصة أن الإرهاب يملك أقوى سلاح وهو عنصر المفاجأة.
نشر الذعر بين المدنيين
وأوضح عضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن الهجوم الإرهابي رسالة قوية تؤكد فشل التنظيمات الإرهابية فى مواجهة قوات الجيش والشرطة، ما جعلهم يستهدفون المواطن الضعيف، مشددا على ضرورة إبلاغ المواطنين عن أي شخص يشتبهون به سريعا "يجب أن نقف جيشا وشعبا وشرطة يدًا واحدة للقضاء على الإرهاب".
ومن جانبه اللواء يحيى كدواني وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، أن استهداف مسجد الروضة يدل على عدم قدرة الجماعات الإرهابية على المواجهة المباشرة لقوات الجيش والشرطة، مضيفا "الجماعات الأقرب إلى هذا الفكر جميعها جماعات تكفيرية متشابهة؛ يسعون من أجل تكفير الجميع، ولا يفرقون بين أحد".
إثارة الفوضى
وأكد كدواني، أن الهجمات الإرهابية المتلاحقة في سيناء هدفها إثارة الذعر والبلبة بين المدنيين في مصر، مشيرا إلى أن أهل سيناء أصبح لديهم ثأرا حقيقيا من الجماعات الإرهابية ولذلك سيتحولون إلى قوات إنفاذ القانون بدلًا من الجيش والشرطة في ملاحقة تلك الجماعات المتطرفة والنيل منهم.
بدوره، قال أحمد بان، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن استهداف الإرهابيين للمساجد، ومن قبل الكنائس، ودور العبادة بشكل عام، في مختلف بلدان العالم، هو شكل من أشكال الاعتداء، ويستهدفون من خلاله دور العبادة، لأنهم يعتبرونها أماكن لا تدين لهم بالولاء، مؤكدا أنها محاولة لإحداث حالة من (الفوضى الخلاقة) التي تسود البلاد، وربما هذه خطة بديلة لما كان يحدث من استهداف الجيش والشرطة والذي لم يجدِ نفعاً»
وأكد بان، أن تغير اتجاه الفكر الإرهابي نحو المدنيين دليلا على "أيدولوجياتهم الفاسدة"، وعقيدتهم الخربة، ، لافتاً إلى أن الأعمال الإرهابية الأخيرة إحدى الوسائل الجديدة للضغط على الدولة، والضغط على جموع المصريين بهدف إثارة الرعب والخوف وصولاً لزعزعة استقرار الوطن.
درس للصوفية
وأفادت الأنباء أن المسجد الذي تعرض للهجوم بمنطقة الروضة في سيناء تابع للطرق الصوفية، وبالتحديد الطريقة الجريرية، والتي يشن التنظيم المتشدد الذي يحمل اسم "ولاية سيناء" حملة عليها منذ فترة طويلة.
ونفّذ مسلحو الجماعات الإرهابية جريمة قتل سليمان أبو حراز، أحد أكبر مشايخ الطريقة الصوفية بمحافظة شمال سيناء المصرية، ونشر التنظيم فيديو يظهر إعدامه ذبحاً في نوفمبر 2016.
ويعد الشيخ الراحل من أكبر الرموز الدينية في شمال سيناء، وكان له تأثير كبير في أوساط القبائل البدوية التي كانت تستمع لعظاته الدينية وسبق تهديده عدة مرات من قبل "داعش"، الأمر الذي يشعل الثأر بين الصوفية والجماعات المتطرفة.
اقرأ ايضًا
الرئيس البوروندي: متضامنون مع مصر في حربها ضد الإرهاب