بعد عام على رحيل "أبو الثورة الكوبية".. إحياء ذكرى "فيدل كاسترو"
تشهد كوبا هذه الأيام عددًا من الاحتفالات "السياسية والثقافية" لإحياء ذكرى "الموت الجسدي" لأبي الثورة الكوبية "فيدل كاسترو"، وهذه العبارة الرسمية تعني أن "قائد الثورة" ما زال حاضرًا في أذهان أجيال الكوبيين الذين لم يعرفوا غيره.
وفيدل كاسترو الذى يؤيده البعض ويكرهه آخرون، حكم الجزيرة بلا منازع الجزيرة الواقعة فى البحر الكاريبى وتحدى القوة الأمريكية العظمى حوالى خمسين عامًا قبل أن يتخلى عن السلطة لأخيه راوول منذ 2006.
وتحيى كوبا اليوم السبت ذكرى مرور عام على وفاة قائد ثورتها فيدل كاسترو بينما تنشغل البلاد بانتقال تاريخى سينهي خلال أقل من ستة عقود من حكم الأخوين كاسترو.
وفي الشوارع، ظهرت من جديد لوحات وكتابات على الجدران تشيد بـ"فيدل بيننا" و"فيدل حيًا"، بينما تبث محطات الإذاعة والتلفزيون النشيد الجديد "الغار والزيتون" وهى قصيدة ينشدها المغنى الشعبى الكوبى راوول توريس.
ففي هافانا، تنظم مساء السبت امسية امام الجامعة بينما يمكن ان يتوجه راوول كاسترو الى سانتياغو دى كوبا (جنوب شرق) لزيارة النصب الذى يضم رماد شقيقه. الا ان هذه الرحلة لم تؤكد رسميا بعد.
وبناء على رغبة "القائد الاعلى" فى رفض عبادة الشخصية وكما لو انها ترغب فى انهاء مرحلة، لن تشهد الجزيرة اى احتفال جماهيرى فى ذكرة وفاة هذه الشخصية التى لا يمكن تجاوزها خلال الحرب الباردة، قبل عام عن تسعين سنة.
وعندما توفى العام الماضى أعلن الحداد الوطنى تسعة أيام ونثر رماده فى جميع أنحاء البلاد أمام أعين ملايين الكوبيين.
ويرى مايكل شيفتر رئيس منتدى "الحوار الاميركي" فى واشنطن ان غياب الاحتفالات "ليس مفاجئا". وقال "هناك احترام كبير لفيدل ومنجزاته لكنه غادر الرئاسة قبل اكثر من عقد لذلك لا تطغى ذكرى وجوانب إرث إيجابى بينما يواجه الكوبيون حقائق قاسية".
وفى هذه الأجواء، توقفت الإصلاحات التى تهدف الى "تحديث" نموذج اقتصادى قديمة ويريها راوول كاسترو. ولا يثير الدمار الذى سببه الاعصار إيرما الذى أودى بحياة عشرة أشخاص فى سبتمبر الماضى ولا تشديد السياسة الاميركية حيال الجزيرة، تفاؤلا.
وسواء كان ذلك مصادفة أو رغبة لدى السلطات، تتزامن هذه المراسم مع اول دورة من الانتخابات البلدية الاقتراع الذى ارجئ بسبب مرور الاعصار ايرما.
وستشكل هذه الانتخابات المحطة الأولى من سلسلة عمليات تصويت يفترض أن تؤدى فى نهاية فبراير إلى اختيار خلف لكاسترو (86 عاما) على رأس البلاد.
وكان راوول كاسترو الرئيس اعلن منذ 2008 بعدما تولى المنصب بالوكالة لسنتين، انه لن يترشح لولاية جديدة وسيترك المكان لرئيس من الجيل الجديد.
وخلال العام الماضي، شهد الكوبيون تدهور الوضع الاقتصادى خصوصا تحت تأثير تراجع شحنات النفط الفنزويلية وتباطؤ وتيرة الاصلاحات فجأة.
وبعد 2016 العام الذى شهد تراجع إجمالى الناتج المحلى بنسبة 0.9 %، كانت الدولة تعول على نمو بنسبة 2% عام 2017. لكن هذه النسبة خفضت الى 1 % فى يوليو بينما تقدر اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة المتخصصة بالمنطقة هذه النسبة بـ0.5 %.
وحاليًا يبدو النائب الأول للرئيس ونائب رئيس الحكومة ميجيل دياز كانيل (57 عاما) الأوفر حظا للمنصب.
وسيكون على الرجل الذى ولد بعد الثورة ويعمل فى أجهزة السلطات منذ فترة طويلة، القيام بمهمة شاقة هى ضمان التفاف الكوبيين حول شخصه وتعزيز مكتسبات الثورة ومواصلة الانتقال الاقتصادى الذى رسمه راوول كاسترو.
لكن راوول كاسترو لن يخرج من السلطة بالكامل إذ إنه سيبقى على رأس الحزب الشيوعى الكوبى الذى يتمتع بنفوذ كبير حتى مؤتمره المقبل المقرر عام 2021.
وليرشد خلفه، قام راوول كاسترو برسم "خطوط توجيهية" أقرها الحزب الشيوعى والبرلمان.
وتتضمن هذه "الخطوط" التوجهات الاقتصادية والسياسية التى يجب اتباعها حتى 2030 بهدف تعزيز النظام ومواصلة "تحديث" هيكلية اقتصادية متداعية.
اقرأ أيضًا
رئيس كوبا يلتقي وزير خارجية كوريا الشمالية لنزع فتيل الأزمة النووية
كوبا وكوريا الشمالية يرفضان إجراءات أمريكا "الأحادية والتعسفية"