لم يدرك أهلها قيمتها آنذاك، ولم يجول بخاطرهم أنها ستصبح أشهر مدن العالم، مانهاتن مدينة بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، التي وقع فيها تفجير مركز التجارة العالمي يوم 11 سبتمبر 2001، وهي واحدة من خمس مناطق تقسم إليها مدينة نيويورك، وتقع في جزيرة في وسط المدينة على مصب نهر هدسون، وتوجد فيها حديقة سنترال بارك، بالإضافة إلى أفخم الفنادق والمطاعم والمنازل والشركات ومبنى البلدية والعمدة، وغيرها من المصالح العامة.

أنهم الهنود الحمر، الذين حاربوا تارة وتفاوضوا تارة أخرى مع المستعمرين الهولنديون، والإنجليز، والأمريكيين، على الأمريكتين، تلك الأراضى الشاسعة التى عاشت بها قبائلهم لقرون.

تجارة الفراء

اكتشاف أمريكا عام 1492 لم يدل اوروبا إلى خليج نيويورك ولا إلى نهر الهادسون، منهاتن حاليا، حيث  تأخر دخول السفن إلى هذه المياه حتى سنة 1524، ومنذ 1610 بدأ التجار الهولنديون يرسلون المراكب إلى هذه الأنحاء للاتجار مع الهنود الحمر، فى "الفراء"، والحيوانات البرية المشهورة بفرائها الثمين، حيث كان يعتمد عليها الهنود في ملابسهم.

24 دولارا

يُذكر كتاب "البريتانيكا" الذى طبع 11 طبعة، فى 29 مجلدا عام  1911، تاريخ  دخل الهولنديون لتلك الأراضي، في عام 1614، غرقت سفينة الملاح إدريان بلوك في خليج نيويورك، فسبح مع إلى الى اليابسة وبنوا الأكواخ الأولى، بانتظار وصول نجدة، سنة 1623 قررت "شركة الهند الغربية" جعل "جنوب جزيرة مانهاتن" محطة أسفارها عبر الأطلسي، وفي 1626 اشترى مبعوث "الشركة" بيتر مينويت حاكم مستعمرة هولندا الجديدة الجزيرة كاملة من الهنود الحمر، ببضائع من الخرز والعقود والقماش والحلي، بما يعادل 24 دولارًا أمريكيًا، وأعقبها أعمال البناء وحصن أمستردام، وحين تباعدت البيوت من حوله، سمّوا المدينة الجديدة: "نيو أمستردام"، وكان عدد سكان المدينة آنذاك بين 400 و500 نسمة، وعدد اللغات المستخدمة: 18 لغة.

ازدهرت التجارة في بادئ الأمر ببضائع لم تعرفها الجزيرة، ولكن ضرائب الشركة الهندية الغربية أكلت العبء على حكام المستعمرة الهولنديون، فأهملوها حتى جاء أسطول إنجليزى عام 1664 في مياه الخليج، مرسلاً من قبل دوق يورك الإنجليزى، فوجد وجدت نيو امستردام نفسها عاجزة عن أي دفاع، ولم تستطع محاربة الإنجليز، واستسلمت في 8 سبتمبر وسموها "نيويورك".

واستعاد الهولنديون المدينة بعد تسع سنوات، وفي 1673 نجح أسطول هولندي في الحاق الهزيمة بالحامية الإنجليزية، ولكن الإنجليز استطاعوا أخذها مرة أخرى بمعاهدة سميت "ستمنستر".

وكانت العلاقات في بداية الأمر جيدة بين الإنجليز والهنود، وتعامل الإنجليز مع الهنود كقوى مستقلة واشتروا منهم الأراضي بموجب معاهدات، غير أن انعدام الثقة كان ينمو بين الطرفين تدريجيًا، وأدت الحوادث الصغيرة إلى نشوب الحرب بينهما، إضافة إلى أن القبائل لم تعترف رسميا ببيع أراضيها، التي كان يوقع عليها زعيم القبيلة، فكانوا يعتقدون أنها للإيجار، ومن حقهم العودة مرة أخرى للصيد فيها، وبعد عدة حروب صغيرة، استطاع أنطوني المجنون بإجراء المفاوضات التي أدت إلى التوصل لمعاهدة جرينفيل في سنة 1795.

اقرأ أيضًا ..

أوليفر ستون: الولايات المتحدة تدعم مصالحها حتى ولو كان إرهابًا

ارتفاع معدلات التشغيل بمصافي تكرير النفط في الولايات المتحدة