في 90 دقيقة.. الرئيس يكشف للإعلام خريطة المرحلة المقبلة
كشف لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، الذي عقد بمدينة شرم الشيخ، الأربعاء، الكثير من الحقائق التي تشغل بال الرأي العام المحلي والإقليمي والدولي، وكانت الرسائل مباشرة لجميع الأطراف فيما يتعلق برؤية مصر لمجمل تطورات الأوضاع بالمنطقة، وكيفية التعامل مع الأجواء شديدة الاضطراب التي تهدد أمن الخليج العربي والمنطقة ككل.
وفِي لقاءه الذي استمر من الساعة التاسعة والنصف وحتي الحادية عشرة مساء، بقاعة سفنكس، في مركز المؤتمرات الذي يستضيف فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، تلقى السيسي عشرات الأسئلة وأجاب عنها جميعًا، وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن عملية التسليح التي أجراها الجيش المصري خلال السنوات القليلة الماضية تأتي في إطار التوازن الاستراتيجي بعد الحالة التي شهدتها دول المنطقة خلال الـ7 سنوات الماضية، وكذلك لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، فضلًا عن الحفاظ على أمن مصر واستقرارها بالتعاون مع كافة الأشقاء في الخليج.
وقال الرئيس إنه كلما تطورت الأوضاع والتخلص من تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، سيكون تحركهم تجاه مصر من ناحية الأراضي الليبية على حدود مصر الغربية أو سيناء.
وأشار الرئيس إلى أن الدولة المصرية تحتاج إلى معدات وتسليح قوي بعد أن شهدت المنطقة خلال السبع سنوات الماضية خروج دول من المعادلة بشكل أو بآخر ومنها ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وقال الرئيس إن "مصر ترى أن ما يحدث في المنطقة خلال السنوات السبع الماضية من اضطراب يكفيها، ولابد أن نتعامل بحذر شديد حتى لا تضاف تحديات أخرى بالمنطقة سواء فيما يتعلق بإيران وحزب الله"، مشددًا في الوقت نفسه على أن أي تهديد لدول الخليج هو تهديد لأمننا القومي، فأمن الخليج من أمن مصر.
ورد الرئيس السيسى علي أسئلة موجهة له من ممثلي ( بي بي سي والعربية ورويترز ووكالة أنسا الإيطالية ووكالة شينخوا الصينية ووكالة الأنباء الفرنسية)، حيث أشار إلى أن مصر لابد أن تكون قادرة على التعامل مع أي خطر مباشر للجماعات الإرهابية ومنها تنظيم "داعش"، ولابد أن يكون هناك توازن استراتيجي وقدرات عسكرية تعادل الخلل الذي حدث في المنطقة ومواجهة الإرهاب، مشددًا على أن أوروبا مهتمة بعودة الاستقرار في ليبيا بأسرع وقت للحفاظ على أمنهم.
وتحدث الرئيس عن حادث الواحات، وقال إن تناول وسائل الإعلام المصرية للحادث كان غير جيد، وبه تجاوز للمهنية، لافتًا إلى أن هناك مسئولية تقع على عاتق الدولة والهيئة العامة للاستعلامات بالتواصل مع المراسلين الأجانب وإمدادهم بالمعلومات التي يحتاجونها أولًا بأول.
كانت الأسئلة الموجهة للرئيس جريئة وبدون أي خطوط حمراء، وكان الرئيس أكثر حرصًا علي إجلاء الحقائق، فلم يتحفظ في إجاباته علي أي سؤال أو أي قضية مثارة وحتى الشائك منها، فقال حول ما يتردد بشأن التنازل عن أراض مصرية للجانب الفلسطينى، إنه لا يوجد أحد في مصر يستطيع أن يفعل ذلك، وأشار إلى أن حل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب مصر، وقال: "مصر دولة مؤسسات ودولة وطنية ولا يستطيع أحد التفريط فى أرضها، وحدودنا لا تُمَس"، لافتًا إلى أن دور مصر ثابت تجاه القضية الفلسطينية ولا يتغير وداعم لحلها.
وأكد الرئيس أن مصر لا تدير سياسة مروجة لمحاربة الإرهاب بعكس دول أخرى تستخدم الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية لها، مشيرًا إلى أن ما تفعله مصر شيء جديد، فهي تتعامل بشرف فيما يخص مكافحة الإرهاب نيابة عن العالم.
وتعليقًا على سؤال حول ما يحدث في المملكة العربية السعودية من إجراءات تجاه بعض الوزراء والأمراء، قال الرئيس السيسي إن الأوضاع في المملكة العربية السعودية مستقرة ومطمئنة، والإجراءات التي تتخذ هناك شأن داخلي يمكن أن تحدث في أية دولة، مؤكدًا أنه يثق في القيادة السعودية وتصرفها تجاه مواطنيها، ولن يتخذ أي إجراء إلا في إطار القانون.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن موقف الرباعي العربي لمكافحة الإرهاب إزاء قطر ثابت وواضح، وهو التمسك بنفس المطالب إلى أن تحدث استجابة لها، وعليهم في قطر الرد عليها.
وللمرة الأولي ظهر الرئيس مرنًا مع فكرة تكوين ظهير سياسي له، بعد أربع سنوات من رفض الفكرة، فالرئيس في كل مرة كان يوجه له مثل هذا السؤال كان يرفضه جملة وتفصيلًا، ويرى أنه من الأفضل أن يعمل الرئيس بإخلاص لصالح الوطن ومن ثم فإن الشعب كله يمكن أن يكون ظهيرًا سياسيًا للرئيس، لكن على ما يبدو فإن هناك نصائح من القريبين بضرورة وجود حزب سياسي يقف خلف الرئيس الذي راهن على الشعب المصري كله.
هذا التفسير، نتيجة لسؤال وجهه الكاتب الصحفي خالد صلاح، بشأن الحاجة لوجود حزب سياسى، وهو ما رد عليه الرئيس السيسي بضرورة توجيه دعوة للأحزاب لكي تتوحد، وطالب الإعلام بأن يتبنى هذه الدعوة، وقال "اعملوا دعوة كإعلاميين للأحزاب لكىييندمجوا.. مش عارف بصراحة هل نراجع أنفسنا ويكون عندنا حزب سياسي؟.. مش عارف.. القرار لكم"، مشيرًا إلى أنه أراد فصل نفسه عن التجربة القاسية التي عاشها المصريون في السنوات الماضية، وسعى لإقامة علاقة ثقة مع المصريين، وأكد الرئيس أنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة، وقال إن هناك أحزابًا موجودة بالفعل يمكن أن تندمج في أخرى قوية لها أداء مختلف.
وجاءت إجابة الرئيس السيسى علي الربط بين عودة السياحة الروسية لمصر وتوقيع عقود الضبعة أكثر إجلاءً للحقائق ، فقال إنه لا ربط بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وتوقيع اتفاقية محطة الضبعة النووية "وقعنا الاتفاقية منذ فترة وهناك ملاحق لها خاصة بتفاصيل الاتفاقية ولا يوجد ربط أو علاقة بين النقطتين"، مشيرًا إلى أنه يقدر موقف القيادة الروسية فيما يخص عودة السياحة لمصر، وأضاف "لم نلح لعودة السياحة الروسية ولن نلح في ذلك الشأن.. ونحترم موقف القيادة الروسية والحفاظ على المواطن الروسي وأمنه".
اقرأ أيضًا:
"التحرش بالتلامذة".. "مربي أجيال شاذ" مع طفلة في حمام مدرسة بالبساتين