تعرف على تصريحات السيسي في حديثه مع الإعلاميين بـ "منتدى شباب العالم"
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء أمس الأربعاء، ممثلي وسائل الإعلام الأجنبية وعدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والخاصة وعدد من الإعلاميين، في حضور الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، بمقر قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ، على هامش جلسات منتدى شباب العالم بمدينة السلام.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن عملية التسليح التي أجراها الجيش المصري خلال السنوات القليلة الماضية، تأتي في إطار التوازن الاستراتيجي بعد الحالة التي شهدتها دول المنطقة خلال الـ7 سنوات الماضية، وكذلك لمواجهة الإرهاب والإرهابيين، فضلًا عن الحفاظ على أمن مصر واستقرارها بالتعاون مع كافة الأشقاء في الخليج.
وقال الرئيس إنه كلما تطورت الأوضاع وتم التخلص من تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق، سيكون تحركهم التالي تجاه مصر من ناحية الأراضي الليبية على حدود مصر الغربية أو سيناء.
وأشار الرئيس، إلى أن الدولة المصرية تحتاج إلى معدات وتسليح قوي بعد أن شهدت المنطقة خلال السبع سنوات الماضية خروج دول من المعادلة بشكل أو بآخر ومنها ليبيا والعراق وسوريا واليمن، وقال الرئيس إن "مصر ترى أن ما حدث في المنطقة خلال السنوات السبع الماضية من اضطراب يكفيها، ولابد أن نتعامل بحذر شديد حتى لا تضاف تحديات أخرى بالمنطقة سواء فيما يتعلق بإيران وحزب الله"، مشددًا في الوقت نفسه على أن أي تهديد لدول الخليج هو تهديد لأمننا القومي، فأمن الخليج من أمن مصر.
وتابع السيسي أنه لا ربط بين عودة السياحة الروسية إلى مصر وتوقيع اتفاقية محطة الضبعة النووية، وقال: "وقعنا الاتفاقية منذ فترة وهناك ملاحق لها خاصة بتفاصيل الاتفاقية ولا يوجد ربط أو علاقة بين النقطتين"، مشيرًا إلى أنه يقدر موقف القيادة الروسية فيما يخص عودة السياحة لمصر، وأضاف "لم نلح لعودة السياحة الروسية ولن نلح في ذلك الشأن.. ونحترم موقف القيادة الروسية والحفاظ على المواطن الروسي وأمنه".
وشدد الرئيس على أن مصر ومطاراتها آمنة "ومستعدون لطمأنة أي جانب على أمن المطارات المصرية، ونرحب بالسياح.. والأمر يرجع إلى القيادة الروسية للنظر في عودة السياحة في الوقت المناسب، ونحن حريصون على أن تكون بلادنا مستقرة وآمنة".
وكشف الرئيس عن تقديمه كشف حساب حول ما حققه من إنجازات خلال فترة رئاسته للدولة المصرية، وذلك خلال شهري ديسمبر ويناير القادمين، مشيرًا إلى أنه لن يعلن موقفه من الترشح لفترة جديدة قبل ذلك، وبناءً على رد فعل المصريين تجاه كشف الحساب سيتخذ قراره بالترشح من عدمه، وقال الرئيس: "بعد تقديم كشف الحساب من حق المصريين أن يختاروا من يأتي للحكم مرة أخرى، وأتمنى لأي شخص التوفيق إذا رغب المصريون في ذلك والحكم سيكون للمصريين.. أي حد هيختاره المصريون هنقول له الله يوفقك"، مؤكدًا "أنا مش قلقان على المصريين.. طالما متماسكين ومصطفين في مواجهة التحديات ومفيش أي خطر وقادرين معًا على التغلب على أي مشكلة أخرى سواء إرهاب أو تجارة أو اقتصاد أو تنمية".
وفيما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي، قال الرئيس: "موقفنا واضح من البداية، وننظر بإيجابية لمتطلبات التنمية لأشقائنا الإثيوبيين، مع الأخذ في الاعتبار أن المياه بالنسبة لنا حياة أو موت، ولم نعتمد على السودان وإنما على أنفسنا للحفاظ على أمننا القومي".
وأعلن الرئيس الإعداد حاليًا لإطلاق قناة تليفزيونية إخبارية مصرية ذات مستوى عالمي قريبًا، مشيرًا إلى أن مثل هذه القنوات ذات المستوى العالي تحتاج إلى تكلفة كبيرة.
وقال السيسي "على مدى 30 عامًا نجد أنه كلما استقرت الأوضاع في مصر يقع حادث إرهابي يضرب السياحة ويثير مخاوف السائحين، فضلًا عن تهويل الإعلام لما يقع في مصر على عكس ما يقع في دول أخرى، وسنحل مسألة الإرهاب، ولن نسمح لأحد بأن ينال من اقتصاد مصر".
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ردًا على سؤال للكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، حول العلاقات مع الولايات المتحدة، أن العلاقات طيبة ولا تقتصر على البيت الأبيض، وإنما وزارة الدفاع والكونجرس، "ولا يحق لي الحديث عن الأوضاع الداخلية في الولايات المتحدة، وأثق في قدرات ونجاحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وما يحدث هو حراك أمريكي.
وبالنسبة للسودان، قال السيسي إن سياستنا الخارجية تتسم بالكثير من الصبر والهدوء، لأن ما يوجد في المنطقة لا يحتاج إلى المزيد من الاضطراب، و"حريصون على عيش المصريين بأقل قدر من القلق، ونسعى لحل الخلافات بالحوار والهدوء".
ودعا السيسي الإعلاميين المصريين إلى الحفاظ على الحالة المعنوية في المرحلة الصعبة التي تمر بها مصر، وعدم جعل الخوف على مصر يؤدي إلى العصبية في التعامل مع القضايا المطروحة.
وحذر السيسي من وجود حرب من الجيل الرابع والخامس تدار ضد مصر من قبل أجهزة تعمل ضد الدولة، مشيرًا إلى أن ما أعلن عنه من عدد ضحايا الشرطة جراء حادث الواحات هو الرقم الحقيقي، ولم يُعْلَن عنه إلا بعد أن توافرت معلومات دقيقية عن الوضع.
وردًا على ما قاله خالد صلاح بشأن الحاجة لوجود حزب سياسي، وجّه الرئيس السيسي دعوة للأحزاب لكي تتوحد، وطالب الإعلام بأن يتبنى هذه الدعوة، وقال: "اعملوا دعوة كإعلاميين للأحزاب لكي يندمجوا.. مش عارف بصراحة هل نراجع أنفسنا ويكون عندنا حزب سياسي؟.. مش عارف.. القرار لكم"، مشيرًا إلى أنه أراد فصل نفسه عن التجربة القاسية التي عاشها المصريون في السنوات الماضية، وسعى لإقامة علاقة ثقة مع المصريين، وأكد الرئيس أنه لا يسعى لتغيير الدستور ولا يتطلع إلى التمسك بالسلطة، وقال إن هناك أحزاب موجودة بالفعل يمكن أن تندمج في أخرى قوية لها أداء مختلف.
وأكد أن خطر الإرهاب كبير في العالم كله، وتقف ورائه أجهزة تستخدم العناصر الإرهابية المتطرفة في تحقيق أهدافها، "ونحن في مصر ندافع عن أنفسنا بشكل جيد ونؤمن بلدنا داخل حدودنا".
وقال إن تجديد الخطاب الديني هو إرادة وقناعة قبل أن يكون إجراءات، مشيرًا إلى أن المصريين لديهم قناعة نتيجة التجربة بالحاجة إلى التغيير وعدم التجاوب الأعمى لدعوات دينية مغلوطة.
واستطرد الرئيس: "تجربة مصر في تجديد الخطاب الديني ستكون جديرة بالرصد والتحليل والنشر في المنطقة، كما أن الموقف المصري من قطر واضح وحازم بشأن مطالب الدول الأربع من الدوحة".
وبالنسبة للرقابة على الأسعار، قال الرئيس إن "الأمر يحتاج إلى آليات سوق مستقرة وتنظيم للمنتج ونقله وتوزيعه"، "ونسعى لإقامة أجهزة رقابة على الجودة، ولكن هناك حالة من عدم الانضباط ورغبة في تحقيق المكسب، ولابد من وضع آليات سوق حقيقية ومنافذ بيع متطورة في القاهرة والمحافظات، ونعمل على تحقيق ذلك ولكن الأمر يحتاج إلى وقت".
وأشار إلى أن المؤمرات لا تنتهي "ولكن لا نكشف عنها حتى لا نثير خوف الشعب، فحادث الواحات كان له صلة بشن هجمات على دير وادي الريان".
وتحدث السيسي عن أهمية إقامة طرق وسكك حديد تربط أفريقيا لما له من أثر على تغيير وجه القارة الأفريقية ويحقق الاكتفاء الذاتي.
وبالنسبة لانفصال كاتالونيا وكردستان، قال السيسي إن رد الفعل لم يكن مشجعًا سواء في أسبانيا أو العراق، "ولا أرى أنها ستكون مثل الربيع العربي أو تشجع أقاليم أخرى على المطالبة بالاستقلال".
وحول الدعوة إلى سن قوانين تدعم المرأة؛ قال الرئيس السيسي "حريصون على سن قوانين تحمي المرأة والأطفال والأسرة، فالدستور أتاح للرئيس والبرلمان التقدم بتعديلات دستورية وأنا ضد ما أثير من تعديلات تمس مدة الرئاسة على الأقل في فترة حكمي، لأننا لازلنا في بداية التجربة ومن السابق لأوانه المطالبة بتعديل الدستور".
وفيما يتعلق بالبطالة، قال السيسي إنه لا يمكن حل كل المشاكل مرة واحدة، وحجم العمالة في مصر بالملايين، وتكلفة فرصة العمل الواحدة تتراوح بين 100 ألف إلى مليون جنيه.
وأضاف: "ركزنا على تطوير البنية الأساسية لأنها المسار الاقتصادي المناسب في المرحلة الحالية ولأنها توفر فرص عمل وتجعل الأموال المستثمرة لا تخرج من البلد.. وسنطلب تعديل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ليشمل حق الإنسان في محاربة الإرهاب، وسنتحرك مع المجموعة العربية في هذا الصدد".
اقرأ أيضًا
خالد صلاح: السيسي حريص على حضور كافة جلسات الشباب بمنتدى شرم الشيخ
صور| السيسي يستقبل وزير خارجية فنلندا على هامش منتدى الشباب