التوقيت الخميس، 26 ديسمبر 2024
التوقيت 04:06 ص , بتوقيت القاهرة

"انتحار القتلة" في أمريكا.. كيف نفهم نفسية المجرمين؟

شهر واحد يفصل بين أبشع حادثتين وقعتا على أرض الولايات المتحدة الأمريكية، الأولى في 2 أكتوبر الماضي، في ولاية لاس فيجاس، حيث قتل شخص يدعى ستيفن بادوك، أكثر من 59 شخصًا وأصاب قرابة 500 آخرين، والثانية أمس الأول في ولاية تكساس، حيث أقدم شخص آخر على قتل 26 شخصًا بإحدى الكنائس.


الرابط الوحيد بين الحادثتين، أن منفذي الهجومين انتحرا عقب الحادث، وخرجت تقارير أمنية تؤكد أنهما مختلان عقليًا، إضافة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر الذي يعيدنا لحادث ولاية فرجينيا، حيث قتل شخص ثالث عددًا من الصحفيين عام 2015 وانتحر عقب الحادث أيضًا.


قاتل لاس فيجاس


 أعلن قائد شرطة لاس فيجاس، أن أكثر من 59 شخصًا سقطوا قتلى، في حين أصيب حوالي 527 في إطلاق النار الذي وقع في أحد المهرجانات الموسيقية في لاس فيجاس، غرب الولايات المتحدة، قرب مجمع وكازينو ماندلاي باي، بعد أن عمد ستيفن بادوك (64 عامًا)، إلى فتح النار وإطلاق الرصاص على الناس.


منفذ هجوم لاس فيجاس


حياة مرتبكة


يؤكد  إيرك، شقيق بادوك، أن شقيقه كان مليونيرًا بمجال العقارات، وذلك بعد تقاعده من عمله السابق كمحاسب، مضيفًا أنه كان يقطن في منزل مكون من غرفتي نوم بمدينة ميسكيت، التي تبعد 130 كيلومترا شمال مدينة لاس فيغاس، وامتلك منزلًا ثانيًا في مدينة رينو، بولاية نيفادا، التي تشتهر أيضًا بصالات القمار، ووفقًا لموقع "زيلو" المتخصص بتقييم العقارات، تبلغ قيمة المنزلين نحو 700 ألف دولار، ووصف إيرك شقيقه بأنه "كثير المقامرة"، مما أدى بأشقائه للتذمر من هذه العادة، التي أدت إلى خسارته ما يقرب من 4 ملايين دولار، وفقًا لإيرك.


ومن سوابق بادوك الطريفة في فنادق لاس فيجاس، أنه قام عام 2012، بمقاضاة فندق "كوزموبوليتان"، لأنه "انزلق" وسقط بسبب مياه على الأرض، ولكن القضية تم رفضها من قبل قاض في محكمة بلاس فيجاس، واكتشف لاحقًا أن والد بادوك كان لص مصارف، وكان على لائحة المطلوبين من قبل "إف بي آي" في الستينيات، كما أظهر ملصق أصدر عام 1969، أن بينجامن بادوك، والد ستيفن، شخص "مختل عقليًا" لديه "نزعات انتحارية".


رد فعل ترامب


وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مرتكب الحادث ستيفن بادوك، بالمريض والمختل عقليًا.



via GIPHY


كنيسة تكساس


أمس الأول قُتِل قرابة 26 شخصًا عقب إطلاق شخص النار على الكنيسة المعمدانية بمدينة ساذرلاند سبرينغز بولاية تكساس، بحسب "بي بي سي" عربي.


منفذ هجوم كنيسة تكساس


وذكر موقع "ويلسون كنتري نيوز" أن رئيس منطقة ويلسون كنتري، جو تاكيت، قال إن مطلق النار قُتل، فيما قال مكتب قائد شرطة مقاطعة ويلسون في تكساس، إن الشرطة انتشرت في مكان إطلاق النار.


وقالت مصادر أمنية، إن منفذ الهجوم أحد سكان تكساس، ويدعى ديفن باتريك كيلي ويبلغ من العمر 26 عامًا، وعثرت قوات الشرطة على جثته بعد مطاردة قصيرة على خلفية الحادث، وطبقًا لقناة "سي بي إس نيوز"، خدم كيلي في القوات الجوية الأمريكية ما بين عامي 2010 و2014، لكنه فُصِل على خلفية "فعل مشين" وتم تحويله إلى محاكمة عسكرية، لكن مسؤولين قالوا إنه ليست لديه أي صلات بجماعات متشددة.


رد فعل الرئيس الأمريكي


وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حادث إطلاق النار في كنيسة بولاية تكساس، خلال مؤتمر صحفي في طوكيو  على خلفية جولته الآسيوية، بـ"بأنها مشكلة صحة عقلية في أعلى مستوياتها، وتابع، "إنه أمر حزين للغاية، هؤلاء مواطنون رائعون، لدينا الكثير من مشاكل الصحة العقلية مثل الدول الأخرى، مضيفًا، هذا شخص مختل للغاية، يعاني من مشاكل كثيرة منذ فترة طويلة.


قاتل الصحفيين بفرجينيا


في واقعة غريبة عام 2015، أطلق فيستر لي فلاناغان، البالغ من العمر 41 عامًا، النار على صحفيين اثنين أثناء بث تلفزيوني مباشر في ولاية فرجينيا الأمريكية، وقام بتصوير الحادث بنفسه، وقتل نفسه داخل سيارته بعد الحادث.


وكان فلاناغان، مقدم برامج مخضرم له تاريخ طويل في تقديم الشكاوى من ظروف العمل، ورفع دعوى على محطة تلفزيونية في فلوريدا، زاعما أنه تعرض للتمييز لأنه أسود.



الأسباب التي تؤدي للانتحار


هناك أسباب عدة حددها علماء النفس، يقدم خلالها القاتل على الانتحار عقب ارتكاب جريمته، ولكن أبرزها العزلة الاجتماعية والوحدة، وأن الإنسان الذي يبتعد عن الاختلاط أو الاحتكاك ومشاركة الناس في الأفراح والأحزان، وحتى عن أفراد الأسرة، عادة ما يزيد ميله للانتحار، ولو كان هناك اضطرابات نفسية بسيطة، إضافة لاضطرابات العلاقات أيضًا، فمن المعروف أن خلل العلاقات الإنسانية خصوصًا مع أفراد الأسرة والأصدقاء، تؤثر سلبًا على الإنسان، وتؤدي الخلافات الزوجية للانتحار والقتل، وقد يكون القتل انتقامًا أو قتلًا رحيمًا؛ فبسبب حب الإنسان لأبنائه يقتلهم حتى لا يتعذبوا.


أما الأشخاص الذين يتناولون السموم أو الأدوية أو يستنشقون الغازات، فلا يريدون ظهور أي تدمير واضح على أجسادهم أو شعور أقربائهم بالألم لو شوهت أجسادهم بعد الانتحار، ويلجؤون إلى الطريقة الهادئة النظيفة (كما يعتقدون هم) والتي تشعر المحيطين بتقصيرهم في حمايتهم ورعايتهم، وهذا منتشر بين طبقة المثقفين والمحافظين، وتعتقد هذه الفئة بإمكانية النجاة لو تم إسعافهم بشكل سريع من قبل المحيطين بهم، أما الأشخاص الذين يطلقون النار على أنفسهم فهم من فئات مختلفة، وقد تكون طبقة المثقفين إحداها، وهؤلاء ينتحرون في منازلهم كي تكون العملية قاطعة وأن حياتهم ستنتهي بلا شك.


اقرأ أيضًا:


الرئيس الصيني يعزى نظيره الأمريكي في ضحايا كنيسة تكساس


الشرطة الأمريكية تكثف تواجدها بموقع حادث تكساس