لماذا تحتفل روسيا بذكرى "أكتوبر الأحمر" في نوفمبر؟
كتب : أحمد شاهين
تحتفل روسيا غدا الثلاثاء، بذكرى مرور 100 عام على اندلاع الثورة البلشفية أو ما يُعرف باسم "أكتوبر الأحمر"، حينما اقتحم البلاشفة تحت زعامة فلاديمير لينين القصر الشتوي في المدينة التي أصبحت الآن سان بطرسبرج واستيلائهم على السلطة.
وعلى الرغم من اندلاع الثورة البلشفية في 25 أكتوبر 1917، إلا أن الروس يحتفلون بها يوم 7 نوفمبر، من كل عام، وهو الأمر المثير للجدل في الأوساط البعيدة عن الشأن الروسي.
وأوضحت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، السبب وراء إحياء الروس لتلك الذكرى في يوم مغاير لما قامت فيه الثورة الحمراء، حيث أرجعت ذلك لأنه قبل عام 1917، اتبعت الإمبراطورية الروسية التقويم المسيحي الأرثوذكسي الشرقي، على النقيض من الدول المسيحية الغربية، التي احتفظت بالولاء لروما.
وكانت الدول الأرثوذكوسية تتبع التقويم اليولياني، هو تقويم فرضه يوليوس قيصر في سنة 46 ق.م. ودخل حيّز التنفيذ سنة 45 ق.م، وحاول التقويم اليولياني محاكاة السنة الشمسية ويتكون من 365,25 يومًا مقسمة على 12 شهرًا.
استمر استخدام التقويم اليولياني في الكنائس الأورثوذكسية حتى القرن العشرين، إذ قامت هذه الكنائس باعتماد التقويم اليولياني المعدّل سنة 1923، ولا يزال هذا التقويم مستخدمًا في أديرة جبل آثوس.
بعد وقت قصير من ثورة أكتوبر1917، أمر فلاديمير لينين بتغيير التقويم في الاتحاد السوفياتي من التقويم اليولياني إلى التقويم الجريجوري مما أدى لتجاوز أيام من 1 فبراير حتى 13فبراير 1918.
وبحلول نهاية يناير 1918، لم يشر الاتحاد السوفيتي للأحداث الهامة إلا من خلال التقويم الجديد، وقد تم تغيير الاحتفاء بالثورة التي اندلعت في العام السابق للتقويم الجديد، من 25 أكتوبر إلى 7 نوفمبر.
ولكن منذ انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، الذكرى السنوية لثورة أكتوبر التي يتم الاحتفاء بها في نوفمبر، تُقام على استحياء من قبل الدولة الروسية.
وفي الوقت الحالي يعد الاحتفال بذكرى الثورة البلشفية أمر مثير للجدل في روسيا حيث يقول المؤرخ جون لويس ستامبل إنه لا يوجد ما يدعو للاحتفال في الذكرى المئوية للثورة الحمراء التي جلبت الشيوعية لروسيا، فالنظام الحالي رأسمالي لحد كبير.
وحتى بوتين نفسه يقف على الحياد فهو أعلن من قبل أن سقوط الاتحاد السوفيتي كان من أكبر الكوارث في القرن العشرين، ولكنه من جهة أخرى يحافظ على مظاهر التدين المسيحي الأرثوذكسي وعلاقته قوية للغاية بالبطريرك كيريل الأول رأس الكنيسة الروسية والذي قال عن بوتين في إحدى المناسبات إن "الله أرسله لحماية البلاد".
اقرأ أيضا
الثورة البلشفية| راسبوتين أكثر شعبية من لينين.. وبوتين على الحياد