انطلق قطار تطوير مناهج التعليم الأزهري ليشتمل على مناهج جديدة ومتطورة تواكب مجريات العصر الحالي، وبدأ قطاع المعاهد الأزهرية بتطوير مناهج التعليم الأزهري بمختلف المراحل التعليمية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية.

وقام قطاع المعاهد الأزهرية في المرحلة الابتدائية، بتطوير مناهج مادة التربية الإسلامية، المقَررة على كل صفوف المرحلة الابتدائية بعد اعتماد المجلس الأعلى للأزهر تلك المقررات الجديد لمادة التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية، للعام الدراسي الحالي 2018/2017، وذلك من خلال منهج يتم تدريسه للمرة الأولى بالمعاهد الأزهرية، قامت بإعداده لجنة متخصصة في المادة، تابعة لقطاع المعاهد.

ويهدف "المنهج الجديد" إلى التركيز بصورةٍ أساسيّة، على تفسيرِ بعضِ آياتِ القرآن الكريم؛ بما يَضمن سلامةَ الفهم لكتاب الله، وإتقانَ قراءته؛ من حيثُ ضبطُ الحركات والسكنات، إلى جانب مجموعةٍ مُيَسَّرَةٍ من فقه العبادات والمعاملات، مدعمةٍ بالصور لفهم الدروس، بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب، وتتضمن الأهداف التربوية للمنهج ربْطَ الإسلام بالحياة الواقعية لحَلّ مشكلاتها، وتنظيمَ العَلاقات بين الإنسان وأخيه في مختلِف مجالات الحياة.

ويشمل المنهج كل صفوفِ المرحلة الابتدائية؛ ليدخلَ الطالب إلى المرحلة الإعدادية مُستوعبًا مبادئَ الإسلام الصحيحة، التي يتمّ البناءُ عليها في باقي المراحل التعليمية، ويأتي إعدادُ قطاعِ المعاهد منهجَ التربية الإسلامية؛ باعتباره جزءًا من ثورة التطوير في منظومة التعليم في الأزهر الشريف، بما يحافظ على جَوْهر ومبادئ الدين الإسلاميّ الحنيف.

وفي المرحلة الإعدادية تم تطوير مادة أصول الدين التي تشمل أربعة مواد مجموعة في كتاب واحد وهي التوحيد والتفسير والحديث الشريف والسية النبوية، وتدرس للصفوف الثلاث بالمرحلة الإعدادية بدءا من الصف الأول للصف الثالث، ويشمل منهج مادة التوحيد التعريف بعلم التوحيد ومبادءه وفائدته وحكم معرفة العقائد الدينية، مرورًا بالإلهيات والصفات والأسماء الإلهية.

فيما تشتمل مادة التفسير لعدد من النصوص القرآنية التي تحض على التخلق بخلق الإسلام، والعمل وفق المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل، والدعوة إلى الخير والعمل بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الإنفاق في سبيل الله تعالى، والتوكل على الله، وكيفية معاملة غير المسلمين في حكم الإسلام، وكيف أن الإسلام ساوى بين الخلق لافرق بين اعجمي وعربي ولا فرق في الجنس والنوع والدين، وعلاقة المسلم بالآخر من غير المسلمين وأصحاب الديانات المختلفة.

أما مادة الحديث الشريف فتشتمل على عدد من الأحاديث النبوية التي تبين أركان الإسلام، وعلامات الإيمان، وكيف كانت معاملة النبي لأهل مكة من المشركين، والمعاملة في الإسلام، وبر الوالدين، وكيف نتحلى بأخلاق النبوة، والتراحم بين الناس، ومن أخلاق المسلم، وأحاديث تبريء النبي عليه الصلاة والسلام من أهل الغدر والخيانة الذين يغدرون بمن عاهد المسلمين وعاش بينهم فقاتلوهم، والإسلام دين العمل.

فيما تبدأ مادة السيرة النبوية بسرد سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، منذ مولده وحتى وفاته، بما فيها نسبه ونسب أبوه ونسب أمه، وكيف كانت ولادته، وحياته، وكيف كانت غزواته التي قام بها، وكيف كان يعامل الأسرى، وكيف كان يتعامل مع غير المسلمين في مكة والمدينة، كما تتضمن عدد من المواقف التي ترد الشبهات عن النبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته.

أما المرحلة الثانوية فقد لحقها التطوير أغلب المواد الشرعية والعربية المقررة على القسمين الأدبي والعلمي، حيث تم تطوير مناهج مواد الفقه بمذاهبة الأربع المقررة على الصفوف الثلاث لتشمل على بابين الأول فقه العبادات كالصلاة والصوم والزكاة والحج، والباب الثاني فقه المعاملات كالبيع والشراء والهبة والصدقة، فيما يدرس الصف الثالث باب النكاح بأحكامة المختلفة، وفي مواد اللغة العربية يدرس الطلاب كتب النحو والصرف الميسرين، كما يدرس الطلاب مادة التوحيد ذاتها التي درست بالمرحلة الإعدادية لكنها بتوسع أكثر، كما يدرس طلاب المرحلة الثانوية مادة متخصصة في الأدب تحت مسمى مادة "تاريخ الأدب العربي" وتبدأ منذ مراح الأدب الإسلامي في عصر النبوة، مرورًا بالعصور الاسلامية الأخرى كالأدب العباسي والأدب الأموي والأدب الأندلسي، كما يدرس الطلاب في مادة التفسير جزء عم، وتبارك وجزء المجادلة.

ومن ناحية أخرى فقد أدخل قطاع المعاهد الأزهرية مادة مستحدثة تدرس للصف الأول الثانوي تحمل أسم "مختارات إسلامية" تشتمل على عدد من الكلمات التي تتصل بالدراسات الإسلامية والشريعة والأحكام الفقهية مترجمة باللغة الإنجليزية، مكون من عدد 45 صفحة بكل صفحة جدول به عدد من الكلمات الإسلامية مترجمة باللغة الإنجليزية، قام بوضعه نخبة متميزة من مستشاري اللغة الإنجليزية بقطاع المعاهد الأزهرية.

اقرأ أيضًا

مجلس جامعة الازهر يقرر بدء العام الدراسي 23 سبتمبر