ما هي السيناريوهات البديلة لفلسطين إذا لم يصدر وعد بلفور لـ إسرائيل؟
تحل اليوم الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي تعهد فيه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور بمنح اليهود وطنا في فلسطين، وهو الوعد الذي ينظر له باعتباره السبب في تأسيس إسرائيل وبداية الصراع العربي الإسرائيلي.. ولكن ماذا لو لم يكن هناك وعد بلفور، هل كان سيصبح هناك دولة إسرائيلية؟!.
سيناريو بدون إسرائيل
بحسب برنامج وثائقي في قناة History فإن هناك سيناريوهات متعددة لما كان يمكن أن يحدث قبل 100 عام، بعض المؤرخين قد يعطون إجابة تقول بصراحة "إن وعد بلفور مسؤولية آرثر بلفور وإذا لم يعلنه قبل 100 سنة، لما ولدت دولة إسرائيل".
وبالتالي فإن بريطانيا لم تكن ستعتبر نفسها المالك الوحيد لأرض فلسطين وتمنحها لليهود، وبذلك لم تكن هناك موجة هجرة يهودية في 1920 من روسيا والاتحاد السوفيتي الجديد، ولذا لن نجد بحسب هذا السيناريو أي قيام لدولة إسرائيل.
ولكن كان الصراع سيكون بين العرب وبين بريطانيا وفرنسا مباشرة من أجل الاستقلال عن الدولة العثمانية.
وهناك سيناريو مظلم أكثر بحسب مجلة "ديرشبيجل" يقول إن الصراع كان سيحدث في الشرق الأوسط كما هو ولكن بدون إسرائيل، أي أن العرب كانوا سيقاتلون بعضهم من أجل إنشاء دول مستقلة.
وهو الرأي الذي يؤيده الكاتب البريطاني أوين جونز، والذي قال إن دولا أخرى أقدم وأكبر في المساحة مثل إيران وتركيا كانت في كل الأحوال ستتدخل في الشرق الأوسط وتشعل صراعات طائفية كما يحدث الآن؛ لأن كل واحدة منها كانت ستريد منطقة نفوذ أكبر، وشبه الوضع بأنه كان سيشبه البلقان في أوروبا، ومن يدري ربما كانت تتأسس دولة أخرى في المنطقة في هذه الحالة بناء على تقسيمات عرقية أو طائفية.
الموضوع أكبر من بلفور
السيناريو الثالث كان سيكون مشابها للعالم الذي نعيش فيه حاليا حيث يقول المؤرخ الأمريكي وليام بلوم إن الـ100 عام الماضية كانت ستحدث سواء ببلفور أو بدونه، وربما وعد بلفور لم يكن سيحمل هذا الاسم ولكن بريطانيا كانت ستعلنه في كل الأحوال.
والسبب في ذلك هو أكبر من آرثر بلفور ويتعلق بالمصلحة البريطانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، والتي كانت تتطلب هذا لضمان سيطرة بريطانيا العظمى وليس فرنسا في الشرق الأوسط.
ويشير في مدونته موضحًا إلى أن لندن سعت بوعد بلفور للحصول على الدعم اليهودي في نهاية الحرب العالمية الأولى مع تدفق اليهود بثرواتهم خارج روسيا.
وفي نفس الوقت كانت تريد دعم العرب ضد الدولة العثمانية المتهالكة ولذا في كل الأحوال كانت ستقدم الوعود للعرب واليهود تحت أي مسمى وفي النهاية كان السيناريو التاريخي سيحدث كما هو.
اقرأ أيضا
فيديو| مسيرات حاشدة في فلسطين منددة بـ"وعد بلفور"