المقاومة بالإنجاب.. كيف هرّب أسرى فلسطين حيواناتهم المنوية من سجون الاحتلال؟
رغم معاناتهم داخل السجون، وحياتهم شبه المعدمة، رفضوا الاستسلام وأصروا على استكمال الحياة، ولكن كيف يسلم هؤلاء الأسرى الفلسطينيون، الراية لأبنائهم، وهم في السجون، بعيدون عن زوجاتهم؟، كيف ينجبون وهم أسرى في سجون الاحتلال؟؟.. تلك الأسئلة لم تكن صعبة على هؤلاء الأبطال، الذين استطاعوا تهريب نطفهم من السجون إلى رحم زوجاتهم، ليخلقوا من العدم حياة، لمقاومة تجريف الاحتلال الصهيوني للأرض والنسل.
هكذا قاد الآسرى الفلسطينيون تحرير مئات من نطفهم خارج السجون الإسرائيلية، وفور بزوغ هذا الابتكار الفلسطينى شجعه الرئيس ياسر عرفات، لمنح الأسرى حق الإنجاب، وعلى الرغم من تأييد القانون الدولى لذلك، إلا أن الإحتلال الصهيونى قاوم مثل هذا الإجراء وحاول الوقوف فى وجهه.
إلا أن الفلسطينيات لم تستسلم أمام القيود الإسرائيلية، حيث أقدمت مؤخرًا امرأة فلسطيينة، وهى زوجة للأسير الفلسطيني على القيسي، على الأنجاب عبر تهريب نطفة زوجها، وهى المحاولة الـ63 التى ولدت بنفس الطريقة حسبما أفادت وكالة معا الفلسطينية، وعلى الرغم من مرور 14 عاما على سجن زوجها، إلا أن حلم الإنجاب منه لم يجهضه السجن بعد أن تم تهريب نطفة زوجها الأسير.
ابتكار لمقاومة الأسر
ولا تعد تلك الحالة نتاج الابتكار الذى اخترعه الفلسطيينون لمقاومة الأسر، ولكنها سبقتها عشرات الحالات التي بتبناها مركز "رازان الفلسطينى" في المستشفى العربي بمدينة نابلس بالضفة الغربية، والذي يشهد إقبال عدد كبير من الزوجات الفلسطينات اللاتي يلجأن له لزرع النطف في أرحامهن من أجل الإنجاب من أسراهم.
أول عملية إنجاب
وظهر هذا الابتكار الفلسطيني لمقاومة المحتل أول الأمر في عام 2012 قبل ميلاد الانتفاضة الثالثة، حيث شجع نجاح أول عملية إنجاب أقبلت عليها زوجة الأسير عمار الزبن على أن تتبعها عدد من زوجات الأسرى الفلسطينيات، لتتوالى عملات تهريب النطف من خارج السجون الإسرائيلية بطرق عديدة أبرزها وضع النطف مكان نواه حبوب التمور أو الشيكولاتة، ونقلها بأسرع وقت ممكن إلى المستشفيات من أجل فحصها وتخزينها وتجميدها، وكانت معظم العينات صالحة.
وعلى الرغم من القيود الإسرائيلية الصعبة التى يفرضها الكيان الصهيونى على الأسير، إلا أنه لم ينجح فى تهريب تلك النطف، التى تحولت إلى صرخة فلسطينية لمقاومة الأسر ولحماية النسل الفلسطينى من التجريف.
قيود إسرائيلية
وردا على تلك المقاومة لتمرير الحياة من خارج السجون، قامت إسرائيل بوضع قيود على زنازين الموت، لتفرض عليهم عقوبات من بينها التمسك برفض إصدار شهادات ميلاد رسمية، لإبادة أى نية لدى الأسرى الفلسطينين من تهريب نطفهم ووفقا لشئون الأسرى والمحررين فإن هناك ما يقرب من 35% من فئة المتزوجين من أنجبوا من أزواجهم الأسرى عن طريق تهريب النطف.
ويقول الدكتور يحيى إسماعيل، أمين جبهة علماء الأزهر، أنه لا يوجد مانع شرعى من تهريب النطف الفلسطينية إلى زوجات الأسرى، مؤكدا أن النطفة طالما للزوج فهى ثبوت بصحة الإنجاب، لأن الطفل للفراش، ولاحرج في ذلك.
اقرا ايضا