التوقيت الجمعة، 27 ديسمبر 2024
التوقيت 10:30 م , بتوقيت القاهرة

أفريقيا تتطلع لزيارة مبعوثة ترامب لاستشفاف ملامح السياسة الأمريكية

وصلت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكى هيلى، إلى إثيوبيا اليوم الاثنين فى واحدة من أوائل الزيارات التى يقوم بها مبعوث كبير من إدارة الرئيس دونالد ترامب لأفريقيا ويأمل دبلوماسيون أن تلقى الضوء على خططه للتواصل مع القارة.


وفى العادة تطغى قضايا أخرى أكثر إلحاحا على أفريقيا غير أن إدارة ترامب لم تشغل نفسها بأفريقيا حتى الآن.


وقالت هيلى فى معهد جورج دبليو بوش فى نيويورك يوم الخميس "سيوفدنى الرئيس لأننا نريد بناء (سياستنا فى أفريقيا) مثلما كان عليه الحال فى عهد (الرئيس جورج دبليو بوش). فقد انحسرت (سياستنا) وأصدقاؤنا الأفارقة يشعرون بذلك".


كان لترامب صوت عال فى قضايا كوريا الشمالية وإيران وتنظيم الدولة الإسلامية خلال الشهور التسعة الأولى التى قضاها فى منصبه لكنه لم يتحدث بشيء يذكر عن أفريقيا إلى أن استضاف تسعة زعماء على الغداء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي.


وفى ذلك اللقاء أعلن أنه سيوفد هيلى إلى جنوب السودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية للمساعدة فى جهود الوساطة لإحلال السلام فى البلدين اللذين نزح الملايين فيهما بسبب العنف المتواصل وحيث تنشر الأمم المتحدة بعثتين لحفظ السلام تتجاوز نفقات كل منهما المليار دولار سنويا.


وكتبت هيلى فى مقال رأى نشره موقع (سي.إن.إن) يوم السبت أنها ستلقى نظرة فاحصة على عمليات الأمم المتحدة.


* "نتائج خطيرة"


قالت هيلى أيضا إنها تعتزم مقابلة رئيس جنوب السودان سالفا كير ورئيس الكونجو جوزيف كابيلا "لتوصيل رسالة قوية أن حكومتيهما بحاجة للتوقف عن زيادة الصعوبات التى يواجهها عمل رجال الإغاثة وقوات حفظ السلام".


ويأمل بعض الدبلوماسيين الأفارقة أن تطلق رحلة هيلى حوارا فى واشنطن حول تواصل أوسع للإدارة مع القارة.


وقال دبلوماسى أفريقى كبير فى الأمم المتحدة مشترطا عدم الكشف عن هويته "نأمل أن تتداول الإدارة الأمر بعد هذه الرحلة وربما يمكننا أن نسمع شيئا عن استراتيجيتها فى أفريقيا قبل نهاية السنة ... كنا نتمنى أن يحدث هذا قبل ذلك لكن لم يفت الأوان بعد".


وتأتى زيارة هيلى لأفريقيا بعد مقتل أربعة جنود أمريكيين فى كمين فى النيجر يوم الرابع من أكتوبر تشرين الأول.


وقال دبلوماسى أفريقى آخر فى الأمم المتحدة طلب أيضا عدم الكشف عن هويته "أزمة النيجر أوضحت أنه لا يمكنهم أن ينفضوا أيديهم (من أفريقيا). عليهم أن يظلوا متواصلين لأن لهم قوات على الأرض".


وفى ذلك اللقاء مع القادة الأفارقة على الغداء قال ترامب إن "أفاق الأعمال هائلة" وإن له أصدقاء "يحاولون تحقيق ثروة" فى أفريقيا. لكنه أشار أيضا إلى خطر التنظيمات المتطرفة مثل الدولة الإسلامية وحركة الشباب وبوكو حرام والقاعدة.


وقال "الولايات المتحدة تفخر بالعمل معكم للقضاء على ملاذات الإرهابيين الآمنة. وقد قال لى عدد منكم ... أننا كنا نؤدى عملا ممتازا فى الشهور الستة أو السبعة الأخيرة بصفة خاصة".


ومع ذلك ففى يونيو حزيران ذكر دبلوماسيون أن الولايات المتحدة قالت إنها لا تريد أن تمول الأمم المتحدة قوة أفريقية مقترحة لمحاربة التطرف الإسلامى فى غرب أفريقيا.


وطالبت فرنسا واشنطن يوم الجمعة بزيادة دعمها للقوة حتى لا تفشل بما يلقى العبء على القوات الفرنسية.


وتطالب هيلى بخفض تكاليف مهام حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إذ أن الولايات المتحدة صاحبة المساهمة الأكبر فيها.


وكتبت هيلى يوم السبت تقول "شهدنا فى مختلف أنحاء العالم أن المواقف اليائسة يمكن أن تؤدى إلى نتائج خطيرة. ولهذا السبب طلب منى الرئيس دونالد ترامب مؤخرا السفر إلى المنطقة لأحصل على الصورة المباشرة لما يمكن عمله".


* "دون أى اتجاه واضح"


بصراحة لا مواربة فيها لخص الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التواصل الأمريكى على المستوى العالمى بأنه "محصور فى موقع ما بين سياسة الانعزال والنهج العسكرى دون أى اتجاه واضح فى السياسة الخارجية باستثناء بضعة ملفات بارزة استثنائية".


ومثل كل الإدارات الإقليمية الرئيسية فى وزارة الخارجية الأمريكية لم يعين حتى الآن دبلوماسى دائم للشؤون الأفريقية. ويدير مكتب الشؤون الأفريقية الدبلوماسى دون ياماموتو بصفة قائما بأعمال مساعد وزير الخارجية.


ورغم أن لياماموتو خبرة بالشؤون الأفريقية يقول دبلوماسيون إن إدارة أى مكتب من مكاتب وزارة الخارجية من خلال قائم بالأعمال يعنى أن المسؤولين فى الدول الأخرى ينظرون إلى هذا المسؤول على أنه لا يحظى بالدعم الكامل من البيت الأبيض وأن نفوذه محدود فى الداخل.


وقال الدبلوماسى الأفريقى الثانى "يبدو أنهم يعولون بشدة على سفرائهم على الأرض وليس لهم نهج يتركز على واشنطن فى علاقاتهم بأفريقيا".


وفى أغسطس آب الماضى سافر الممثل التجارى الأمريكى روبرت لايتهايزر إلى توجو فى غرب أفريقيا لمراجعة اتفاق للتجارة الحرة مع دول جنوب الصحراء الأفريقية لكن المباحثات انتهت دون التوصل إلى قرار.


اقرأ أيضًا


الصرفي: المعرض الدولي للمياه في أفريقيا والشرق الأوسط لنقل الخبرات