"تحرير الرقة".. هل يصبح مشكلة للأكراد المنتصرين؟
ربما يرحب العالم بأخبار تحرير الرقة من تنظيم "داعش" إلا أن الواقع يشير إلى أن الأمر قد يتسبب في تعقيد الحرب السورية أكثر والسبب تركيا.
وبحسب وسائل إعلام سورية فإن قوات سوريا الديموقراطية التي حررت المدينة رفعت أعلامها على المدينة في غياب أعلام الفصائل العربية، ما أثار غضب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما بدا وكأنه تهميش لدور الفصائل العربية المتحالفة مع الأكراد في تحرير المدينة.
الغضب التركي
ولكن الغضب الأكبر كان من جانب تركيا التي أعلنت عنه صراحة بسبب رفع صورة عبد الله أوجلان الزعيم الكردي الشهير.
وقال أردوغان، أمس الجمعة، بحسب قناة TRT التركية "تم رفع صورة لزعيم الإرهابيين في الرقة، كيف لأمريكا أن توضح ذلك".
فيما قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم إن "تعليق صورة زعيم حزب العمال الكردستاني الإرهابية بالرقة يضر بشكل كبير بعلاقات التحالف بين أمريكا وتركيا".
أما المتحدث باسم البنتاجون الأمريكي فرفض التعليق على الصورة من الأساس.
وذلك علمًا بأن "قوات سوريا الديموقراطية" هو الاسم الذي اقترحته الولايات المتحدة لصناعة سمعة جديدة لوحدات حماية الشعب الكردية فرع حزب العمال الكردستاني بسوريا والذي يعد تنظيمًا إرهابيًا في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
مشكلة للأكراد
كان ذلك الوصف الذي استخدمته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية للتعليق على تحرير الرقة، حيث قالت في تحليل لها إن الانتصار بالرقة يجلب المشاكل للمنتصرين مثلهم مثل المهزومين، وذلك لأن قوات سوريا الديموقراطية الكردية ذات التسليح الأمريكي وجيدة التنظيم ستجد نفسها في سؤال صعب: هل تتخلى عنهم واشنطن من أجل أنقرة الحليفة، أم تستمر في دعمهم؟
كما أن حلمهم في تكوين منطقة فيدرالية كردية بسوريا يواجه المتاعب فهم يقاتلون في مناطق ذات أغلبية عربية سنية لا يمكن أن يسيطروا عليها للأبد.
ويكفي النظر لسيناريو كردستان العراق في كركوك لمعرفة أن العرب في هذه المناطق سيرفضون الحكم الكردي.
كما أن تحرك القوات الكردية السورية من الرقة لمحافظة دير الزور يجلب معه مخاوف وقوع مصادمات مع الجيش السوري الذي يقاتل هناك ضد داعش.
وفي كل الأحوال فإن معارك دير الزور من المؤكد أنها ستكون أصعب من عمليات الرقة بكثير، لأن المحافظة تنتج 50% من النفط السوري ولن يتخلى عنها الجيش السوري أو داعش، أي أن هناك احتمال وقوع معارك ثلاثية الأبعاد.
هل تتدخل تركيا ضد الأكراد في الرقة؟
يعتمد هذا على سؤال: إلى أن درجة يمكن أن يزداد الخلاف بين واشنطن وأنقرة؟، أو إلى أي مدى يمكن لواشنطن أن تتخلى عن الأكراد حاليًا؟.
فبحسب تقرير سابق لصحيفة "وول ستريت جورنال" فإن تركيا تعمل على لعبة توازنات في سوريا، فهي تتقارب بعض الشيء مع روسيا مع الحفاظ على العداء لبشار الأسد، وتهاجم الأكراد شمال البلاد ولكن تحافظ على العلاقات مع واشنطن.
اقرأ أيضًا