التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 07:16 م , بتوقيت القاهرة

القضاء اللبناني يصدر حكما بالإعدام لمنفذ اغتيال الرئيس السابق بشير الجميل

أصدر القضاء اللبناني، اليوم الجمعة، حكما غيابيا بالإعدام بحق حبيب الشرتوني بعد إدانته بقتل الرئيس اللبناني الأسبق بشير الجميل منذ 35 عاما.


واغتيل الجميل في 14 سبتمبر 1982 بعد عشرين يوما على انتخابه رئيسا للبنان، في تفجير استهدف مقر حزب الكتائب اللبنانية فى منطقة الأشرفية ذات الغالبية المسيحية في بيروت.


واعترف الشرتونى، العضو فى الحزب السورى القومى الاجتماعى القريب من سوريا، بعد توقيفه حينها بعملية التفجير التي أودت بحياة الجميل و23 شخصاً آخرين، لكن الشرتونى فرّ من السجن في 1990.


وأصدر المجلس العدلى المتخصص بالجرائم الكبرى التى تمس أمن الدولة في لبنان حكما بإنزال عقوبة الإعدام بحق الشرتونى، وتجريده من حقوقه المدنية بعد إدانته بارتكاب الجريمة عمدا وعن سابق تصور وتصميم، وفق ما نقل مراسل فرانس برس من قاعة المحكمة.


وأنزلت المحكمة أيضا حكم الاعدام غيابيا بحق المسئول السابق فى الحزب السورى القومى الاجتماعى نبيل العلم بعد إدانته أيضا "بالقتل عن سابق تصور وتصميم"، وكان متهما بالتخطيط للاغتيال، وقد تداولت الصحف خبراً عن وفاته فى مايو 2014.


واعتبر الحكم أن الشرتونى والعلم ارتكبا "جرم الإرهاب الذي أفضى إلى قتل رئيس جمهورية لبنان وشكل اعتداء على أمن الدولة".


وقالت زوجة الرئيس الأسبق صولانج الجميل بعد خروجها من قاعة المحكمة "اليوم استعاد بشير وشهداء 14 أكتوبر بعض حقوقهم لأن خسارة بشير ورفاقه لا تُعوض".


وهتف مؤيديون للحكم من حولها "بشير حي فينا"، ودعا حزب الكتائب للتجمع في ساحة ساسين فى الأشرفية احتفالا بالحكم.


وفرضت القوى الأمنية طوقا مشددا حول قصر العدل في بيروت، وفي منطقة قريبة، تظاهر العشرات من الحزب السوري القومى الاجتماعي رافعين صور الشرتونى، وأخرى للجميل مع رئيس الحكومة الاسرائيلى السابق أرييل شارون.


وكان الجميل يعد من ألد اعداء النظام السورى فى تلك الفترة وحظى بشعبية واسعة خصوصاً بين المسيحيين، بينما كانت شريحة أخرى كبيرة من اللبنانيين تكن له العداء بسبب علاقاته مع اسرئيل التى اجتاحت لبنان فى العام 1982.


وبعد اغتيال الجميل، ارتكبت ميليشيات مسيحية لبنانية موالية للجميل مجزرة كبيرة فى مخيمى صبرا وشاتيلا الفلسطينيين في بيروت، فى ظل انتشار اسرائيلى على بعد أمتار قليلة من المخيمين. وخلصت لجنة تحقيق اسرائيلية بعد سنوات طويلة إلى "المسؤولية غير المباشرة" ولكن الشخصية لوزير الدفاع الاسرائيلي آنذاك ارييل شارون، عن مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا.


وعقد المجلس العدلى فى نوفمبر العام 2016 أولى جلسات المحاكمة غيابياً فى قضية اغتيال الجميل.


وحالت ظروف الحرب اللبنانية ثم النفوذ الذى مارسته سوريا خلال وجود قواتها فى لبنان في كافة مفاصل الحياة السياسية قبل العام 2005، دون بدء المحاكمة فى قضية اغتيال الجميل، على رغم صدور قرار ظنى فيها في العام 1996.


وأعيد فى السنوات الاخيرة تحريك الملف لكن بطء الآية القضائية في لبنان حال دون بدء المحاكمة فى الفترة السابقة.


وأوقفت السلطات اللبنانية بعد عملية الاغتيال الشرتونى الذي اعترف، وفق القرار الظني، بتنفيذ الجريمة، إلا أنه بعد ثمانى سنوات تمكن من الفرار من سجنه في 13 أكتوبر 1990، مع دخول الجيش السوري إلى شرق بيروت. وبقيت ملابسات فراره من السجن غامضة.


ولم يظهر الشرتوني منذ ذلك الحين الى العلن، باستثناء بعض الظهور النادر فى الاعلام. ونشرت صحيفة "الاخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله مقابلة معه قبل يوم على اعلان الحكم، قال فيها، بحسب الصحيفة، ان محاكمته "سياسية بامتياز ولا تعيرُ القوانين المُشرَّعة أية أهميّة".


وباستثناء الصورة التى تم تداولها له بعد اعتقاله، لم تنشر أى صورة للشرتونى ويبقى شكله حالياً مجهولاً.


أقرا أيضا..


ماكرون: السيطرة على الرقة ليست نهاية المعركة ضد داعش