التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 10:26 م , بتوقيت القاهرة

تحرير الرقة.. من يحكم عاصمة داعش بعد طرده؟

مع حتمية هزيمة تنظيم داعش في معركة الرقة، بدأت تظهر علامات معركة أخرى وهي من سيحكم المدينة التي كان داعش يتخذها عاصمة له.


معركة متعددة الأطراف


رسميا كانت العمليات العسكرية في الرقة منذ الصيف الماضي تتم على يد قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، بجانب عمليات محدودة من الجيش السوري مدعوما بالغارات الجوية الروسية، ومن جهة ثالثة كانت هناك عمليات أخرى من قوات الجيش الحر الدعوم من تركيا.


وهو ما يعني أن المعركة كانت قتالا ضد داعش وسباق بين 3 فرق على أرض سوريا.


قوات سوريا الديموقراطية


ولكن مع الوقت أصبحت عمليات الجيش السوري متركزة على عرسال والقلمون ثم دير الزور الغنية بالنفط أما تركيا والجيش الحر فركزت معاركها مؤخرا على إدلب وجبهة النصرة.. مما ترك المجال مفتوحا أمام القوات الكردية ومعها التحالف الدولي.


من يحكم عاصمة داعش بعد السقوط


بحسب موقع BBC تم الإعلان عن تشكيل "مجلس الرقة المدني في أبريل الماضي برئاسة عربية وكردية وكان مقره في بلدة عين عيسى أي ليس بالرقة نفسها حيث تقع البلدة شمال المدينة وبالتحديد في المناطق تحت السيطرة الكردية.



وشارك في الاجتماع التأسيسي للمجلس نحو 100 شخصية من كرد وعرب وتركمان الرقة بحضور قيادات من مليشيات قسد، وصرح روبرت جونز نائب قائد التحالف الدولي بأن التحالف جاد في دعم المجلس لتولي إدارة المدينة بعد طرد داعش منها.


ولكن هناك علامات على أن الأمور لن تسير بسهولة، فهناك مشكلة التركيبة السكانية للمدينة وأغلها من العرب السنة، مع أقلية كردية، ورغم أن المجلس المدني يجمع العرب والأكراد إلا أن الأكراد أصحاب السيطرة فيه.


كما أن طبيعة المنطقة يغلب عليها الطابع العشائري ولذا ستكون الجهة الوحيدة التي يعتمد عليها في تنظيم دفاع مسلح عن المدينة هي المليشيات الكردية التي دعمتها الولايات المتحدة بالسلاح باعتبارها "أفضل حليف على الأرض ضد داعش" بحسب وصف الخارجية الأمريكية.


ولا ننسى أن أكراد سوريا هم أيضا لديهم طموحات في إنشاء منطقة حكم ذاتي تؤهلهم فيما بعد لإجراء استفتاء للانفصال عن سوريا على غرار استفتاء كردستان ومن المعروف أن المليشيات الكردية عملت طوال الحرب في سوريا على توسيع مناطق نفوذها بغية فرض موقف على أرض الواقع.


وهو ما صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم محذرا منه الاسبوع الماضي قائلا إن دمشق لن تسمح بانتهاك سيادة الدولة.


 ولم يلق الإعلان عن المجلس المدني حماسة لدى السلطات السورية أو المعارضة الممثلة بالائتلاف السوري المعارض. ويرى الائتلاف أن المجلس المدني مجرد واجهة لوحدات حماية الشعب الكردية، ويخشى ضم المحافظة لاحقاً إلى الفيدرالية التي تم الإعلان عنها في شمال البلاد أخيراً.


سد الطبقة


ما أهمية تحرير الرقة؟


بحسب وكالة هاوار الكردية فإن المدينة تعد موقعا استراتيجيا هاما فهي نقطة إلتقاء الطرق التي توصل مناطق شمال شرق سوريا والشمال الغربي من البلاد.


كما تضم منشأت حيوية مثل سد الفرات وسد الطبقة وهي السدود التي تعد أهم مصادر المياه للشرب والزراعة وتوليد الكهرباء في سوريا.


أما في الجهة الجنوبية فهناك مطار الطبقة العسكري ومنه يمكن شن الغارات على مناطق واسعة في البلاد، حتى وإن كانت المدينة نفسها في الجزء الصحراوي من سوريا.


وبما أن تحرير المدينة سيكون على يد القوات الكردية فإن هذا يعد نصرا غير مباشر للولايات المتحدة، وهو مالا تريده روسيا التي تؤيد الجيش السوري وقامت معه بتحرير مدينة تدمر.


ولذا نجد وسائل الإعلام الروسية والإيرانية تشكك في جدية العمليات بل إن قنوات إيرانية اتهمت التحالف الدولي بأنه يترك مقاتلي داعش يخرجون من المدينة بدون محاسبة، وهو ما نفاه التحالف الدولي تماما.


اقرأ أيضا


من إرهابيين إلى مدنيين.."المصلحة أولا" شعار حزب الله والتحالف مع "داعش"