حقوقيون: مصر واجهت الإرهاب نيابة عن العالم وعلى المجتمع المدني مساعدتها
حاربت مصر الإرهاب خلال السنوات الماضية، وما زالت تمضى في طريقها لتقويض مخططات الجماعات الإرهابية، ولم تتخلَ مصر عن دورها في محاربة قوى الشر منذ قيام ثورة 30 يونيو حتى الآن، لتسطر كل يوم إنجازًا جديدًا في رصيدها المُشرِّف كأول دولة تنبهت لخطورة الإرهاب، وهو ما أدركته دول العالم في وقتٍ متأخرٍ، فإذا بها تسقط فريسة تحت مقصلة الإرهاب لتدفع ثمن هذا التجاهل.
تقويض الجماعات الإرهابية
وأكد المحامي محمود البدوي، المحامي بالنقض والدستورية العليا، ورئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الإنسان، أن مصر تولت محاربة الإرهاب نيابة عن العالم، وهو ما أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام اجتماع الدورة الـ 72 للأمم المتحدة، وكذا اجتماعات مجلس الأمن على هامش تلك الدورة.
وأشار"البدوي" في تصريحات خاصة لـ" دوت مصر"، أن مصر تحملت عناء تقويض الجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي تمتلك دعمًا لوجيستيًا لتهزمها في الداخل، في الوقت الذي فشل فيه العالم في مواجهة الإرهاب.
واستطرد "البدوي"، أن مصر استطاعت أن تقف أمام الإرهاب، وضد تقسميها من قبل مخطط الدول الإمبريالية لتفتيت الشرق الأوسط ضمن النهج الذي قادته الدول العظمى لتفتيت الشرق الأوسط، وهو المخطط الذي تحقق له النجاح بدول الجوار بليبيا وسوريا والعراق واليمن، إلا أنه فشل فشلًا ذريعًا بمصر، قلب العروبة وحاملة لواء السلم والأمن العربي وذات الخلفية الحضارية والثقافية والموقع الجيوبلوتيكي المتميز والذي أهلها لاعتلاء هذا الدور.
صحة رؤية القيادة السياسية بمصر
ونبه "البدوي" أن الراصد الجيد للتحولات السياسية والاقتصادية والأمنية التي ضربت المنطقة العربية منذ يناير 2011، وما تلاها من تحولات أدت بالتبعية إلى محطة هامة في الواقع السياسي المصري في 30 يونيه 2013 وما تلاها من أحداث وتداعيات، يتضح له مدى تفرد وصحة رؤية القيادة السياسية المصرية، واستشرافها للمستقبل القريب ومدى خطورة التنظيمات الإرهابية التي باتت أكثر شراسة وتطور، ومدعومة بالمال والعتاد المتطور والمعلومات المخابراتية المتطورة دقيقة بدقيقة، وخاصة بعد خطاب طلب تفويض الشعب لمواجهة مخاطر الإرهاب المحتمل، ليكون الشعب المصري ظهيرًا قويًا له يفوضه في صد هجمات الإرهاب المحتمل.
في السياق ذاته، أكدت الحقوقية سالي الجباس، مدير مركز "سيزا نبراوي"، أنها فخورة بدور مصر الذي استبق المستقبل، بفضل رؤية قيادتها السياسية، ففي الوقت الذي تجاهلت بعض الدول أحداث العنف التي تمر بها مصر، وقللت من كونه إرهابًا حقيقيًا استنادًا إلى التعريف الدولي للإرهاب، الذي يعتبر مفهوم الإرهاب هو خطف الطائرات أو تهديد ركابها أو تعريض حياتهم للخطر أو تحويل مسار الطائرات وخطف واحتجاز رهائن وقتل دبلوماسيين أو ممثلي الدول والقضاء ورجال الشرطة والقادة العسكريين أو انتهاك حريتهم الأساسية، إلا أنها ندمت على هذا التصور الخاطئ، الذي أثبت أن الإرهاب مرعب بكل تفاصيله، حتى وأن بدا للعين أن حوادثه صغيرة، إلا أن خطورته تكمن في تمدد أذرعه.
مشاركة المؤسسات المدنية في مواجهة الإرهاب "ضرورة"
ودعت "الجباس" إلى عدم الاعتماد فقط على جهود كلا من الجيش والشرطة لمواجهة الإرهاب،رغم أهمية عدم الاستغناء عنها، ولكنها دعت في الوقت ذاته إلى دعوة المؤسسات المدنية ومؤسسات الدولة، للاشتراك في تلك الحرب، وأبرزها المؤسسة الدينية لقيادة تفسيرات دينية تناهض سبل خداع الشباب صغير السن قليل الخبرة بمعاني القرآن الكريم السمحة، للقضاء على فكر الفرق الداعشية والجماعات المتطرفة.
الخطب الرنانة سلاح غير كاف للتصدى للإرهاب
ونبهت إلى ضرورة أن نواجه الإرهاب ليس فقط على مستوى الخطب الرنانة أو البيانات الصحفية التي تشجب وتدين، ولكن على مستوى المحافل الدولية، والمشاركة في صناعة استراتيجية عالمية لمحاربته، أما داخليًا يجب العمل على تعزيز الحقوق الاجتماعية والسياسية وسيادة القانون والإصلاح الديمقراطي والقضاء على البطالة والفقر، الذي يدفع بآلالاف من الشباب للالتحاق بالتنظيمات الإرهابية، وفتح مراكز تدريب و تأهيل خاصة بالشباب تنمي قدراتهم وتعزز مواهبهم لكسر حالة الجمود لديهم، وأخيرًا مكافحة عمليات الفساد الإداري والرشوة في جميع مرافق.
على جانب مواز طالبت النائبة نشوى الديب، أن تقوم المؤسسات المدنية بدورها في محاربة الإرهاب، وعلى رأسها وزارة الثقافة التي انتقدت غياب دورها، وهى تؤكد أننا نحارب الإرهاب برجل معاقة، دون باقي المؤسسات المدنية لنترك فقط كلًا من رجال الشرطة والجيش في مواجهة تلك الحرب، وتابعت، أن المثقفين يعزفون عن محاربة الإرهاب، ولا يقومون بدورهم في ذلك.