التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:04 م , بتوقيت القاهرة

تفاصيل "معاناة أهل القدس من عنصرية الاحتلال" بندوة في لندن

عقد منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني ومرصد الشرق الأوسط في لندن ندوة حول معاناة أهل القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي، ومعاناة الفلسطينيين من العنصرية في دولة الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم استضافة وفد مكون من أربع شخصيات فلسطينية وقادة مجتمع محلي قدموا من ألاراضي المحتلة، في لندن  للتوعية عن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة.


وأكد الدكتور داود عبد الله، مدير مرصد الشرق الأوسط  في لندن، أهمية هذه الزيارة، نظرا للانتهاكات المستمرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني والذي يمس أمن وسلامة الأبرياء وهو ما لا يشعر به الغرب كون هذه الانتهاكات غير موجودة هنا في الغرب.


وذكر عبد الله، في الندوة التي أدارها مديرة المشاريع في يوروبال رغد التكريتي، مأساه عائلة شماسنة في منطقة الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، الذين طردوا من منازلهم بعد 54 عاما، بعد ادعاء عائلة يهودية ملكية المنزل قبل عام 1948 حيث وصف منظر الجد البالغ من العمر 84 عاما والذي كان يبكى وهو يرى ممتلكاته تتم إزالتها أمام عينيه بالمأساوي .


وأشار أيضا إلى هدم مدرسة للأطفال في بيت لحم، مؤكدا أنه يتم حرمان الأطفال الفلسطينيين حقا من الحقوق الأساسية وهو حق التعليم. وقال "إن هذا بالتأكيد ليس وضعا طبيعيا أبدا"، وأشار إلى أن هذا الوضع لا يمكن تبريره أو القبول به على الإطلاق".


المحامي فراس صباح، مدير منظمة ميثاق لحقوق الانسان في القدس كانت له مداخلة في الندوة تحدث فيها عن القيود المفروضة على حرية العبادة للمسلمين، وبشكل خاص خلال الأحدات الأخيرة بالمسجد الأقصى، حيث سمح للمستوطنين اليهود باقتحام الحرم الشريف بينما منع المصلين الفلسطينيين من الدخول.


واختتم كلمته بالإشارة إلى زيارته لبريطانيا، حيث أعرب عن أمله في أن يتمكن الوفد من رفع مستوى الوعي بالانتهاكات اليومية التي تقوم بها دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين.


أما الأب عبدالله يوليو- من بطريكية الروم الكاثوليك في القدس فقد وصف دوره بالوفد بأنه "صوت من لا صوت لهم" حيث أدان محاولات إسرائيل وبعض وسائل الإعلام عرض الصراع العربي الإسرائيلي على أنه صراع ديني وشدد بدلاً من ذلك على وحدة الفلسطينيين بغض النظر عن الدين أو المعتقد. واستشهد بذلك بواقعة إغلاق المسجد الأقصى الاخيرة في يوليو الماضي، مسلطا الضوء على كيفية وقف المسلمين والمسيحيين معا في وجه الاحتلال للدفاع عن الحرم القدسي. ثم ختم باقتباس من المطربة الشهيرة فيروز حيث قال: "البيت لنا والقدس لنا وبأيدينا سنعيد بهاء القدس".


 المحامي خالد زبارقة، محامي حقوق إنسان، وهو محامي الشيخ رائد صلاح بعد إعادة اعتقاله الشهر الماضي، أشار خلال مداخلته عن دور بريطانيا في نشأة إسرائيل، بما في ذلك إعلان بلفور لعام 1917 الذي أعطى "وطناً" لليهود . وبعد الحديث عن جرائم إسرائيل، سأل الجمهور مرارا وتكرارا: "هل هذا هو النوع الذي كانت تريده بريطانيا أن تراه في الشرق الأوسط".


المحامي إياد مسك  مدير الدائرة القانونية في الهيئة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمحررين  تناول أيضا موضوع الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، لا سيما فيما يتعلق بالاعتقالات الجماعية التي يتعرضون لها.


وقال إنه وفقاً للقانون الإسرائيلي من المفترض أنه لا أحد يتمتع بالحصانة من الاعتقال وأن معاملة اليهود والعرب من المفترض انها على حد سواء في هذا الجانب، ولكن الواقع على الأرض مختلف تماماً حيث إن الفلسطينيين هم الذين يتعرضون للتمييز دوماً.  فعلى سبيل المثال، يتم توجيه تحذير مسبق إلى الإسرائيليين في حال طلبهم  للمحاكمة، في حين يتم احتجاز الفلسطينيين ومداهمة ممتلكاتهم وتدميرها.


وقال زاهر بيراوي، رئيس منتدى التواصل، إن الهدف من زيارة الوفد هو نقل معاناة أهلنا في بيت المقدس وفِي مناطق الـ48 إلى السياسيين البريطانيين وإلى شرائح مختلفة من المجتمع البريطاني. وخاصة بعد التطورات الأخيرة التي جرت في القدس في أعقاب محاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع أمني جديد في ساحات الأقصى وعلى بواباته، والتي أفشلتها الهبة الشعبية لأهل القدس.


وأضاف بيراوي أن هذا الوفد يأتي ضمن سياسة المنتدى للتواصل مع السياسيين في أوروبا عموما وبريطانيا خصوصا وكذلك لتكريس الرواية الفلسطينية لطبيعة الصراع ولتوضيح حجم المعاناة الفلسطينية تحت الاحتلال، ولحث القوى المؤثرة في المجتمعات الأوروبية للتدخل لإنهاء المعاناة الفلسطينية وانهاء الاحتلال.


ويستعد الوفد اليوم الأربعاء للاجتماع بقيادات من حزب "الشين فين" ومع عدد من مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات التضامنية والقيادات الدينية الأيرلندية، قبل ان يعود لاستكمال برنامجه في لندن والذي يشمل عددا من اللقاءات مع أعضاء مجلسي النواب واللوردات في مجلس العموم البريطاني.


وأجرى الوفد جولة في مدينة بلفاست اطلع خلالها المعالم الرئيسيّة المهمة في التاريخ الحديث لأيرلندا الشمالية ووقف عن قرب على التجربة الإيرلندية في النضال من اجل الحرية، وذلك كجزء من زيارته لأيرلندا التي تهدف الى بناء وتوثيق العلاقات مع البرلمانيين والسياسيين ومع المنظمات المجتمعية في بريطانيا وأيرلندا بهدف  حشد الدعم الرسمي والشعبي للحقوق الفلسطينية، ومن أجل حثهم على اتخاذ مواقف إيجابية وعملية تساعد في الوصول إلى تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط. وكذلك من أجل وضعهم بآخر التطورات في الأراضي المحتلة عموما وفِي القدس ومناطق الـ48 على وجه الخصوص.