التوقيت الجمعة، 10 يناير 2025
التوقيت 05:31 م , بتوقيت القاهرة

زعيمة بورما.. عندما ترتدي الديمقراطية «القناع المخجل»

يقول برنارد شو، إن الديمقراطية لها عيب خطير، تتمثل في أنها تجعلك تستمع لآراء الحمقى، لكن في حالة زعيمة بورما، سان سو تشي، فإن عيب الديمقراطية يظهر في كونها "ديمقراطية" فقط مع ما يتفق مع عقائدها ومصالحها، وعدم ممانعة قتل وتعذيب الآخر، طالما أن السواد الأعظم من النظام البورمي أباح ذلك، وطالما أن صمت المجتمع تحول لعلامة رضا، لم يلبث أن ظهر على الزعيمة الفائزة بـ "نوبل" ليتحول إلى وصمة عار.


مذابح المسلمين؟ لا تبالغون


لو كانت "دبلوماسية" زعيمة بورما بعد فوز حزبها بأغلبية الانتخابات البرلمانية عام 2015، في عدم التعامل بشكل جدي مع الأزمة واستمرار حملات الإبادة التي يلقاها مسلمو الروهينجا مفاجئًا، فإن تصريحات سان سو تشي قبل أيام كانت صدمة لمؤيديها دوليًا، فمع كلمات من قبيل: "نحن نحمي شعبنا من الإرهاب" و"البوذيون أيضًا يفعلون ذلك (تقصد حملات الإبادة) بدافع الخوف" وأيضًا: "يوجد اضطهاد للمسلمين وللبوذيين كذلك"، تشرح بشكل واضح أنها لا ترى في الأزمة أي "أزمة".


عندما سئلت في مؤتمر صحفي، ما إن كان الروهينجا ضحايا للتطهير العرقي، قالت الزعيمة البورمية:" لا تبالغون" مضيفة أن الأخبار المغلوطة والشائعات هي من تسببت في ارتفاع حدة الأزمة مع المسلمين.

الروهينجا

مذابح المسلمين؟ نعيش وضعًا صعبًا


بالعودة لمحرك البحث، يتبين أن تصريح سان سو تشي هو نفسه عندما اشتعلت القضية عام 2015، فقالت في مؤتمر صحفي بحسب "رويترز"، في معرض إجابتها عن سؤال يتعلق بالروهينجا: "لا تبالغون، ميانمار كلها تعيش وضعًا مأساويًا"، لم تتغير الرؤية تجاه القضية منذ سنتين بحسب "تصريحاتها" فقط، وليس مستبعدًا أن تكون الرؤية هي نفسها حتى وهي تتسلم جائزة نوبل للسلام عام 1991، فكيف تتغير الرؤية الآن؟

زعيمة بورما

الأمم المتحدة تحمل سلطات بورما المسؤولية


رغم التصريحات المتحفظة قليلًا التي أطلقها المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، الخميس بقوله، إنه لا يجوز تسمية ما يحدث ضد المسلمين في ميانمار "إبادة جماعية"، لأن ذلك يستلزم تحقيق قانوني، إلا أنه أقر في الوقت نفسه أن الأزمة في بورما مشتعلة، وأن "المسؤولية الرئيسية حول حماية السكان في راخان تقع على عاتق السلطات في ميانمار".


"صمت مخجل"


مع عاصفة الانتقادات التي تلقتها الزعيمة البورمية على عدم مساهمتها في حل أزمة الروهينجا، قد يظن البعض أن هذه التعليقات السلبية طرفها المسلمين فقط في العالم مثل منظمة "إيسيكو"، التي طالبت بسحب جائزة نوبل من سو تشي، إضافة لوصف ناشطين لها بأنها مجرمة وإرهابية، لكن الواقع أن الأمم المتحدة دعت في ديسمبر الماضي الزعيمة البورمية إلى "الإنصات لصوت ضميرها ومخاطبة شعب ميانمار مباشرة"، والتوجه إلى راخان للتأثير على قوات الجيش التي ترتكب أعمال العنف ضد المسلمين هناك، والتي تسببت في هجرة نحو 123 ألف شخص إلى بنجلادش بحسب آخر إحصائيات المنظمة الدولية.


كما انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها الأربعاء، صمت سان سو تشي واصفة تصرفها بـ"المخجل"، لاسيما أنها كانت مسجونة سياسية ومناضلة ضد الحكم العسكري لبلادها.


اقرأ أيضًا..


مناضلة بلا دور وأقلية مضطهدة.. العالم خذل مسلمي "الروهينجا"