بتحالف قطري تركي إيراني.. الدوحة تعاند مطالب الدول الأربع
لم يدخر الطرف القطرى جهدًا في إفساد جميع الحلول الدبلوماسية لحل الأزمة القطرية الأخيرة؛ تعنتًا منه كأحد أساليب قطر مؤخرًا في التعامل مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن تعمد تنظيم الحمدين - حكومة قطر - التوجه إلى الدول التي تتدخل في شؤون الدول العربية، بهدف بث الفوضى وتحقيق أهدافها الخاصة.
ان قطر تحاول منذ بداية إشكاليتها مع الدول الأربع، بعد ثبات الدعم القطري للإرهاب وزعزعة الإستقرار في المنطقة، كسب حلفاء جدد حتى وإن كان على حساب الأشقاء، الأمر الذي بدا واضحًا من التحركات القطرية الأخرية، بالأخص في اتجاه طهران وأنقرة، ويرصد "دوت خليج" ماهية تلك التحركات، كالتالي:
تحدي
التقارب القطرى - الإيرانى ليس بجديد ولكن كان يتم بالشكل الذى لا يفسد العلاقات بين قطر والسعودية قبل إندلاع إشكاليتها، ولكن تصعيد الأزمة وفشل الدبلوماسية والوساطة في حلها جعل قطر تفكر في تحدي الأشقاء، وبدلًا من تنفيذ المطالب العربية، التي كان في مقدمتها تخفيض التمثيل الدبلوماسية والتعامل مع إيران، اتجهت للتحالف والتقارب معها وبشكل علني.
في البداية تحركت قطر دبلوماسيًا تجاه إيران من خلال إعادة السفير القطري في طهران لمباشرة عمله، وذلك بعد أن تم سحبه إثر قطع السعودية لعلاقاتها الدبلوماسية مع إيران في يناير من عام 2016، ولم تكتف قطر بالتحرك الدبلوماسي وإنما استخدمت أذرعها الإعلامية لتدعيم تلك العلاقات، ودعمت الجزيرة الجماعات الموالية لإيران في بلدة العوامية السعودية، وتحولت التغطيات الإعلامية في صالح الحوثيين بدلًا من التركيز على دور التحالف الذي تقوده السعودية، إلى جانب دعم حملة الرئيس الإيراني، حسن روحاني الإنتخابية، وغيرها الكثير من الأمثلة.
كما بدأت قطر في تعزيز العلاقات التجارية بينها وإيران، فمن المتعارف عليه سياسيًا أن المصالح الاقتصادية هى المحرك الدائم للعلاقات الدولية.
مشاركة لأحلام أردوغان
بالنظر إلى مطالب الدول العربية الأربع؛ فإن التعاون العسكري بين تركيا وقطر كان أحد أهم أسباب المقاطعة، وبدلًا من أن تخفض قطر ذلك التعاون لحل الأزمة بحسب المطالب العربية، اتجهت لزيادة التعاون مع تركيا، وسرعت قطر من اتفاقيات التعاون العسكري بين البلدين، وجاءت تصريحات وزير الاقتصاد التركي التي أكدت على المشروع المستقبلى وهو إقامة طريق سريع بين قطر وتركيا عبر إيران من أجل نقل الصادرات التركية، وتسهيل التبادل التجاري بين الطرفين، كبديل عن العقوبات الإقتصادية التي فرضت عليها من قبل دول الخليج .
تحالف إقليمي متوقع
كثير من التقارير توقعت اتفاقية مشتركة لعقد تحالف اقليمي بين قطر وتركيا وإيران، ولعل هذا السيناريو هو الأقرب فى الوقت الحالي، وخاصة في ظل حديث الأذرع الإعلامية القطرية، حول ضرورة انسحاب قطر من دول مجلس التعاون الخليجي، من خلال شنّ حرب إعلامية شرسة ضد مجلس التعاون الخليجي، محرضة القطريين ضده تمهيدًا لتحقيق ذلك، ويشير الخبراء والمتخصصون إلى أن تلك الخطوة إن تمت فإنها تمهيدًا واضحًا لإعلان تحالف قطري تركي إيراني، دون أى اهتمام من قبل تنظيم الحمدين - حكومة قطر - بالأشقاء، وصالح المنطقة الأمني.
إقرأ أيضًا
منى غانم المري: إعلام قطر يكشف وجهها الحقيقي
خاص| خبير بالشأن الإيراني: قطر ستكون بوابة إيرانية لتصدير الأزمات