في الوقت الذي تتواصل فيه جهود السلطات السعودية سواء على المستوي الأمني أو الحضاري لتطوير حي المسورة في منطقة العوامية، شرقي المملكة، تسعي إيران وقطر لعرقلة هذه الجهود إعلاميًا عن طريق بث الشائعات والأكاذيب، في إطار دورهما الداعم للتطرف والإرهاب بالمنطقة.

هذه الأكاذيب المتعمدة كانت لها الرياض بالمرصاد، حيث كشف المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني عن رصد مواد إعلامية قطرية بلغت 94 مادة تحاول الترويج لأكاذيب بشأن العمليات الأمنية بمنطقة "العوامية"، ووصفها بـ "الحملة القمعية" كما ورد في النسخة الإنجليزية للجزيرة، وهو ما يتفق تمامًا مع مزاعم طهران المتكررة.

إرهاب العوامية

في أعقاب أزمة إشتعال أزمة قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وتحديدًا في مطلع الشهر الماضي، تزايدت وتيرة الهجمات الإرهابية ضد الشرطة السعودية في حي المسورة بمنطقة العوامية، وفي إثر ذلك اجتاحت حالة من الغضب المملكة، وأشارت أصابع الاتهام إلي العلاقة بين الهجمات الإرهابية التي تشهدها منطقة العوامية، وتنظيم الحمدين – حكومة قطر -، وهو ما أكده مستشار الديوان الملكي السعودي سعود القحطاني، بالحديث عن تلك العلاقة المشبوهة بين قطر وإرهابيي العوامية، مستشهدًا بعلاقة قطر بمليشيات إيران، والحشد الشعبي، التي كشفت عنها الحكومة العراقية في مايو الماضي، وقال: "أن المليارات التي دفعها تنظيم الحمدين لأحد الدول بحجة فك الرهائن، هي في حقيقتها لتمويل الإرهاب في العوامية".

رصد الأكاذيب

وفي إطار تزايد التقارب الإيراني القطري عقب إندلاع أزمة الدوحة، تزامنت الأكاذيب القطرية الإيرانية بشأن منطقة العوامية مؤخرًا، ما حدا بالجهات المعنية في السعودية بالتدخل للتصدي لهذه الدعاية الإعلامية السوداء، والتي لا تنفك عن التنسيق بينهما في دعم الإرهاب. 

وقال المستشار بالديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، في مطلع الشهر الحالي، إن مجموع المواد المرصودة من الإعلام المملوك لتنظيم الحمدين، وعلى رأسها قناة الجزيرة عما تصفه بـ"القمع" و "المذابح" في العوامية تجاوزت 94 مادة.

وأضاف "القحطاني"، على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "تذكرون حين قلت لكم عن دعم تنظيم الحمدين للإرهابيين في العوامية بالمال والسلاح؟ ها هم اليوم يدعمونهم على رؤوس الأشهاد"، مشيرًا إلي أن الأوامر من تنظيم الحمدين لتمرير الأجندة الإيرانية صدرت لكافة صحف إعلام الظل المملوك لهما، وكذلك صحفهما الرسمية.

منطقة حضارية

مع نجاح السلطات السعودية في تطهير "العوامية" من الأوكار الإرهابية المتحصنة بها، تتسارع الجهود لتحويلها إلي منطقة حضارية، حيث كشفت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مخطط مقترح بشأن المشاريع الجارية هناك، يركز على إعادة تأهيل الآبار القديمة وإبرازها "بشكل حديث وجميل يعكس هوية المنطقة"، وذلك بهدف تحويل المنطقة إلى معلم من معالم المملكة السياحية، إضافة إلى تفعيل الحركة الاقتصادية عن طريق إنشاء أسواق ومشاريع استثمارية تساهم في تحسين الوضع المعيشي للسكان، وتوفر فرص عمل لأكبر عدد ممكن من الشباب من الجنسين.

وتابعت الصحيفة أن أمانة المنطقة الشرقية وضعت رؤية عامة للمشروع تتضمن تحويل وسط العوامية إلى مواقع خدمية واستثمارية، حيث سيتم تقديم "خدمات تنموية ومتعددة الأغراض" لسكان العوامية بشكل خاص ومحافظة القطيف بشكل عام وتحقق عوائد استثمارية لصالح المنطقة.

وتتضمن المقترحات التي طرحت للمرحلة الأولى من المشروع سوق النفع العام، ومحلات تجارية ذات طابع تراثي، إضافة إلى المنطقة الأثرية وإنشاء مركز ثقافي ومكتبة عامة، وصالة رياضية، ومطاعم، وقاعات مناسبات رجال ونساء، ومجمع تجاري، ومبان استثمارية، وناد نسائي ورياض للأطفال، وعدد من مواقع انتظار للسيارات.

اقرأ أيضًا:

القحطاني: رصد 94 مادة إعلامية قطريه لتشوية السعودية في "العوامية"

فيديو| كيف استخدمت قطر الجزيرة في مجابهة الدول الأربعة؟

إرهاب العوامية.. قطر تواصل لعبة الدماء