حوار| الأتوبيس الذكي.. شبكة مواصلات داخلية بمواصفات عالمية
الحصول على خدمة محترمة بسعر مناسب هو أقصى أمل يبحث عنه المواطن المصري في الوقت الراهن، ولعل الدليل على ذلك هو نجاح خدمة أوبر وكريم داخل مصر.
أن تخرج من منزلك لتجد وسيلة انتقال مناسبة في انتظارك هو أمر جيد، وأن تجد تلك الوسيلة مريحة ومكيفة وبها وسائل ترفيه فهو أمر ممتاز، هذا ما ستجده داخل "الأتوبيس الذكي" الذي بدأ العمل داخل القاهرة منذ أيام قليلة كتجربة استرشادية.
وأجرى "دوت بيزنس" هذا الحوار مع الدكتور هشام طه الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات مصر، المتخصصة في مجال النقل الجماعي الذكي والمسؤولة عن تشغيل وإدارة مشروع "الأتوبيس الذكي".
في البداية، نود أن نتعرف على المخطط الذي وضعته شركتكم قبل البدء في هذا المشروع؟
المشروع ليس مجرد توفير أتوبيسات مكيفة، ولكن الفكرة قائمة على تدشين شبكة متكاملة للمواصلات، على غرار شبكة مترو الأنفاق، بحيث يكون لدينا محطات ثابتة ومعروفة، بجانب جراجات مناسبة لركن السيارات، مرورا بوجود أسطول سيارات مميز، والهدف الرئيسي لنا أن تغطي تلك الشبكة جميع مناطق الجمهورية، وتم البدء بمحافظة القاهرة وسنصل لباقي المحافظات تباعا، ولقد قمنا بالاطلاع على العديد من النماذج العالمية لعدة دول تطبق نفس المنظومة بداخلها، لذلك لن نقبل بأقل من نفس جودة الخدمة التي يتم تقديمها في الخارج.
هل تعمل شركة مواصلات مصر بمفردها في هذا المشروع؟
في الحقيقة شركة مواصلات مصر لم ولن تستطيع الوصول إلى حلمها في بناء شبكة متكاملة للنقل الجماعي إلا بالتعاون الوثيق مع مختلف الجهات المعنية، فنحن كشركة متخصصة في النقل مملوكين بنسبة 70% لمجموعة الإمارات الوطنية المتخصصة في النقل الجماعي، ولدينا تعاون مثمر مع محافظة القاهرة وهيئة النقل العام وجهات سيادية وخاصة وعامة، بجانب التعاون مع وزارات الاتصالات والنقل والإسكان والبيئة.
ببساطة شديدة نريد التعرف على آلية عمل الخدمة؟
يتوجه المواطن إلى أقرب محطة لركوب الأتوبيس، ويقوم بإخراج كارت الدفع الخاص به، وهو عبارة عن كارت مميكن ذات درجة عالية من التأمين ويكون مشحون بمبلغ مالي يحدده المواطن، ويقوم بتمرير الكارت على الجهاز الممغنط ليتم سحب قيمة الرحلة، وقبل النزول يضغط المواطن على زر الوقوف ليقوم السائق بالاستجابة له وإلى ذلك تنتهي الرحلة.
هل بدأتم تفعيل منظومة الكارت المدفوع مقدمًا؟
نحن الآن في المرحلة التجريبية، ويسمح خلالها بالحصول على تذكرة منفصلة لكل رحلة، من خلال جهاز كمبيوتر وطابعة موجودة داخل الأتوبيس، أو من خلال المحطات الرئيسية، ولكن نأمل في مرحلة قادمة أن يكون كل راكب معه الكارت الممغنط المدفوع مسبقا من أجل تقليل زمن الركوب ومنع التكدس على الأبواب، وهذا الكارت يحمل اسم "مواصلاتي" للدفع في وسائل النقل العام بالتعاون مع شركة مصر تك.
وماذا عن أسعار الخدمة؟
السعر الآن 5 جنيهات للرحلة كمرحلة تجريبية، بعد ذلك سيكون سعر الرحلة 6 جنيهات عند تعميم منظومة الكارت الممغنط، أما من لا يمتلك الكارت الممغنط فسيكون سعر التذكرة المفردة 10 جنيهات.
هل هناك تخفيضات لبعض الفئات؟
بالفعل سيكون هناك تخفيضات لطلبة الجامعات وكذلك بعض الجهات الحكومية مثل القطاع العام والجيش والشرطة وذوي الاحتياجات الخاصة، كما أننا سنقوم بفتح الباب أمام الشركات الخاصة لعمل تعاقدات تسمح لموظفي تلك الشركات بالحصول على خصومات عن كل رحلة.
كم يبلغ عدد الأتوبيسات الذكية بهذا المشروع؟
قمنا ببدء التشغيل التجريبي عبر 180 سيارة (100 ميني باص و 80 أتوبيس كبير)، وتعمل على 18 خط بالقاهرة الكبرى كمرحلة أولى.
ما هي عناصر نجاح منظومة الأتوبيس الذكي من وجهة نظرك؟
يتكون مشروع الشبكة المكيفة من عدة عناصر، أبرزها السائقين المدربين على أعلى مستوى احترافي من خلال دورات مكثفة في 9 عناصر وهي اللغة الإنجليزية والكمبيوتر وكيفية تلاشي أخطاء الغير، وتلافي الحوادث والتعامل مع الجمهور وميكانيكا السيارات، كما يتمثل العنصر الثاني في الباصات المكيفة الذكية، أما العنصر الثالث فهو تزويد كل الباصات بمنظومة الدفع الإلكتروني من خلال كروت ذكية يتراوح قيمته من 10 : 100 جنيه، والعنصر الرابع وهو التطبيق الذكي الذي يتم تطبيقه لأول مرة في مصر لتخطيط الرحلة وتحديد خط السير للعميل من خلال التطبيق وتحديد مواعيد الوصول، حيث تم تزويد التطبيق بكافة بيانات وخط سير السيارات كلها لتوفيرها أمام العميل، وسوف يتم تفعيل التطبيق خلال الربع الثالث من العام الجاري.
وماذا عن وسائل الراحة والترفيه داخل كل أتوبيس؟
كل الأتوبيسات مكيفة الهواء كما أنها تعمل من خلال مخرجين أحدهما للصعود والآخر للنزول، ومزودة بشاشة للدفع الإلكتروني والانترنت المجاني "الواي فاي" وشاشة لعرض المسارات والمحطات التالية بجانب إذاعة صوتية باسم المحطة داخل الأتوبيسات وتم تجهيز حوالي 30% من السيارات لذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن كل أتوبيس مراقب داخليا بكاميرات مراقبة وعداد أتوماتيكي لحصر عدد الركاب بالسيارة، كما أن جميع السيارات مزودة بمخرج USB وسماعات بجوار كل راكب لسماع الإعلانات المعروضة على الشاشات بدون صوت خارجي لعدم إزعاج الركاب.
البعض يتخوف من تعرض الأتوبيسات للتلف على غرار ما حدث في تجارب سابقة، فكيف تخططون لحماية سياراتكم؟
استأجرت شركة مواصلات مصر، جراجًا من محافظة القاهرة، وقمنا فيه بضخ استثمارات بلغت 3 ملايين جنيه، وتم تزويده بكل الورش والآلات اللازمة ومحطة تموين الوقود ومبان إدارية ومغسلة لتنظيف المركبات، هذا بالنسبة للحفاظ على عمر السيارات، أما إذا كنت تقصد الحفاظ على نظافة السيارات فهذا أمر يعود لسلوكيات المواطن المصري والتي نراهن عليها لأنها عنصر أساسي في نجاح المنظومة.
متى يبدأ التشغيل الرسمي للمشروع؟
التشغيل الرسمي سيكون يوم 1 سبتمبر 2017.
وماذا عن وصول الخدمة لباقي المحافظات؟
الخطة الخاصة بالمرحلة الأولى تشمل تدشين 8 خطوط بمحافظة الجيزة مطلع عام 2018، ونأمل أن نغطي محافظتي القاهرة والجيزة بالكامل خلال المرحلة الأولى، بعد ذلك سنتوجه لباقي المحافظات.
في النهاية، ما الفائدة التي ستعود على المجتمع في حالة نجاح منظومة الأتوبيس الذكي؟
أعتقد أن نجاح المنظومة سيصب بالفائدة على الجميع، لنا أن نتخيل أن المواطن حينما يترك سيارته ويلجأ للأتوبيس الذكي فإن هناك ملايين اللترات من البنزين سيتم توفيرها وهو ما سينتج عنها توفير مليارات الجنيهات زكذلك حماية البيئة من عوادم السولار والبنزين، بجانب تقليل زمن المشاوير التي يقطعها المواطن للذهاب إلى عمله، لذلك أرجو أن يقوم المسؤولون بالدولة بدراسة المقترح المتعلق بتخصيص خط سير للأتوبيسات أسوة بما فعلته العديد من الدول حول العالم.