تتكشف يومًا بعد يوم خفايا وأسرار العلاقات بين قطر وإيران؛ فمنذ اندلاع أزمة قطر الدبلوماسية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، سارعت طهران بإعلان دعمها السياسي والاقتصادي للإمارة الخليجية، في محاولة لحصد أكبر قدر ممكن من المكاسب، في إطار المنافسة الإيرانية مع الجارة "تركيا" داخل الدوحة.

وتعكس تصريحات الرئيس التنفيذي للمطارات والملاحة الجوية في إيران، رحمت إله مه آبادي، الشهر الماضي، حول دعوة قطر لرد جميل إيران بعد فتح أجواءها لها؛ دلالات كثيرة، ربما تُفصِح عنها المتغيرات في الفترة المقبلة لنشهد خفايا وأسرار كانت مختفية أسفل جبل جليد العلاقات الإيرانية القطرية الأمريكية. 

اتفاق وزيارة

لعله ليس من قبيل المصادفة، أن يتزامن الإعلان عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف إلي الولايات المتحدة، في يوليو الحالي، لحضور اجتماعات مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية؛ مع توقيع الولايات المتحدة وقطر اتفاقًا لمحاربة الإرهاب وتمويله، خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، للدوحة، أمس الثلاثاء.

وبحسب الموقع الإلكتروني للمجلس، فأن ظريف يتحدث عن التطورات الجارية في الشرق الأوسط، دون إشارة الموقع إلى أي تفاصيل إضافية.

في الوقت ذاته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، اليوم الأربعاء، أن وزير الخارجية سيتوجه إلى مقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك نهاية الأسبوع الحالي، للمشاركة في المنتدى السياسي رفيع المستوى، والمعني بالتنمية المستدامة للعام 2017.

ويعد ما سبق دلالة واضحة للدور الإيراني السياسي بالنسبة لقطر، منذ بدء أزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وبخاصة تصريحات ظريف في لقاء له مع قناة "الجزيرة" القطرية، خلال مشاركته في منتدى أوسلو، منتقدًا التحالف الرباعي، أن "المشكلات العالقة بين الدول لا يمكن تسويتها عن طريق الضغوط والتهديدات والعقاب".

بالإضافة إلي تصريحات حميد أبو طالبي، مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بعد ساعات من الأزمة قائلًا: "عهد قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود.. ليس وسيلة لحل الأزمة".

مواقف متطابقة

وبالعودة إلي الموقف الأمريكي ومساعيه الحالية لحل الأزمة، ربما نلاحظ دلالة واضحة على مدي التوافق في المواقف بين طهران وواشنطن تجاه الدوحة، والتي تعبر عنه تصريحات بروس رايدل، ضابط سابق في المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ومستشار لشؤون الشرق الأوسط في أربع إدارات أمريكية، بأن الأزمة الدبلوماسية التي يواجهها الخليج مع قطر، "قد تخلق فرصًا لإيران"، بحسب شبكة "CNN" الأمريكية.