بعد طلبها من قطر "رد الجميل".. إيران تستنزف غاز حقل "بارس الجنوبي"
يبدو أن استغلال إيران لأزمة قطر مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، لن يتوقف عند تقديم الدعم الإقتصادي للدوحة، إعلان التوافق مع الموقف القطري فقط، ولكن سيشمل أيضا الغاز القطري في حقل "بارس الجنوبي" المشترك بين البلدين.
صفقة توتال.. مجرد بداية
وقعت إيران صفقة تبلغ قيمتها ملياري دولار، الاثنين الماضي، مع الشركة النفطية الفرنسية العملاقة "Total"، لتطوير حقل "بارس الجنوبي" في الخليج، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، والذي تتشاركه مع قطر.
ويمثل هذا أول استثمار غربي كبير في إيران منذ تخفيف العقوبات الغربية على طهران في أوائل عام 2016.
ومن المؤكد أن هذه الصفقة لكن تكون الأخيرة، بحسب تصريحات مسؤولين إيرانيين خلال الأيام الماضية؛ حيث أعلن نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسين نيا في تصريح لـ "يورونيوز" فارسي، عن توقيع بلاده صفقات أخرى مشابهة لصفقة توتال قريباً، فيما قال مستشار التخطيط والتطوير بالشركة الوطنية للنفط في إيران، غلامرضا منوجهري، أن هناك مفاوضات جارية مع عدة شركات أوروبية لتطوير مشاريع إستخراج الغاز الطبيعي في حقل "بارس الجنوبي".
تورط قطري .. وإستغلال إيراني
يكشف تقرير لصحيفة "لا تريبون" الفرنسية، عن تحايل ناقلات الغاز القطرية على الحظر المفروض على الدوحة، بالعبور إلى مضيق هرمز لإيصال شحنات الغاز إلى عملائها في آسيا، عبر مسارات في المياه الإقليمية الإيرانية.
ويضيف التقرير أنه إذا أرادت السعودية منع شحنات الغاز الطبيعي المسال، تماماً، فلابد لها أن تفرض الحظر على إيران، وهو ما يعني تدخلاً عسكرياً.
وتستبعد أسواق الطاقة الدولية هذا التصعيد، في الوقت الراهن، إذ لا تزال أسعار الغاز الطبيعي مستقرة، لكن الخطر يكمن في التنافس بين الدول المنتجة للغاز الطبيعي وتلك المنتجة للنفط، وقد تعول الأولى على زيادة الطلب.
فيما تتوقع وزارة الطاقة الإيرانية أن ينتج المشروع في نهاية المطاف ما تبلغ قيمته 54 مليار دولار من منتجات الغاز، استنادا إلى الأسعار الحالية.
وسيبدأ الغاز في التدفق إلى السوق الإيرانية في عام 2021، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع ملياري قدم مكعب يومياً، أو 400 برميل من النفط المكافئ يومياً بما في ذلك المكثفات، وفقا لـ"توتال".