القاهرة تحتفل بالذكرى الـ1048على إنشائها.. قصور المماليك المنسية
ترك لنا تاريخ القاهرة الفاطمية، العديد من الآثار والقصور التي تعود إلى عصر المماليك، وبمرور السنين أصبحت تلك المباني الرائعة في طي النسيان ولا تحظى بالمعرفة لدى قطاع كبير من العامة، "دوت مصر" يرصد أبرز القصور المنسية في التاريخ المملوكي بمناسبة مرور1048 عام على إنشاء القائد جوهر الصقلي للقاهرة.
قصر الأمير بشتاك
يعتبر قصر الأمير بشتاك واحدًا من أهم نماذج العمارة الفريدة في القاهرة الفاطمية، ويقع بشارع المعز، وقد انشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري، احد امراء الناصر محمد بن قلاوون الذي قتل بمكايدة من الأمير "قوصون" اثناء حكم السلطان الاشرف علاء الدين كجك، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1339م-740هـ.
اوشك القصر علي الانهيار عقب زلزال 92، وتم إصلاحه بتكلفة وصلت تجاوزت مبلغ 50 مليون جنيه، وقد تم إصلاح القصر بالاشتراك مع معهد الآثار الألماني.
المشربيات ذات طراز فريد
للقصر ثلاث واجهات، الأولى هي المطلة على شارع المعز، وتتكون من ثلاثة طوابق بها مشربيات من طرازي فريد و ليست علي استقامة واحدة بل على جزئيين أحدهما غائر والآخر بارز وبها رسومات هندسية آية في الجمال.
اما الواجهة الثانية فتطل على درب "ترمز"، وبها عدد من النوافذ المغطاة وبوابة تؤدي للقصر، بينما الواجهة الثالثة تطل على حارة بيت القاضي، وبالنسبة للمدخل الحالي فيتم الوصول إليه بسلم خشبي مزخرف يؤدي إلي باب خشبي عليه كتابات عن نشأة القصر وتاريخه.
اسطبلات ومخازن وغرف الخدم
يتكون القصر من طابقين، الأرضي به قاعة استقبال كبيرة واسطبلات للخيل ومخازن غلال وغرف الخدم, الطابق العلوي يضم قاعة الاحتفالات وغرف النوم, وكان يحتوي طابقا ثالثا للحريم لكنه تهدم .
مسجد تحت القصر
تمكنت لجنة حفظ الآثار العربية من اكتشاف مسجد لا يزال موجودا تحت القصر. وتتكون قاعة القصر من عدة غرف تتميز بأسقفها الفاخرة، وفي وسطها حوض رخامي رائع. ويعد هذا القصر الوحيد الذي لم يزل يحتفظ بمعالمه الأصلية، ويعطي الباحثين في تاريخ العمارة فكرة عن الكيفية التي خططت بها قصور ذلك العصر.
قصر الأمير طاز
انشأه الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، وهو احد ابرز الامراء في دولة المماليك البحرية، كان الأمير طاز أحد أمراء السلطان الناصر محمد بن قلاوون وزوج ابنته وتصفه كتب التاريخ بأنه كان حسن الشكل طويل القامة بطلاً، شجاعاً، محباً للعلماء، كثير الخيرات، قوي العزم، وافر التجمل وظاهر الحشمة. وبعد موت الناصر عام 1340، وضع الأمراء الأقوياء ابنائه على العرش تحت وصايتهم وبدأ نجم طاز في الصعود خلال حكم الصالح إسماعيل بن الناصر محمد حتى أصبح في عهد أخيه المظفر حاجى أحد الأمراء الستة أرباب الحل والعقد ممن كانت بيدهم مقاليد الدولة،وفي عام 1347 تٌوج حسن سلطاناً وكان صبياً عمره 12 عاماً، وحينما بدأ حسن في طرد كبار الموظفين خاف طاز علي منصبه فخلعه ووضع أخاه الأصغر الملك الصالح على العرش، والذي جعله دوادار دولته.
من قصر امير بارز الي "مخزن"
بعد خمسمائة عام على انشاء القصر، طلب علي باشا مبارك من الحكومة الخديوية تحويله إلى مدرسة لتعليم البنات، وبعد عدة عقود اخلت وزارة التعليم القصر لأنه اصبح مهددًا بالانهيار، وحولته إلى مخزن تابع للوزارة.
وعقب زلزال 1992، تعرض القصر لإنهيار أجزاء منه واصبح مهددا بالانهيار بالكامل وهدد البيوت المحيطة به، حتي تدخلت ورازة الثقافة وقررت ترميمه.
بلغت مساحة القصر الاجمالية أكثر من ثمانية آلاف متر مربع وهو عبارة عن فناء كبير ، الوسط خصص كحديقة تتوزع حولها من الجهات الأربع مباني القصر الرئيسية والفرعية وأهمها جناح الحرملك والمقعد أو المبنى الرئيسي المخصص للاستقبال واللواحق والتوابع والاسطبل.
أما الآن فلم يتبق من هذه المباني سوي الواجهتين الرئيسية المطلة علي شارع السيوفية والخلفية المطلة علي حارة الشيخ خليل.
قبة الغوري
قبة الغوري أو وكالة الغوري، أقيمت في عهد قانصوه الغوري، سنة 1504ميلادي، موجودة في شارع الازهر.
وكان بمثابة فندق يتكون من صحن مستطيل مكشوف الفناء، تحيط به من جميع جوانبه ويفتح علي هذا الصحن ثلاث طوابق الأرضي حواصل للبيع والأول حواصل للتخزين والثاني والثالث يشكل الجزء السكني وهو عبارة عن مجموعة من الفيلات مكونة من طابقين بينهما طابق مسروق الجزء السفلي من الفيلات خدمي والجزء العلوي للسكن.
تم تحويل قبة الغوري إلى مركز يهدف إلى إحياء التراث الفني المصري بشكل جديد ومتطور يواكب لغة العصر الحديث، وإتاحة الفرصة للتعرف على فنون الحضارات والشعوب المختلفة عن طريق فتح مجالات الحوار بين المبدعين المصريين والمبدعين على مستوى العالم
يحتضن المركز فرقة "سماع للإنشاد الديني" وهي تعمل على اكتشاف الأصوات الشابة المجهولة وتستضيف شيوخ الإنشاد في مصر والعالم، كما تقيم مهرجاناً سنوياً بعنوان "حوار الطبول من أجل السلام" بالتعاون مع فرق عالمية للتحدث بلغة واحدة هي لغة الفنون.