التوقيت الثلاثاء، 24 ديسمبر 2024
التوقيت 01:31 ص , بتوقيت القاهرة

 تدخل قطر في البحرين.. صفقة بين الدوحة وطهران بطلها مقتدى الصدر

مع تصاعد الأزمة تتكشف الصفقات والخدمات التي كانت تقدمها قطر لإيران على حساب جيرانها، وكان من ضمن الصفقات توسط أمير الدوحة السابق، حمد بن خليفة مع خامنئي لإيفاد مقتدى الصدر إلى البحرين.


كشفت صحيفة "لوطن" البحرينية، عن معلومات مهمة حصلت عليها تتعلق بالتنسيق "القطري ـ الإيراني" بشأن أزمة البحرين في العام 2011 عبر الاتصال بالمرجعية الدينية في النجف بالعراق، والاتفاق على إيفاد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى البحرين من أجل الوساطة بين جمعية الوفاق الراديكالية والحكومة.


وأشارت "الوطن" في عددها الصادر اليوم الجمعة، إلى أن الاتصالات القطرية ـ الإيرانية بشأن الأوضاع في البحرين لم تتوقف طوال أزمة 2011 رغم فشل مبادرة الدوحة التي قادها رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم آل ثاني في مارس من ذلك العام ورفضتها حكومة البحرين لاحقاً، بعد فشل تلك المبادرة أوعز المرشد الإيراني علي خامنئي للمرجعية الدينية في النجف بالتحرك، فعقدت المرجعية عدة اجتماعات مشتركة، وبعضها حضرها ممثلون عن المجلس العلمائي المنحل وجمعية الوفاق  المنحلة، وتم الاتفاق على تكليف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بالمهمة، وطرح ما سمي بـ "مبادرة المرجعية الدينية للبحرين".


وأضافت "ساعد ذلك زيارة وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إلى الدوحة في 2 مايو 2011، حيث حذر من العاصمة القطرية دول مجلس التعاون مما أسماها بـ "التداعيات السيئة" في المنطقة إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه في البحرين، وبعد مغادرة وزير الخارجية الإيراني الدوحة بخمسة أيام فقط، وصل زعيم التيار الصدري إلى العاصمة القطرية لبحث كيفية التوسط في قضية البحرين، حيث التقى الصدر في الدوحة مجموعة من المسؤولين القطريين، وأشاد بالدور القطري لدعم ما اسماه بـمطالب شعب البحرين المظلوم".


ولفتت الصحيفة إلى أهم الاجتماعات التي تمت في هذا الصدد ومن بينها استقبال أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مكتبه بالديوان الأميري في 8 مايو 2011 لمقتدى الصدر، حيث دار حوار مطول بينهما حول أزمة البحرين، وانتقد الصدر تعامل الحكومة مع "المتظاهرين الشيعة السلميين الذين يطالبون بمطالب وطنية إصلاحية مشروعة"، وطلب من أمير قطر فتح قنوات اتصال مع المنامة، لأن المرجعية الشيعية في النجف ترفض مثل هذه "الممارسات" التي تقوم بها الحكومة من قمع المتظاهرين و"انتهاك حرياتهم".


 


وقالت "أن أمير قطر قدم شكره للصدر، مشيدا بدوره في معالجة أزمات المنطقة، ووعده بالتدخل شخصياً كأمير لقطر من أجل التوسط لمعالجة الأزمة، وأكد له أنه سيتحرك دبلوماسياً للقاء عدد من القادة العرب لحل الأزمة بما يضمن "سلامة الشعب البحريني، كما تم أيضاً خلال الاجتماع الذي حضره نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الديوان الأميري، الاتفاق على تشكيل لجنة قطرية مع التيار الصدري لمتابعة تطورات الأزمة أولاً بأول، وإيجاد طرق لحل الأزمة".


 


وتابعت "بعد الاجتماع أقام أمير قطر مأدبة غداء "تكريماً" لمقتدى الصدر والوفد المرافق، وأثناء المأدبة فجّر الصدر مفاجأة عندما طلب من أمير قطر إيصال رسالة إلى الإدارة الأمريكية بضرورة الانسحاب من الأراضي العراقية، وأهمية التدخل الأمريكي في أزمة البحرين لحماية الشيعة، وإلا سيتم الإضرار بمصالح واشنطن في العراق".


وأوضحت صحيفة (الوطن) "أن الدوحة أجرت اتصالاتها مع حكومة البحرين للتنسيق لزيارة مقتدى الصدر، لكن المنامة لم تتجاوب مع طلب الدوحة، خاصة مع ارتباط الصدر بالجماعات الإرهابية في العراق، واتصالاته المشبوهة مع إيران".