كوماندوكوربس.. مليشيا جنوب أفريقيا البيضاء ضد السود
لم تختفي العنصرية بعد من جنوب أفريقيا حتى ولو كان الزعيم الراحل نيلسون مانديلا أقام مصالحة بين مواطنيه البيض والسود على حد سواء، فالآن وبعد وفاته قد تسمع عن حوادث واعتداءات عنصرية فردية من حين لأخر ولكن ربما لم تسمع عن المليشيات العنصرية التي تتشكل في البلاد وأهمها المليشيا البيضاء "كوماندوكوربس".
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/BFWEtdZ5TWA" frameborder="0" allowfullscreen></iframe>
المصورة الهولندية إيلفي نيوكيكين تجولت في جنوب أفريقيا ووصلت حتى معسكرات المليشيا "كوماندوكوربس" بعد حصولها على دعوة من المليشيا نفسها.
وتروي المصورة ما رأته في جولتها والذي أثار دهشتها حيث الطبيعة العسكرية الصارمة للمليشيا.
زي موحد وطبيعة عسكرية
"كوماندوكوربس" تشكلت في البداية على يد مجموعة من الضباط السابقين في جيش جنوب أفريقيا وكانت في الأساس مجموعة لحراسة المناطق السكنية الخاصة بالمواطنين البيض ذوى الأصول الأوروبية.
ومع الوقت بدأت طلبات التطوع في التزايد حيث يتم ضم المراهقين في معسكرات تدريب لمدة 9 أيام تقريبا، ويرتدي أفراد المليشيا الآن الزي العسكري.
ويقول أحد المراهقين في المليشيا إنه انضم لها لتعلم كيف يحمي عائلته وكان في سن الثالثة عشرة من العمر فقط، مدفوعا بدعاية أن المليشيا وتدريبها العسكري سيصنع منه رجلا.
والزي العسكري الخاص بالمليشيا هو نفس الزي القديم للجيش الجنوب أفريقي وقت الفصل العنصري، وقال بعض عناصر المليشيا للمصورة إن بعض الملابس العسكرية كانت قديمة وبها أماكن رصاص وملطخة بالدم.
عنصرية قديمة
يقول الميجور فرانز جوست، والذي كان من الضباط في جيش جنوب أفريقيا وقت الفصل العنصري "الأبارتايد"، "بجانب السكان الأصليين في أستراليا لا يوجد شك في أن السكان السود الأفارقة في البلاد أقل الأجناس تطورا والأكثر بربرية في الجنس البشري".
ويشير إلى أن العديد من الشباب المراهق جاء بالفعل من أجل حماية عائلاتهم ولا يؤمنون بالعنصرية ولكن بفضل جلسات التثقيف الخاصة بالمليشيا فإن أرائهم تتغير بسرعة، وتفاخر جوست بأنه غير رأي فتى مراهق وحوله لعنصري بعد جلوسه معه ساعة واحدة فقط، بعدما كان الشاب يعتبر التنوع العرقي من أهم مميزات بلده.
وقال إنه يقول للمتطوعين إن الفارق بينهم وبين السود ليس لون البشرة والأنف الضخم أو الشفاة الغليظة ولكن بحسب قوله هو أن "مخ الرجل الأسود وزنه 120 جرام أقل من وزن العقل الأبيض".
الإهانات أسلوب حياة
وأشار إلى أن المليشيا تفرض على الشباب فيها أن يهينوا علم البلاد الحالي كنوع من رفضهم للوضع الحالي في البلاد تحت حكم جاكوب زوما الذي يريد نزع الأراضي من السكان ذوى الأصول الأوروبية.
ويقول جوست "نحن نتدرب من أجل الحرب.. والعدو هو السود"
وبحسب موقع "فايس" فإن المليشيا تفرض نوعا من الإهانات على المتطوعين كوسيلة لتدريبهم، حيث التدريبات الشاقة والضرب أحيانا لأنهم لا يريدون أطفالا مدللين.
وحتى الآن لا يعرف أحد عدد المعسكرات الخاصة بالمليشيا ولكن من المؤكد أن أعداد الأفراد في تزايد، وتبحث عن التسليح لمواجهة السكان السود.