الرئيس الزولو.. هل تعود جنوب أفريقيا لعصر ما قبل مانديلا؟
ربما تعتقد أن التوتر العرقي والعنصرية اختفت من جنوب أفريقيا بعد وصول نيلسون مانديلا للرئاسة، إلا أنه وبعد سنوات قليلة من وفاة الزعيم الجنوب أفريقي يبدو أن بلاده على أعتاب موجة عنصرية جديدة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" فإن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما كان احتفل قبل أيام بعيد ميلاده 75 بخطاب ناري بين مؤيديه قائلا إن المواطنين السود الأفارقة سوف يستعيدون الأرض من "البوير" هو الاسم الذي يطلق على المواطنين البيض من أصول هولندية.
وكان الاحتفال تم بأداء "أغاني التحرير" والتي كانت انتشرت في الماضي وقت النضال ضد المواطنين من أصول أوروبية ومنها أغنية "أعطني مسدسي الألي وأطلق النار على البوير"، وهي الأغنية التي أصدرت محكمة قرار بمنعها باعتبارها تحض على الكراهية.
رئيس الزولو
من المعروف أن جاكوب زوما ينتمي لقبائل الزولو الشهيرة وحتى في يوم زفافه عام 2010 كان أصر على إرتداء زي المحاربين الزولو من جلود الحيوانات في محاولة بحسب صحيفة "التليجراف" للحصول على دعم الزولو والقبائل الأفريقية باعتباره "القائد الذي سينتقم لهم من أحفاد المستعمرين الأوروبيين".
وفي الشهر الماضي أعلن زوما "قانون إصلاح الأرض" والذي قالت عنه الصحيفة إنه "مصادرة" الأراضي من البيض ومنحها للسود ليعيد البلاد لما كانت عليه قبل الاستعمار الأوروبي.
الرعب الأبيض
وكانت لدعوات جاكوب زوما أثرا مرعبا على المواطنين ذوي الأصول الأوروبية حيث أشارت صحيفة "ديلي ميل" أن مجموعة "كوماندوكوربس" المكونة من المواطنين البيض بدأت تتلقى طلبات تطوع متزايدة.
وبحسب موقع "انترناشونال بيزنس تايمز" فإن فرقة الكوماندوز البيضاء يأتي تشكيلها على يد الضباط والعسكريين الذين كانوا يخدمون في الجيش الجنوب أفريقي وقت التفرقة العنصرية.
وهي حاليا فرقة بزي عسكري يتم تدريب الشباب الأبيض فيها على القتال ضد المسلحين الأفارقة باعتبارهم يحمون أمنهم وأراضيهم، وحتى موقع "فايس" المختص بالتحقيقات الإخبارية لم يستطع وضع رقم محدد لعدد معسكرات المليشيا البيضاء.
ولكن منذ 2011 والمجموعة تعلن إنها تعاقدت مع خبراء أمنيين لتشكيل وحدات منظمة لحماية المواطنين البيض من الهجمات فور إندلاع ما وصفوه بـ"الثورة السوداء".
وهو ما يعني أن حلم مانديلا بالوحدة الوطنية أصبح في مهب الريح بعدما أصبحت جنوب أفريقيا تشهد مقدمات حرب أهلية بحسب تعبير "ديلي ميل"، والأسوأ من هذا أن البلاد بالفعل أصبحت تشهد حالات متزايدة من الاعتداءات لأسباب عنصرية يتم تصويرها إعلاميا باعتبارها حوادث فردية ولكن بحسب الصحيفة فإن البلاد أصبحت على شفا حرب عرقية جديدة.