"بعد ما خربها".. حمد بن جاسم يهاجم "الربيع العربي"
على الرغم من أنه كان أبرز المسؤولين القطريين الداعمين لما يسمى بـ"الربيع العربي"، الذي أطاح بأنظمة عربية منذ يناير 2011، وما قبلها، إلا أن وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، تراجع وهاجم هذه "الثورات"، والنتائج التي آلت إليها.
ورأى "بن جاسم" أن هذه "الثورات" جاءت بنتائج عكسية "على غير ما خُطط لها"، مشيرًا إلى أنها صبت في صالح إيران، وقوى أخرى لم يسمها. إضافة إلى أنها تسببت في خذلان العالم العربي، بحسب تعبيره.
وانتقد ردة فعل الدول الخليجية تجاه هذه التطورات، واصفًا إيها بأنها ليست كافية وفاعلة للتعامل مع مستجدات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي محاضرة ألقاها في الدوحة، أمس الإثنين، قال بن جاسم إن طهران كانت أكبر المستفيدين من الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وإسقاط نظام الرئيس الراحل صدام حسين، مرورًا باضطراب الأوضاع في المنطقة، وانتهاء بما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، التي انطلقت من تونس، وانتشرت في العديد من الدول العربية حتى الآن.
وفي محاولة لغسل يد قطر من دماء السوريين، اعتبر وزير الخارجية القطري السابق، أن بلاده لا تهدف إلى الهيمنة على سوريا، من خلال تدخلها العسكري في الأراضي السورية، مبررًا ذلك بأن "قطر ليست بحاجة إلى زيادة نفوذها في أي مكان، بل بحاجة إلى استقرار المنطقة"، وفق تعبيره.
وفيما يعد "بن جاسم" أحد أكبر الداعمين لجماعة الإخوان، والميليشيات المسلحة، والتنظيمات الإرهابية، ماليًا وعسكريًا للقيام بتظاهرات واحتجاجات وتمرد على الأنظمة الحاكمة كما في تونس، ومصر، وليبيا، وسوريا، واليمن. إلا أنه زعم أن الهدف من تدخل قطر في سوريا، أو اليمن، "من أجل نصرة الشعبين السوري واليمني، وليس من أجل نصرة فئة قليلة على فئة كثيرة بتدخلات أجنبية"، على حد قوله.
وفيما يمكن اعتباره خوفًا من تعالي نبرة الاحتجاجات والتمردات ضد النظام الحاكم في قطر، دعا "بن جاسم" الدول الخليجية إلى التلاحم والترابط فيما بينها.
وألمح إلى سعي دول وصفها بالمعادية ولم يسمها، لـ"فك الالتحام وأواصر الترابط بين دول الخليج"، مبررًا ذلك بأن دول المنطقة "مليئة بأدوات تحاول جاهدة للوصول إلى غايتها". على الرغم من أن قطر كانت تسخر من الأنظمة التي تتحدث عن "مؤامرة" لتفتيت الدول العربية.