إذا كنت من جيلي الثمانيات والتسعينات، سوف تتدافع لذاكرتك لقطات الطفولة، وانت تنتظر بشغف يوم الجمعة، الساعة العاشرة مساءً، لمشاهدة الفيلم الأجنبي، (المكرر والمعروف مسبقًا)، على القناة الثانية المصرية.. نتابع ميل جيبسون في Brave heart، ونيكولاس كيدج مع جون ترافولتا في Face/Off، وجيم كاري في "The mask"، وسلفستر ستالوني في سلسلة افلام "Rocky"، وانطوني بانديراس في "The Mask of Zorro".

قبل عام 2003، ومعرفة الجمهور المصري بـقناة MBC 2، كانت القناة الثانية الأرضية، أحد نوافذ متابعة الأعمال السينمائية والتلفزيونية الأمريكية، فضلًا عن مسلسل الساعة 9 مساءًا، مثل: "هرقليز، زين، أوشين، الجريء والجميلات، مغامرات السندباد"، بينما يركز "نادي السينما" على القناة الأولى، من تقديم درية شرف الدين، على أفلام غير تجارية، لهذا كان اسبوعيًا الأمل في فيلم حركة - مثل ما تعرضه القناة الثانية -لا يتحقق، خاصة أن معظم هذا الجيل كان لا يطيق صبرًا بفقرة الناقد الفني "غالبًا رفيق الصبان"، ولا ننس أيضًا ذكر أربعاء "اخترنا لك".

نجوم التسعنيات نشاهد معظم أفلامهم الحديثة، في صالات السينما، أو مواقع الانترنت، أو إحدى القنوات المتخصصة في عرض الأفلام الأجنبية في الوطن العربي، ورغم تقدمهم في السن، تمسك بعضهم بنوعية أدوار التسعينات، مثل بروس ويليس، الذي يقرر دومًا حمل السلاح، وقتل الجميع، والخروج دون خدش واحد، فيما قرر سلفتر ستالوني حشد كل نجوم جيله في فيلم حركة ، وميل جيبسون يكمل دائرة انتقامه، مرة ممن قتلوا ابنته في حافة الظلام 2010، وفي فيلم آخر يدافع عنها حتى الموت في الأب الدموي 2016.

في عيد ميلاد ميل جيبسون الـ61، لا نستطيع تجاهل ارتباط جمهور القناة الثانية بهذا الفنان، ومكانته كبطل سينمائي، ورمز لرجولة مفقودة في أفلام المراهقين، قبل ظهور البطل الخارق الأملس الناعم، بينما القدرات التمثيلية والشكلية لجيبسون، وآخرين، لم تعد من متطلبات مغازلة الجماهير في شباك التذاكر.

جيسبون، هو العاشق الذي يوقظ الحرب في إسكتلندا، والأب الذي يقلب الطاولة على مختطفي ابنه، ويجعلهم في مأزق، والشرطي المجنون الذي يلاعب العصابات بقوانينها، مع شرطي أسود من الطراز القديم، هو المقامر الذي يعرف جيدًا ما تريده النساء.

نشط ذاكرتك مع بطل التسعينات "ميل جيبسون" في هذا الاختبار.

في مقالات سابقة نشرت في دوت مصر، أشار الكاتب حاتم منصور، إلى "جدعنة" جيبسون مع الفنان روبرت داوني جونيور (Iron Man)، حيث كان الأخير مدمنًا للمخدرات، وقف جيبسون بجانب صديقه الذي شاركه فيلم Air America، عام 1990، وشجعه على ترك المخدرات، ورشحه بدلًا منه في فيلم The Singing Detective، وقام جيبسون بدورًا صغيرًا في الفيلم، دعمًا لصديقه.

بعد سنوات، تبتعد الأضواء عن ميل جيبسون، وتؤثر حياته الشخصية على مسيرته الفنية كنجم شباك، إلى جانب اتهامه بالعنصرية ومعاداة السامية، وصف نجم التسعينات علاقته بهوليود، في مهرجان البندقية، سبتمبر 2016، ساخرًا: "البقاء على قيد الحياة". وحاول روبرت داوني جونيور، رد الجميل لصديقه، وطلب الصفح السينمائي عنه، مطالبًا هوليوود أن تعطيه الفرصة الثانية.