ما لا تعرفه عن رواية "الغريب" لألبير كامو
كتب- محب جميل:
إنها رواية عن شخص عربي، لا يحمل اسمًا معينًا، فهل العرب لا يستحقون التسمية؟ هذا العمل جزائري الهوى فرنسي الهوية. بدأ ألبير كامو في كتابة رائعته "الغريب" عندما بلغ 25 عامًا، قبل أن يتمها وعمره 27 عامًا. أليست هذه معجزة أنك لا تدرك قيمة ما أنجزته للتو؟
هنا بعض الحقائق الشيقة حول الرواية:
-الرواية حول الحياة البوهيمية لشخص لقبه ميرسو (Meursault)، ولا أحد يعرف اسمه الأول. ارتكب هذا الشخص جريمة في حق أحد الأفراد بدمٍ بارد على رمال أحد الشواطئ. يتناول الفصل الثاني من الرواية، المحاكمة التي أُجريتْ بشأنه، ورفضه للامتثال أمام القانون بالرغم من أن المقصلة تنتظرهُ.
-نُشرتْ الرواية للمرة الأولى في فرنسا عام (1942)، وتُرجمت إلى اللغة الإنجليزية عام (1943)، لكنها لم تُنشرْ في الولايات المتحدة إلا عام (1946) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
-ألبير كامو تأثر كثيرًا بأسلوب الكتابة السردية لدى إرنست هيمنجواي ووليام فوكنر. كما أن رواية (The Postman Always rings twice) من أكثر الأعمال التي الهمتهُ.
-قُدمت للرواية أكثر من محاولة كمحاكاةٍ موسيقية، كان أبرزها عام 1978 لفريق (The Cure) بعنوان (Killing an Arab) ، وبالرغم من أن تم تصنيف الأغنية على إنها عنصرية، فالفرقة الآن تغنيها تحت عنوان (Kissing an Arab).
-حُولت رواية الغريب إلى فيلمين في السينما، أحدهما للمخرج الإيطالي (Luchino Visconti) و الأخر للمخرج التركي (Zeki Demirkubuz)
-ظهرت الرواية في عدّة أفلام نذكر منها: Jacob’s Ladder (1990)، Jarhead (2005), Talladega Nights (2006)،و An Education (2009)
-أُعتبرت افتتاحية الغريب من أهم وأشهر الافتتاحيات الروائية في القرن العشرين. توفيت أمي اليوم، أو ربما بالأمس لا أدري. فقد تسلّمت البرقية التالية من الوطن: توفيت الوالدة. الجنازة غداً. المخلص لكم. هذا لا يعني أي شيء، فربما ما حدث كان بالأمس. تلك الافتتاحية التي قام الكاتب الفرنسي Michelle Hollebecop بعمل موازي لها يقول فيه: (مات أبي العام الماضي).
-أراد ألبير كامو أن يسلط الضوء على المجرم الحقيقي من وجهة نظره (المجتمع). لقد جعل المجتمع من ميرسو شخصًا لا مباليًا، ثم عاد مرة أخرى ليحاكمه على الجريمة التي ارتكبها بعد أن سلبهُ ارادته الحقيقية.
-تدخين سيجارًا مع كوب قهوة (إسبريسو) وجريدة الصباح على أحد المقاهي الباريسية ليس عملاً وجوديًّا بالتأكيد. بالرغم من أن رواية الغريب حملت تلك النزعة العبثية، إلا أن كامو كان يؤكد على الصحفيين أكثر من مرة أنه فلسفته ليست وجودية.