صور| الحصان وعروس المولد.. أصلهما فرعوني أم قبطي؟
من الثابت تاريخيا أن إنتشار عروس وحصان المولد بدأ استخدامهما للاحتفال بذكرى المولد النبوي في العصر الفاطمي، إلا أن عددا من المؤرخين يُرجع ظاهرة ارتباط الاحتفالات الشعبية والدينية بالعرائس إلى قدماء المصريين، ويسرد "دوت مصر" في التقرير التالي أبرز آراء المؤرخين حول أصول هذه العادة ومدى ارتباطها بالتراث المصري:
الإلهة حتحور وعروس النيل
اعتاد المصريون بمختلف اعتقاداتهم الدينية على مدى قرون عديدة على ربط احتفالاتهم بالفنون والأكلات، وأرجع مؤرخون عروس المولد إلى أصول فرعونية، خاصة بعد اكتشاف نماذج مصنوعة من العاج والخشب في مقابر الفراعنة، تشبه إلهة الجمال والحب عند المصريين "حتحور".
كما كانت "عروس النيل" دمية مصنوعة من السكر الممزوج بالماء تماما مثل "عروس المولد"، فضلا عن "عروس القمح" في موسم الحصاد التي كانت تعلق على أعتاب البيوت.
ويقول أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة القاهرة، الدكتور علي طناش، في دراسة له إن المصريين تأثروا في تصميمهم العروس والحصان بتصميم إيزيس وأزوريس الذي كان يمتطي حصانا.
العروسة والحصان في التراث القبطي
ونظرا لكون التراث المصري تراكميا، تداول مصريون في العصر القبطي ما عرف بـ"عروس السعف" في عيد أحد الشعانين، كما يوجد في المتحق القبطي بعض القطع الأثرية، ومنها عروس الفخار ضمن آثار مريوط في دير مارمينا، وهي تشبه "عروس المولد" بالهالة التي كانت توضع معها.
كما يوجد في المتحف القبطي قطع من الأخشاب على شكل رجل يمتطي حصان، كانت تستخدم في الاحتفال بـ"مارجرجس" (أحد أشهر شهداء المسيحية في القرن الثالث).
العروس والحصان في المتحف القبطي
العصر الفاطمي والحاكم بأمر الله
أما عن أسباب استخدام العروس والحصان في العصر الفاطمي فلا توجد رواية ثابتة، حيث يقول بعض المؤرخون إنها ظهرت في عهد الحاكم بأمر الله، حيث خرج للاحتفال بالمولد النبوي بصحبة زوجته، مرتدية حلة بيضاء وطوقا من الياسمين، كما أشير إلى أنه كان ممتطيا جواده، وهو ما جعل التجار يصنعون حلوى المولد بهذا الشكل على شكل العروس والفارس المعتلي حصانه.
وأرجع آخرون استخدام "العروس" في المولد إلى ارتباط المولد النبوي بواقعة تخص الزواج، حيث منع الحاكم بأمر الله جميع الاحتفالات الأخرى بما فيها الاحتفال بالزواج في هذا اليوم، الأمر الذي جعلهم يصنعون الحلوى بهذا الشكل.