التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:28 م , بتوقيت القاهرة

Aloha - أهلا بالنجوم ووداعا لكل شىء آخر

Aloha عنوان فيلم المخرج كاميرون كرو الأخير، يشير إلى لفظ يستخدمه أهل جزيرة هاواي بمعنيين متناقضين (مرحبا - وداعا). والطريف أن الفيلم على عكس اسمه، مر بأهوال إعلامية عديدة قبل العرض، جعلته مبكرا ضمن الفئة غير المرحب بها نهائيا، التي ينطبق عليها الدلالة الثانية فقط للاسم (وداعا).


ابتداء من تسريبات إيميلات شركة سوني في نهاية 2014، التي تضمنت رسائل إدارية تعكس عدم رضا المديرين عن مستوى الفيلم النهائي. مرورا بتصريحات إدانة واتهام لاحقا من منظمات مدنية في هاواي للمخرج بالعنصرية، بسبب اعتماده على ممثلين بيض البشرة، بشكل يخالف التركيبة السكانية السائدة. وانتهاء بحملة إعلانية فاترة من الشركة. طعنات عديدة متواصلة أسقطت الفيلم من حسابات الجمهور قبل بدء عرضه، رغم أسماء نجومه (برادلي كوبر - إيما ستون - ريتشيل ماك آدامس). على كلٍ بعد استبعاد آراء مديري سوني، وحمى الاتهامات العنصرية المتكررة التي أراها وباءً سخيفا منتشرا في الإعلام الغربي حاليا، يظل الفيلم فعلا أقل من المتوقع، بالنظر لأسماء مخرجه ونجومه.



كرو المتخصص عادة في الكوميديا الرومانسية، يعيد هنا اقتباس نفس الإطار الذي قدمه سابقا في أفلام Jerry Maguire 1996 - Elizabethtown 2005. البطل المهذب الذي يمر بأزمة في مساره المهني، ويصطدم أثناء محاولته الوقوف على قدميه من جديد بأنثى رقيقة تسانده.


هذه المرة عن بريان جيلكريست (برادلي كوبر). موظف ناسا السابق ومقاول الجيش الأمريكي، الذي مر بكارثة وظيفية في أفغانستان أنهت مستقبله. جيلكريست يحصل على فرصة لإثبات كفاءته من جديد، بالذهاب إلى هاواى للإشراف على إطلاق قمر صناعي يخص الجيش الأمريكي وملياردير الاتصالات كارسون ويلش (بيل موراي).


اقرأ أيضا: القناص الأمريكي أكثر فاعلية في Good Kill بفضل الفيديوجيم


أثناء الرحلة يصطدم بحبيبته السابقة تريسي (ريتشيل ماك آدامس)، التي أصبحت زوجة وأم لطفلين. وبـ آليسون انج (إيما ستون). خبيرة الطيران المتحمسة التي يعينها الجيش لمرافقته.



كرو كمخرج وسيناريست يواصل هنا مسلسل تراجعه، الذي بدأ بـ  Elizabethtown 2005 بجمل وعبارات مصطنعة على لسان الأبطال، تلغي مصداقية العلاقات والأحداث والتفاعل الجماهيري، مقارنة بأفلامه الأولى Say Anything 1989 - Jerry Maguire 1996 التي نجحت بفضل العكس. 


أراد كرو صناعة فيلم أشبه برسالة حب عذبة إلى عشرات الأشياء. إلى هاواى والطبيعة. إلى الشغف بالفلك والنجوم. إلى التسامح والغفران بين العاشقين. إلى البدايات الجديدة في حياة كل منا. إلى السلام النفسي. ومع كل هذا الجدول المزدحم، انتهى بفيلم غير مترابط.


اقرأ أيضا: Lava - بركان بيكسار عن الحب والوحدة


العنصر السينمائي الوحيد الذي يصعب التشكيك فيه، الذي أنقذ الفيلم في النهاية، هو نجومه. برادلي كوبر يعود للأفلام الخفيفة بأداء جيد، بعد أن فاجأ الكل العام الماضي بدوره الجاد في القناص الأمريكي American Sniper مع المخرج كلينت إستوود. كوبر صاحب حضور خاص، وموهوب في اللعب على وتر (الوغد الذي يُجبرك رغم كل شىء أن تحبه وتتمنى له النجاح في النهاية).



وعلى عكس كوبر الذي قدم أفلاما عديدة جيدة الأعوام الماضية، تواصل ريتشيل ماك آدامس للأسف مسيرتها الفنية، بأداء جيد وحساس آخر في اختيار جديد غير موفق. وهو نفس ما يُمكن قوله عن أدائها في فيلم Southpaw أمام جيك جيلنهال، المعروض حاليا. 


اقرأ أيضا: Southpaw - ضربة نصف قاضية من جيك جيلنهال


إيما ستون بذلت جهدا أكبر لكنها أقل حظا من الاثنين، لأن الشخصية وتفاعلاتها مزعجة نسبيا في السيناريو. على عكس الشقراء الرقيقة التي تنقذ البطل، التي قدمها المخرج سابقا في أفلامه (كريستن دانست في Elizabethtown - رينيه زيلويجر في Jerry Maguire). حتى الأدوار المساندة البسيطة تم إنقاذها نسبيا بفضل أسماء كبيرة تضم اليك بالدوين - بيل موراى.


ولأن أزمة كرو هذه المرة في حواراته بالأخص، كان من المنطقي أن يلفت جون كراسينسكى، الذي يقدم دور الزوج الحالي لحبيبة البطل السابقة الأنظار أكثر من الباقي لأنه الأقل حديثا في الفيلم كله!.. فاز أيضا بأكثر مشاهد الفيلم عذوبة، عندما يتواصل بلغة الجسد فقط، بينما تترجم الشاشة الحوار اللطيف كاملا. مع أجواء هاواي الطبيعية الساحرة، وطاقم نجوم بهذه الجاذبية، كان من الضروري لـ Aloha أن يصبح نموذجا لفيلم الكوميديا الرومانسية الجيد. النتيجة النهائية للأسف، تجعل الفيلم ككل يستحق فعلا من اسمه الدلالة الثانية فقط (وداعا).



باختصار:
كوميديا رومانسية متواضعة المستوى، تم إنقاذها نسبيا بفضل 3 نجوم، قاموا بالمهمة على أكمل وجه.


لمتابعة الكاتب على الفيس بوك