لماذا يرتدي الرجل "الكرافت" مع البدلة؟
هل سألت نفسك من قبل، لماذا يرتدي الرجال "كرافت" على القميص؟ لماذا يخنقون أنفسهم بها؟ ولماذا هذا الشكل بالأخص؟ لماذا لا يضعوا شالا أو أي شيء آخر؟ ولماذا توجد أزرار على أكمام جاكيت البدلة؟
قد تكون البدلة ضرورية جدا لكثير من الناس، كركن أساسي من ملابسهم اليومية، ولكنها معقدة لبعضهم الآخر، حيث لا يطيقون ارتداؤها، فتعرف على أصل حكاية ارتداء ربطة العنق وحكايات أخرى مع "دوت مصر".
ربطة العنق
ترددت العديد من الروايات حول أصل "ربطة العنق"، تقول الرواية الأولى إن هناك فئات من الرومان كانت ترتدي أربطة العنق، كجزء أصيل من زيها، كرمز للانتماء لجماعة معينة، وأيضا كان هناك من يرتدونها في "مجلس الشيوخ" بروما، واستخدمت أربطة العنق كوشاح لتدفئة الحلق، وأطلق عليها اسم "Fascalia".
أما الرواية الأخرى، فتفيد بأن "ربطة العنق" ترجع إلى القرن السادس عشر، وتحديدا في الفترة ما بين (1618:1648)، التي وقعت فيها الحرب بين دول شمال ووسط أوروبا، حيث استخدم الجنود الكرواتيون هذه الربطة، وكانت عبارة عن شال ملفوف حول العنق بنفس الطريقة الحالية.
وفي رواية أخرى، يقول كتاب "أصل الأشياء"، للسعيد صالح عبده، إن أصل "ربطة العنق" يرجع إلى عام 1668، عندما ارتدت فرقة عسكرية من الجنود المرتزقة الكروات، التي كانت تحارب مع جيش النمسا في فرنسا.
وكانت ربطة العنق مصنوعة من القطن والكتان، وتوضع حول أعناقهم فأعجب بها النساء والرجال في فرنسا، وبدأوا يقلدونها ويرتدون ربطات مصنوعة من الكتان معقودة من الوسط، وطرفاها الطويلان ينسابان على مقدمة الصدر، وأطلق عليها الفرنسيون اسم "cravates" نسبة إلى المرتزقة الكرواتيين.
أزرار كم الجاكيت
لماذ توضع أزرارا على كم الجاكيت؟ هل توضع لتحسين شكل الجاكيت؟ أم أن لها فائدة؟ هذه الأسئلة تدور في ذهن من يعاني عند غلق أزرار كم الجاكيت.
ويقول كتاب "أصل الأشياء" للسعيد صالح عبده، إن فكرة "أزرار كم الجاكيت"، تعود إلى أن روسيا كانت متخلفة جدا مقارنة بأوروبا الغربية، قبل عهد القيصر بطرس الأكبر، وعندما تولى القيصر الحكم كان لديه طموح في إحداث تقدم ونهضة.
فأراد أن يطور جيشه على الطريقة الأوروبية، وأصر على نظافة الجندي الروسي وأناقته، فأمر بوضع أزرار نحاسية حول كم سترة الجندي، حتى يقلع عن عادته القديمة بمسح أنفه بكمه، ومنذ ذلك الوقت أصبحت الأزرار حول كم الجاكيت موضة.
أزرار الجاكيت والقميص
أما عن فكرة أزرار جاكيت المرأة في الناحية اليسري دائما، في حين الرجل في الجانب الأيمن دائما، ويعود ذلك إلى أن الجيش الفرنسي اضطر إلى نقل الأزرار من الناحية اليسرى إلى اليمنى، حتى يسهل عليهم استخدام السيوف دون أن تعيقهم الأزرار.
العروة في ياقة الجاكيت
السبب وراء هذه العروة يعود إلى الأمير ألبرت الألماني، عندما ذهب إلى إنجلترا بصفته عريسا لـ"فيكتوريا" ملكة بريطانيا، عام 1840، وكانت الملكة في استقباله بباقة من الزهور.
وكان الأمير ألبرت مشهورا بالأناقة واللباقة، فتناول سيفه وخرق ياقة الجاكيت ووضع فيها زهرة من زهور الملكة، تقديرا واحتراما لها، وأصبحت العروة والزهرة منذ ذلك الحين عنوانا للأناقة في العالم كله.