في اليوم العالمي للمرأة.. "قاسم أمين" ناصر النساء االمثير للجدل
كان أحد مواطن الجدل الفكري والشد والجذب والصراع بين مختلف تيارات الفكر على امتداد وطن وعالم، فعلى الرغم من مضي أكثر من قرن على بدء إسهامه في الحياة الفكرية، إلا أنه ما زال موجودًا بيننا حتى الآن بقضاياه المثيرة للجدل.
إنه الكاتب والمفكر قاسم أمين، نشأ "قاسم" في أسرة تركية مصرية محافظة كان يتميز بالذكاء بين أصدقائه، حصل على ليسانس الحقوق الفرنسية من القاهرة وهو في سن العشرين، ثم ذهب لاستكمال دراسته في باريس عاصمة الحرية، وأثرت رحلته إلى فرنسا في هذا السن الباكر تأثيرًا بالغًا في كيانه كله، فعاد إلى مصر بفكر وعقل جديد وكانت أول دعواته "تعليم المرأة وتحريرها".
في فرنسا قرأ "قاسم" لكبار مفكري أوروبا مثل "نيتشه" و"داروين" و"ماركس"، وحاول الإقتراب من المجتمع الفرنسي، وإقامة الصلات الوثيقة مع نمط حياة الفرنسيين الاجتماعي، غير أن طبيعته الشرقية الخجولة والانعزالية التي ميزت شخصيته لم تمكناه من الذهاب بعيدًا في هذا المضمار، كما عرف في هذه الفترة الحب والصداقة مع "سلافا" الفرنسية التي زاملته في الجامعة، لكن هذه الصداقة أثرت في فكره كثيرًا.
كان قاسم أمين، أول من طالب بحرية المرأة وتعليمها، فلولا إصراره على تلك الخطوة كانت ستتأخر البلاد بضع سنوات متتالية أخرى، وُلد بمصر لأم من الجنوب وأب تركي حتى انتقلوا جميعا إلى القاهرة في مرحله الثانوية العامة حيث أقاموا بحي الحلمية العريق، هو الكاتب ورائد حركة تحرير المرأة قاسم أمين والذي يحل اليوم 1ديسمبر ذكرى ميلاده في عام 1865.
لعبت بعثة فرنسا دورًا كبيرًا في حياة قاسم أمين، حيث اطلع خلالها على كثير من الأعمال الأدبية والاجتماعية التي أنتجها الفرنسيون ومواضيعهم المُختلفة في كل المجالات، ولفت نظره كثيرًا المجال السياسي الذي ينعم أبناء الثورة الفرنسية به أن يقولون كل شيء وبدون خوف، ولكن تجديد صلته بجمال الدين الأفغاني أيضًا خلال تلك الفترة كانت علامة فارقة بالنسبة لأمين، وخلال فترة بعثته إلى فرنسا ناقش أغلب العادات الشائعة في المُجتمع المصري والتي كثيرًا ما يضعها البعض تحت عنوان المُحرمات، وما هي إلى مغلوطات ولا علاقة للدين في تحريم كل ذلك وأن أغلبها عادات توارثت عبر الأجيال فقط، فقضى أربع سنوات يكتب في جريدة المؤيد بعض المواضيع التي أطلق عليها "أسباب ونتائج" وفي أحيان أخرى كتب بعنوان "حكم ومواعظ".
بعد زعامة قاسم أمين، قضية حرية المرأة مما كانت تعانيه في تلك الفترة، من حرمان التعليم والعمل، عُرف بلقب زعيم الحركة النسائية في مصر، كما اشتهر أيضًا بإنسانيته ودفاعه عن الحرية الاجتماعية والعدالة، وترسيخ فكر التعليم الجامعي بإنشاء الجامعات المصرية ونجح في كل ذلك، ولكن دعوة واحدة لم تنجح عندما دعا لتحرير اللغة العربية من السجع والتكلف فماتت هذه الدعوة بسبب ما واجهته من معارضات كثير.
ويعد من أشهر كتابات قاسم أمين كتاب المصريون، تحرير المرأة، والمرأة الجديدة، حتى فارق الحياة في عمر الثالثة والأربعين تاركا بصمة قوية في مصير الكثير من النساء في مصر.
اقرأ أيضًا..
سميحة أيوب.. «سوسو» تقاطع سينما الإغراء وترفض «بحبحتها شوية»