يبدو أن الزيارة التي أجراها ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان، للكاتدرائية المرقسية، أثارت حالة من الغضب الشديد لدى جماعة الإخوان الإرهابية، وهو الأمر الذي بدا واضحا في تغريدات عدد منهم، والتي حملت تحريضا مباشرا لإثارة النزعة الطائفية.

ولعل المثال الأبرز في هذا الإطار هو القيادي الإخواني عمرو عبد الهادي، والذي نشر تغريدة، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عزى فيها هجوم الأمير محمد بن سلمان على تركيا في تصريحات أدلى بها للصحفيين خلال زيارته للقاهرة، إلى الزيارة التي قام بها إلى الكاتدرائية.

كان الأمير محمد بن سلمان قد انتقد صراحة كلا من قطر وتركيا وإيران، معتبرا أن من وصفهم بـ"العثمانيين" هم أحد أضلاع مثلث الشر في المنطقة.

هجوم على الاسلام

وهنا اعتبر عبد الهادي ان التصريحات ضد تركيا هي بمثابة هجوم على الإسلام، وهو ما يحمل تحريضا ضمنيا على الكنيسة، حيث قال في تغريدته المثيرة للجدل "زيارة الكنيسة تشعل حماسه غريبه في الهجوم على المسلمين".

النهج الإخواني في التعامل مع كافة المعارضين لهم يبقى واحدا، حيث أن تأجيج مشاعر الطائفية تبدو السبيل الذي دائما ما تلجأ إليه الجماعة لدحض الانتقادات، وهو ما سبق وأن انتهجته الجماعة الإرهابية في سياساتها الداخلية بالعديد من الدول التي خضعت لسيطرتهم في غفلة من الزمن، وعلى رأسها مصر، وهو ما بدا واضحا إبان ثورة 30 يونيو، عندما لجأ إعلام الجماعة لمهاجمة الكنيسة واتهامها بالحشد ضد نظام الجماعة، في محاولة لتقويض التظاهرات أو ربما تحويلها إلى حرب طائفية. 

كما أن اعتبار الانتقادات الموجهة للجماعة أو الموالين لها بمثابة هجوم على الإسلام، هو الأخر نهجا قديما اعتادت الجماعة على استخدامه في إطار لجوءها إلى إضفاء صبغة دينية على سياساتها وتوجهاتها من أجل تحقيق أهدافها.

شبح الاعتدال

من جانب آخر، يبدو أن مسيرة الإصلاح التي تتبناها المملكة العربية السعودية، والتي تقوم على فكرة إرساء مباديء الإسلام المعتدل، والتي تقوم على الانفتاح على الأخر، وقبول أصحاب الديانات الأخرى، لا تجد قبولا كبيرا بين الإخوان وأنصارهم سواء في قطر وتركيا، وهو ما ظهر في تغريدة سابقة لأردوغان، والذي بدا متخوفا من "شبح" الاعتدال في السعودية، حيث قال تعليقا على تصريحات لولي عهد السعودية، أن تعبير "الإسلام المعتدل" لا يتوافق إلا مع أعداء الإسلام.

يقول المفكر القبطي سليمان شفيق، في تصريحات لـ"دوت خليج"، أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تمثل صفعة قوية للمتشددين في مصر، موضحا أن زيارة ولي عهد الدولة الإسلامية الأكبر في المنطقة للكنيسة الأكبر في الشرق؛ تضع مروجي أنصار التيارات المتطرفة في موقف حرج للغاية، خاصة وأنه لم يكتفي بالزيارة، ولكن دعى قيادات الكنيسة لزيارة المملكة.

إقرأ أيضا

4 رسائل وجهتها زيارة محمد بن سلمان لمصر إلى العالم.. تعرف عليها