شهد اجتماع مجلس الأمن أمس الاثنين، حربا بحق الفيتو بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وبين روسيا من جهة أخرى فيما يتعلق بملف اليمن وإيران.

كانت البداية مع مشروع قرار تقدمت به بريطانيا لإدانة إطلاق مليشيات الحوثي المدعومة من إيران الصواريخ الباليستية على المدنيين في السعودية.

وقال نائب السفير البريطاني بالأمم المتحدة جوناثان آلانان "استهداف الحوثيين لأهداف مدنية سعودية سوف يطيل من أمد الحرب وعلينا التحدث بصوت واحد ضد هذه الهجمات وهذا سيتم من خلال التصويت لصالح هذا القرار الذي يدين هذه الهجمات بأشد العبارات".

ولكن جاء الرد الروسي ليحبط المشروع البريطاني حيث استخدمت موسكو حق الفيتو لإجهاض أي إدانة ضد طهران التي تمد الحوثيين بالصواريخ الباليستية وغيرها من الأسلحة.

عندها أصدرت الولايات المتحدة تحذيرها من أنه إذا استمرت روسيا في حماية إيران والسماح لها بنشر نفوذها في اليمن فسوف تتخذ الولايات المتحدة قرارات أحادية الجانب ضد طهران.

وقالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة "إذا كانت روسيا ستستمر في استخدام الفيتو لمنع أي إجراءات ضد السلوكيات الإيرانية العدوانية فإن أمريكا وحلفائها سيضطرون لاستخدام إجراءات أحادية ضد طهران بشكل لا يمكن لروسيا وقتها إيقافه".

على نحو آخر كان هناك قرار واحد تم تمريره بعد الموافقة عليه بالإجماع يوم أمس، وكان القرار هو مشروع قدمته موسكو من أجل تجديد نظام العقوبات على اليمن وبالتحديد على الأشخاص أو الأطراف التي تعيق تحقيق التسوية السلمية للأزمة اليمنية.

لماذا تحمي روسيا إيران بحق الفيتو في مجلس الأمن؟

بحسب مجلة "نيوزويك" فإن هناك عدة أسباب تجعل موسكو حريصة على حماية طهران قدر المستطاع من العقوبات الغربية، وأول هذه الأسباب هو أن إيران هي الحليف الأول لروسيا في سوريا وثانيا فإن الحوثيين بنظر موسكو ليست مليشيا إيرانية بل مليشيا تلقى الدعم الإيراني.

وثالثا فإن روسيا وأمريكا ضمن الدول التي وقعت الاتفاق النووي الإيراني ومع ذلك فإن موسكو تعلم أن واشنطن هي الدولة الوحيدة التي لا تؤيد هذا الاتفاق في الوقت الحالي، ولذا تعمل موسكو على زيادة عزلة أمريكا بإيقاع الخلاف بينها وبين باقي حلفاءها من الدول الموقعة على الاتفاق.. وهو ما يعني أن موسكو ترى الحرب في اليمن جزء غير مباشر من حرب بالوكالة بينها وبين أمريكا.

اقرأ أيضا

بعد عملية "السيف الحاسم".. الحرب في اليمن تأخذ مسارات متوازية