التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:42 ص , بتوقيت القاهرة

بعد 40 عاما.. إسرائيل تنشر وثائق زيارة السادات التاريخية

كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل مثيرة حول زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977.. وذلك بعدما سمحت وزارة الدفاع الإسرائيلية بنشر وثائق حول اجتماعات القادة العسكريين الإسرائيليين وقت الزيارة.


وبحسب صحيفة "هأرتس" فإن الوثائق تكشف عن خلافات حادة بين القادة العسكريين في إسرائيل حول زيارة السادات وما الذي يمكن نقاشه فيها.. وتكشف الوثائق المفرج عنها اليوم الأحد 25 فبراير، عن أن حالة من الشك حول جدية الزيارة نفسها وما هي توابعها على الملف الفلسطيني كذلك، خاصة وأن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لم يكن قد وقعت بعد.


President Sadat delivering a speech at the Knesset in Jerusalem


ولكن بعد خطاب الرئيس الراحل السادات في الكنيست، حول إنهاء الحرب، كانت هناك حالة من التفاؤل بين الكثيرين من القيادة الإسرائيلية.. أما بعد يومين من الخطاب.. لم يكن كل القادة العسكريين على نفس الدرجة من التفاؤل المعلن، فالبعض كان لديه شكوك حول نوايا السادات خاصة وأن حرب أكتوبر كان مر عليها 4 سنوات فقط.


وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، موردخاي جور، يتخذ موقفا حذرا قائلا إنه تلقى أوامر من وزارة الدفاع الإسرائيلية لتجهيز استعدادات طارئة للحرب.. بينما قال قائد القيادة الجنوبية للجيش الإسرائيلي هيرتزل شافير "أول سؤال لدي هو هل يمكننا أن نعرف ما الذي يرد السادات تحقيقه؟.. الإجابة هي لا وهذا شئ كبير مجهول بالنسبة لنا".


على نحو آخر، كان الجنرال أفيجدور بن جال يرى أهمية الزيارة التاريخية باعتبارها تمهيدا لإنهاء حالة الحرب وعقد اتفاقية السلام أخيرا بين البلدين، حيث قال: "مجرد وصول الرئيس المصري لإسرائيل وحديثه في الكنيست يعد تحولا تاريخيا على أعلى درجة من الجدية، هذه ليست خطوة دعاية ولكن خطوة جادة خاصة عندما تأتي من الرئيس المصري بتركيبته السياسية المعقدة".


ولكنه مع ذلك كان يرى موقف الحكومة الإسرائيلية خاطئا، قائلا: "خطاب الكنيست كان خطابا للصم" وأن "الحكومة الإسرائيلية أظهرت عدم فهم أو مرونة ولا تفهم الفرصة التي جاءت في صورة زيارة الرئيس المصري في إسرائيل".


أما الميجور جنرال شلومو جازيت، قائد المخابرات العسكرية، فانتقد خطاب مناحم بيجن في الكنيست وقتها باعتباره خطاب متطرف وقال "ليست وظيفتي تحليل السياسة الإسرائيلية في خطابات الإسرائيليين، ولكن من الواضح أن خطاب رئيس الوزراء ليس الطريقة الصحيحة في التعامل مع ما قدمه السادات".


ولكن قال نائب رئيس الأركان، رافائيل إيتان، إنه متفائل وأنه من الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في الخطابين وأن التفاوض في حد ذاته أمر رائع، وقال: "الزيارة نفسها إنجاز لأنه سيكون هناك تفاوض مباشر لأول مرة وهذا ما كنا نريده ونعمل لأجله".
واقترح "إيتان" أيضا أنه ربما تكون زيارة الرئيس المصري هي بداية زيارات أخرى من القادة العرب، حيث قال: "إذا كان باقي القادة العرب لديهم عقل فسوف يأتون هنا في مرة في الشهر، وسوف يحصل العرب على الكثير من هذه المفاوضات".


أما الملف الفلسطيني فكان في نظر قادة الجيش الإسرائيلي العقبة الأكبر حيث دعا السادات لانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي المحتلة في 1967 بما فيها القدس الشرقية، ولذا رأى بن جال إنه يمكن لإسرائيل تحويل الملف الفلسطيني لمفاوضات مستقبلية.


على حين قال رئيس المخابرات العسكرية جازيت: "يجب أن يكون هناك حل للمشكلة الفلسطينية".. أما موردخاي جور فقال "لا يمكننا تجاهل المشكلة الفلسطينية ويجب أن تجهز الحكومة رد لها" ووافقه الجنرال أوري سيمخوني الذي قال "حتى قتل الفلسطينيين يعني الاعتراف بأنهم موجودين".


اقرأ أيضا..


لماذا تحتاج إسرائيل لمصر في تصدير الغاز؟


بسبب إيران.. إسرائيل تدعم مسلحي المعارضة السورية في الجولان